قتل وخطف وقصف على الحدود اللبنانية - السورية

• «الفرقة الرابعة» متورطة... ومخاوف من مسعى لتشتيت الجيش اللبناني

نشر في 18-03-2025
آخر تحديث 17-03-2025 | 17:52
عناصر من الجيش اللبناني «أرشيفية»
عناصر من الجيش اللبناني «أرشيفية»

بقي التوتر سيد الموقف على الحدود بين لبنان وسورية، بعد ساعات حافلة تخللتها عمليات خطف وقتل وذبح وقصف متبادلة، في وقت مازالت الاتصالات مستمرة في محاولة لمنع الانزلاق إلى تصعيد أوسع.

هذا التوتر ليس الأول من نوعه، فقبل أسابيع سبق أن اندلعت مناوشات كبيرة استمرت أياماً، بعد أن أعلنت السلطات السورية الجديدة عن حملة واسعة لملاحقة المهربين و«فلول النظام» السابق في ريف حمص الغربي وضبط الحدود بين البلدين.

واتهمت السلطات السورية حزب الله اللبناني بـ «اختطاف وتصفية 3 من أفراد الجيش السوري واستهداف صحافيين بصواريخ أثناء عملهم قرب الحدود مع لبنان»، كما أفادت قناة «الجزيرة» بمقتل 8 من عناصر الجيش السوري في حوادث على الحدود منذ أمس الأول. في المقابل، قُتِل طفل لبناني بقصف سوري على قرية القصر حسبما أعلن رئيس بلديتها، كما عثر على مواطنين لبنانيين مذبوحين داخل سورية.

وفي بيان أصدره أمس، قال الجيش اللبناني إنه «بعد مقتل سوريين وإصابة آخر عند الحدود اللبنانية- السورية الأحد في محيط منطقة القصر- الهرمل، نُقِل الجريح إلى أحد المستشفيات للمعالجة وما لبث أن فارق الحياة»، مضيفاً: «على أثر ذلك، نفذ الجيش تدابير أمنية استثنائية، وأجرى اتصالات مكثفة منذ ليل الأحد-الاثنين حتى ساعات الصباح الأولى، وسلم بنتيجتها الجثامين الثلاثة إلى الجانب السوري».

وكشف البيان أنه «في موازاة ذلك، تعرضت قرى وبلدات لبنانية في المنطقة للقصف من جهة الأراضي السورية، فردّت الوحدات العسكرية على مصادر النيران بالأسلحة المناسبة، وعمدت إلى تعزيز انتشارها وضبط الوضع الأمني»، مؤكداً «استمرار الاتصالات بين قيادة الجيش والسلطات السورية لضبط الأمن والحفاظ على الاستقرار في المنطقة الحدودية».

ونقلت قناة «العربية» عن قائد عمليات الجيش السوري على الحدود مع لبنان قوله إن «حزب الله انتهك حدودنا، وسنتعامل مع أي تسلل لعناصره» مؤكداً وجود تنسيق مع الجيش اللبناني لضبط الحدود.

ونفى «حزب الله»، في بيان، أي علاقة له بالأحداث، وقال نائبه حسين الحاج حسن إن «بعض المسلحين من الجانب السوري يعتدون على القرى اللبنانية منذ أسابيع، والمطلوب من الدولة والجيش القيام بواجبهما في الدفاع».

وفي تعليق على الأحداث، قالت وزارة الخارجية الإيرانية إن إسرائيل هي المستفيدة من الوضع الحالي، واصفة التطورات بأنها مؤسفة.

وفي بيروت، أفادت مصادر سياسية لبنانية «الجريدة» بأن أعضاء في «الفرقة الرابعة» في الجيش السوري السابق، التي كان يقودها ماهر الأسد شقيق الرئيس المخلوع بشار الأسد، متورطون في التصعيد ربما بغطاء من «حزب الله».

وتساءلت المصادر عما إذا كان الهدف من وراء التوتر إجبار الجيش اللبناني على الانتشار بكثافة على الحدود الشرقية والشمالية بين لبنان وسورية، الأمر الذي سيشتته ويضعف قدرته على التحرك في الجنوب لتطبيق وقف إطلاق النار، وبالتالي يحصل «حزب الله» على هوامش جديدة لحركته، خصوصاً مع تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على عناصره.

في المقابل، أشار مراقبون إلى مسار آخر قد تقود إليه الأحداث، مرتبط بتوسيع دور قوات اليونيفيل الأممية لحفظ الأمن على الحدود الشرقية والشمالية مع سورية بشكل يضمن ضبط الحدود اللبنانية من جميع الجهات.

back to top