تقاسم أوكرانيا في اتصال ثانٍ بين ترامب وبوتين
موسكو تتشدد ضد خطة ماكرون وستارمر... وكييف تخسر كورسك
سيكون تنازل أوكرانيا عن بعض الأراضي وتقاسم بعض الأصول الأوكرانية وهدنة الـ30 يوماً التي وافقت عليها كييف في محادثات مع الأميركيين في السعودية، محور الاتصال الثاني من نوعه بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، وسط إصرار من قبل واشنطن على التقارب مع موسكو رغم تحفظ الحلفاء والشركاء.
وبعد أن أبقى بوتين الباب مفتوحاً أمام مزيد من المفاوضات قبل أيام دون أن يوافق أو يرفض هدنة الـ30 يوماً، تحدث ترامب مجددا أمس الأول عن «إنجازات» تم التوصل إليها مع موسكو، معلنا عن الاتصال مع بوتين «لنرى إذا كان بإمكاننا إنهاء الحرب أم لا».
وكشف ترامب عن التنازلات التي يجري دراستها لإنهاء الحرب، قائلاً: «سنتحدث عن الأرض وتقسيم بعض الأصول وعن محطات الكهرباء، وأعتقد أنه تم بالفعل مناقشة الكثير من هذه الأمور باستفاضة بين أوكرانيا وروسيا».
يأتي ذلك فيما أجرى وزير الخارجية ماركو روبيو «مباحثات هاتفية واعدة» مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، ناقشت «الخطوات التالية والجوانب الملموسة لتنفيذ التفاهمات» التي تم التوصل إليها في جولتين من المحادثات الأميركية الروسية في السعودية.
وعشية الاتصال طالب نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو ضمانات أمنية ملموسة لأي اتفاق، في مقدمتها الوضع المحايد لأوكرانيا ورفض ضمها إلى حلف الناتو، واعتبر أن نشر قوات سلام أوروبية في أوكرانيا تحت أي راية هو مشاركة فعلية ومباشرة بالصراع، وسيكون على الدول المشاركة تحمل كل العواقب.
وبعد تأكيد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن خطته مع رئيس حكومة بريطانيا كير ستارمر لنشر قوات في أوكرانيا لمراقبة وقف النار، في ظل تنصل واشنطن من تقديم أي ضمانة أمنية لكييف، لا تحتاج إلى موافقة روسيا، هدد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف أمس الأول بالدخول في حرب ضد الناتو في محاولة لتأليب الحلفاء.
وكتب ميدفيديف، على موقع «إكس»، ان ماكرون وستارمر «يلعبان لعبة غبية، ويريدان تقديم المساعدة العسكرية للنازيين الجدد في كييف، وهذا يعني الحرب مع الناتو»، وقال: «استشيرا ترامب، أيها الوغدان».
وفي ظل إصرار إدارة ترامب على عدم إعطاء كييف أي ضمانة أمنية، اقترح ماكرون وستارمر نشر قوات أوروبية لمراقبة أي وقف لإطلاق النار. وقال ماكرون أمس إن نشر هذه القوات لا يحتاج الى موافقة روسيا.
وعلى الأرض، ألقت القوات الروسية بثقلها لطرد آخر الجنود الأوكرانيين من مقاطعة كورسك. ومع تقلص السيطرة الأوكرانية إلى 110 كلم مقارنة بأكثر من 1368، يستعد الروس للهجوم على منطقة سومي الاستراتيجية المجاورة لكورسك، والتي تعد بوابة مهمة إلى ضواحي كييف.
وفي خضم الصعوبات، أقال الرئيس الأوكراني رئيس الأركان أناتولي بارغيليفيتش وعُيّن محلّه أندرييه غناتوف، وكلّفه بتعزيز «تطبيق» قراراته وزيادة «فعالية الإدارة العمودية» للقوات، لا سيما «إعادة تنظيم وحدات الجيش» وإضفاء «خبرة قتالية» على القيادة.
إلى ذلك، أعلنت القوات الجوية الأوكرانية أنها أسقطت 90 من أصل 174 طائرة مسيرة إيرانية وطرازات أخرى خداعية أطلقتها روسيا ليل الأحد - الاثنين من مناطق أوريول وشاتالوفو وكورسك وبريانسك وبريمورسكو-أختارسك الروسية.
وقبل ساعات، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها دمرت 31 طائرة مسيرة أوكرانية، 16 فوق منطقة فورونيج، و6 في منطقة بيلغورود والبقية فوق منطقتي روستوف وكورسك.
وفي إطار مبادرة طوعية جديدة، اقترحت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس تقديم مساعدات لأوكرانيا بقيمة تتراوح بين 20 و40 مليار يورو (44-22 مليار دولار).