نتنياهو يشعل «أزمة نظام» بإقالة رئيس «الشاباك»
وسط ضغوط داخلية وخارجية لإنجاز صفقة الرهائن، أشعل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «أزمة نظام» بإصراره على إقالة مدير جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) رونين بار، من منصبه على خلفية الإخفاق في توقع هجمات 7 أكتوبر، وهو ما أثار اعتراض قوى سياسية ومنظمات مدنية إسرائيلية، خصوصا في ظل رفض نتنياهو تحمل أي مسؤولية سياسية عن الهجمات التي شنتها حركة حماس.
وقال نتنياهو أمس: «نحن في خضم حرب وجودية، وليس لدي ثقة تجاه رئيس الشاباك، وهذا شعور نما مع الوقت، وقررت أن أتقدم بمقترح لإنهاء منصبه لضرورة إعادة تأهيل الجهاز، وتحقيق جميع أهداف حربنا، ومنع الكارثة القادمة».
ورد بار بأنه يخطط للاستمرار في منصبه، لكنه سيحترم أي قرار قانوني يتعلق بولايته، مشيرا إلى «الالتزامات الشخصية» لإتمام «التحقيقات الحساسة»، وتحرير الرهائن المتبقين في غزة، وإعداد خلفاء محتملين.
كما انتقد توقعات نتنياهو المتعلقة بالولاء الشخصي التي تتعارض مع المصلحة العامة، مشيراً إلى «التحذيرات التي قدمها الجهاز وكشفه عن تجاهل طويل ومتعمد من القيادة السياسية للتحذيرات» من هجوم «حماس».
وقالت النائبة العامة، جالي ميارا، إنه يجب على نتنياهو توضيح الأساس القانوني لقراره قبل اتخاذ أي إجراء. ودعا منتدى الأعمال، الذي يمثل معظم العاملين في القطاع الخاص من 200 من أكبر الشركات، نتنياهو إلى التراجع عن إقالة بار، واصفا هذه الخطوة بأنها «مدمرة».
ودعا زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، ورئيس حزب معسكر الدولة، بيني غانتس، نتنياهو إلى الاعتذار، وأكدا أن الأخير «يحاول إلقاء اللوم على الآخرين».
في المقابل، قال بتسلئيل سموتريش زعيم حزب الصهيوينة الدينية (من أقصى اليمين) إن «أي محاولة عن طريق القوة من قبل جهات قضائية لإحباط استبدال بار غير شرعية، ويجب عدم الامتثال لها».
وقال سموتريتش، إن رئيس «الشاباك» كان يتعين إقالته منذ فترة طويلة، مضيفاً: «كان يفترض أن يعود إلى منزله في 8 أكتوبر بعد الفشل الذريع الذي تسبب فيه».
وانتقد بشدة تركيز رئيس الشاباك على ما وصفه بـ «عتبة سياسية وهمية»، مؤكداً أن الأولوية كان يجب أن تكون حماية حدود غزة بدلاً من الانغماس في قضايا غير ذات صلة. وأضاف الوزير الإسرائيلي: «لو كان رئيس الشاباك يركز على مهمته الأساسية في غزة، لكانت إسرائيل تمكنت من تفادي هذه الكارثة المروعة».