سورية تحيي الذكرى الـ 14 للاحتجاجات التي أطاحت الأسد

• رفض درزي وكردي للإعلان الدستوري

نشر في 16-03-2025
آخر تحديث 15-03-2025 | 17:35
تجمع بذكرى الاحتجاجات في دمشق أمس (رويترز)
تجمع بذكرى الاحتجاجات في دمشق أمس (رويترز)

أحيا السوريون أمس الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الاحتجاجات المناهضة لبشار الأسد، للمرة الأولى بعد الإطاحة بالرئيس المخلوع، بتجمعات شعبية في مدن عدة، خصوصاً دمشق التي تستعد لتحرك غير مسبوق منذ عام 2011.

وشهدت ساحة الأمويين وسط العاصمة تجمعا حاشدا يعكس تحولها إلى نقطة للاحتفاء بالمرحلة الجديدة، بعدما بقيت طوال أعوام النزاع رمزاً لتجمعات لأنصار الأسد للرد على الاحتجاجات المناهضة في مدن أخرى.

وتحت شعار «سورية تنتصر»، دعا ناشطون إلى تظاهرات في مدن أبرزها حمص وإدلب وحماة، تأكيدا لمرحلة جديدة في تاريخ البلاد بعد عقود على حكم آل الأسد.

فانس: سنحمي الأقليات دون إرسال قوات جديدة

ويأتي إحياء الذكرى هذا العام للمرة الأولى من دون حكم آل الأسد الذي امتد زهاء نصف قرن، بعد أن أطاحت به فصائل معارضة تقودها «هيئة تحرير الشام»، بدخولها دمشق في 8 ديسمبر، إثر هجوم بدأته من معقلها في شمال غرب البلاد أواخر نوفمبر.

وأعلنت الرئاسة السورية أمس أن الشرع أمر براتب إضافي للموظفين الحكوميين بمناسبة عيد الفطر المبارك، كما أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني السوري أن مطار حلب الدولي أصبح جاهزا لاستقبال الرحلات الجوية. ولا تزال البلاد تواجه تحديات كبيرة مرتبطة بالواقع المعيشي والخدمي، فضلاً عن تحديات مرتبطة بالسلم الأهلي، لا سيما بعد أيام من أعمال عنف دامية في منطقة الساحل أوقعت أكثر من 1500 قتيل مدني غالبيتهم علويون، قضوا على أيدي عناصر الأمن العام ومجموعات رديفة، وفق آخر حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

وشكّلت هذه الأحداث اختبارا مبكرا للشرع الساعي إلى ترسيخ سلطته على كامل التراب السوري، بعدما كان تعهد مرارا بالحفاظ على السلم الأهلي وحماية الأقليات.

رفض الإعلان الدستوري

كما واجه الإعلان الدستوري، الذي وقعه الشرع الخميس، رفضا من الدروز والأكراد، ووصف رجل الدين الدرزي حكمت الهجري الإعلان بأنه «غير منطقي»، في حين اعتبر مجلس سورية الديموقراطية، الذراع المدنية لقوات «قسد»، التي وقعت اتفاقا مع الشرع، أن الرئيس السوري الانتقالي يكرر ما فعله الأسد، وان الإعلان يؤسس للاستبداد. وانتقد الكثيرون، وبينهم ناشطون معارضون من جميع الطوائف، الإعلان الدستوري لناحية منحه صلاحيات واسعة للشرع، بينها تعيين مجلس الشعب الذي يفترض أن يشرع.

الدروز

وبعد أن أعلن الخميس أنه «لا وفاق ولا توافق مع السلطات في دمشق»، شدد الشيخ حكمت الهجري أمس على سعيه من أجل السلام خلال استقباله وفوداً شعبية في دارة قنوات أمس، توافدت تأييداً لمواقفه، فيما أعرب الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز في إسرائيل الشيخ موفق طريف عن تمنياته أن تضم الحكومة الجديدة في دمشق كل مكونات سورية، مؤكدا أنه «لن نسمح بتكرار المجازر التي حدثت ضد الدروز في سورية».

وجاءت تصريحات طريف فيما استقبل الدروز في الجولان السوري المحتل وفي إسرائيل وفدا من رجال الدين الدروز السوريين للمرة الأولى منذ 5 عقود. وزار الوفد مقام النبي شعيب غربي بحيرة طبريا في الجليل الأسفل. وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قال هذا الأسبوع إنه سيُسمح للعمال الدروز القادمين من سورية بدخول إسرائيل، في خطوة من شأنها أن تفتح الحدود بشكل محدود لأول مرة منذ ما قبل الحرب الأهلية السورية، كما تعزز إسرائيل التي أعلنت أنها ستحمي دروز سورية مناطق احتلالها جنوب سورية بطريقة توحي بأنها ستبقى لمدة طويلة.

الدور الأميركي

في غضون ذلك، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن الجيش الأميركي يلعب في سورية دورا دبلوماسيا مهما خلف الكواليس، بما في ذلك التوسط في الاتفاق بين الشرع والأكراد، مضيفة أن واشنطن لديها اتصال دائم بمكتب الشرع ووزارة الدفاع السورية في الإدارة الجديدة.

ونقلت الصحيفة عن ضباط أميركيين ان الوساطة الأميركية «تهدف إلى تحقيق الاستقرار ومنع العودة إلى الصراع الأهلي، وأيضا منح واشنطن دورا فاعلا في رسم مستقبل سورية». وأشاد الضباط بتعاون السلطات السورية معتبرين أن التلويح الأميركي بالانسحاب من سورية ساعد في اتفاق الشرع والأكراد.

من ناحيته، قال نائب الرئيس الأميركي، جي دي فانس، في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز، إن بلاده «لن ترسل قوات إلى سورية، لكن لديها العديد من الخيارات الدبلوماسية والاقتصادية لحماية الأقليات هناك».

وأضاف فانس، المعروف بميوله اليمينية الدينية المتشددة، أنه يجب على الإدارة الأميركية أن تتذكر من تتعامل معهم في سورية، واصفا الإدارة الجديدة بأنهم «متطرفون إسلاميون»، وختم بقوله: «بغض النظر عن الآراء حول حرب العراق، فإن غزو العراق دمر واحدا من أعظم المجتمعات المسيحية التاريخية في العالم. لا نريد أن نسمح بحدوث ذلك مرة أخرى».

back to top