الهوية الوطنية معايشة

نشر في 16-03-2025
آخر تحديث 15-03-2025 | 17:32
العيش في الهوية الوطنية والامتزاج بها يحتاج تربية وطنية تنبذ الإقصاء والكراهية للآخر، وتنمي الشعور بالعطاء للوطن دون انتظار مردود.
 مظفّر عبدالله

أول العمود: بر الكويت بحاجة إلى حملة نظافة وطنية بسبب كم النفايات التي يتسبب فيها الأفراد والمؤسسات.

***

تُعد مسألة الهوية الوطنية من بين أكثر المصطلحات والمفاهيم تداولاً في مجتمعنا الكويتي، لكن مضامينه في الغالب تصب في نافذة الجنسية فقط لا العيش مع مكونات المفهوم عبر سنوات عمر الفرد وتاريخ البلد.

الهوية الوطنية مفهوم معقد ومركب وتفاعلي بين الفرد ومحيطه، فهناك المسألة الثقافية التي تتكون من سرديات التاريخ وأحداثه ومن ذلك كفاح الكويتيين تجاه ملفات مفصلية، ومنها: الاستقلال وكتابة الدستور والقضاء على الفقر وتحدي العيش في صحراء قاسية، وإنهاء مشكلة الماء وتخطيط المدينة وعُمرانها ودرء الأخطار الخارجية.

هناك أيضاً ابتكار رمزيات الوطن كالعلم والعملة، ومفاهيم الحماية الاجتماعية للفرد من خلال تعظيم دور الأسرة التي تتنقل من خلالها التقاليد، وهناك الجوانب السياسية التي تجعلنا منذ الصغر نمارس حقوقنا وواجباتنا تجاه الوطن ونظامه السياسي، ويضاف لذلك أيضاً أشكال النضال المجتمعي ضد الكثير من الأخطار التي واجهناها خارجياً كالغزو العراقي، والداخلية كالتعامل مع الثروة النفطية والحرب ضد الفساد والتركيبة السكانية وتعقيداتها.

وتجدر الإشارة إلى أن طبيعة بعض الحقوق التي يتلقاها الفرد تساهم في خلق الهوية الوطنية ومن ذلك التعليم الذي بيده تعظيم هذا الشعور أو إضعافه، وهو ما يتطلب وضعه تحت المجهر وتقييمه باستمرار استناداً لميزانية وزارة التربية المليارية.

العيش في الهوية الوطنية والامتزاج بها يحتاج تربية وطنية تنبذ الإقصاء والكراهية للآخر وتنمي الشعور بالعطاء للوطن دون انتظار مردود، وفي ظني أن النظام الإداري في الدولة اليوم وما يُرصد له من ميزانية مالية ضخمة بحاجة إلى إعادة نظر في مسألة أساسية وهي الانتقال من مجتمع الريع إلى الإنتاج، لأنه لا قيمة لحياة لا نستشعر فيها قيمة الإنتاج والتنافس من أجل ارتقاء الوطن.

الهوية الوطنية عنوان لا معنى له إذا لم يواكبنا منذ الصغر، ولا قيمة له إن لم يكن قابلاً لأن يُعاش على الأرض عبر الأجيال.

back to top