ترحيب عربي بتراجع ترامب عن تهجير غزة

• إسرائيل تعد بنك أهداف لضرب «الضفة»

نشر في 14-03-2025
آخر تحديث 13-03-2025 | 17:36
طفلان يلهوان بدراجتيهما بجانب الركام في قطاع غزة
طفلان يلهوان بدراجتيهما بجانب الركام في قطاع غزة
رحبت مصر وحركة حماس بتراجع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن دعواته لتهجير سكان غزة، وقبول مبعوثه ضمنياً الخطة العربية لإعادة إعمارها، تزامناً مع الكشف عن خطة إسرائيلية لفرض مزيد من السيطرة على الضفة تشمل بنك أهداف ستقصفه بالطيران.

بعد حملة ضغط استمرت أسابيع وأثارت غضباً عربياً ودولياً واسع النطاق، تنفس الفلسطينيون الصعداء مع تراجع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن مقترحه لتهجير سكان غزة، في وقت اطلع مبعوثه إلى الشرق الأوسط على تفاصيل الخطة العربية لإعادة إعمار القطاع، الذي كان يتمسك بتحويله إلى «ريفييرا» الشرق الأوسط.

وخلال استقباله رئيس الوزراء الآيرلندي مايكل مارتن في البيت الأبيض، أعلن ترامب، أمس الأول، أنه لن يتم ترحيل الفلسطينيين من غزة، قائلاً: «لن يطرد أحد أحداً منها»، مشيراً إلى أن «إسرائيل شهدت في 7 أكتوبر يوماً سيئاً جداً وكانت تحت الحصار» خلاله.

وعبَّرت مصر عن تقديرها لتصريحات ترامب بشأن عدم مطالبة سكان غزة بمغادرتها، معتبرة أنه موقف «يعكس تفهماً لأهمية تجنُّب تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع، وضرورة العمل على إيجاد حلول عادلة ومستدامة للقضية الفلسطينية».

وشددت الخارجية المصرية، في بيان، على أهمية البناء على هذا التوجه الإيجابي لدفع جهود إحلال السلام في الشرق الأوسط، وذلك من خلال تبني «مسار شامل يستند إلى رؤية واضحة تحقق الاستقرار والأمن لكل الأطراف».

كما اعتبرت مصر أن مبادرة ترامب لإنهاء الصراعات الدولية وإحلال السلام في العالم، بما في ذلك الشرق الأوسط، يمكن أن تمثل إطاراً عملياً للبناء عليه «بما يراعي تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة، وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية».

ودعت مصر الأطراف الدولية والإقليمية كافة إلى تكثيف الجهود لدفع عملية التسوية السلمية، بما يضمن تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار لشعوب المنطقة.

ورحَّب المتحدث باسم حركة حماس، حازم قاسم، بتراجع الرئيس الأميركي عن مقترحه تهجير سكان غزة، الذي قوبل باعتراض عربي ودولي واسع، ودعاه إلى «عدم الانسجام مع رؤية اليمين الصهيوني المتطرف واستكمال هذا الموقف بإلزام الاحتلال بتطبيق كل اتفاق وقف إطلاق النار».

وطوال الشهر الماضي صرح ترامب بأنه يعتزم «الاستحواذ» على غزة ودعا دول عدة خاصة مصر والأردن إلى توطينهم غير أن خطته قوبلت بالرفض وهو ما دفعه للتصريح لاحقاً بأنه «سيوصي بها ولن يفرضها».

وتبنى القادة العرب خطة مصرية لإعادة إعمار غزة بقيمة 53 مليار دولار من شأنها تجنب تهجير الفلسطينيين من القطاع، على عكس رؤية ترامب لبناء «ريفييرا الشرق الأوسط».

ويتكوف ونتنياهو

ورغم التشكيك الأميركي والرفض الإسرائيلي للخطة العربية، اجتمع وزراء خارجية قطر والإمارات والسعودية ومصر والأردن إضافة إلى أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية، أمس الأول، مع مبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف وعرضوا عليه خطة إعادة إعمار غزة، التي أقرتها القمة العربية بالقاهرة وتبنتها منظمة التعاون الإسلامي بجدة.

وذكرت الخارجية القطرية أن «الوزراء العرب اتفقوا مع المبعوث الأميركي على مواصلة التشاور والتنسيق بشأنها كأساس لجهود اعادة اعمار القطاع»، مؤكدين «أهمية تثبيت وقف النار في غزة والأراضي المحتلة زإطلاق جهد حقيقي لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين».

في موازاة ذلك، تواصلت مفاوضات الهدنة بالدوحة بعدما قرر وفد التفاوض، الذي أرسلته حكومة بنيامين نتنياهو، تمديد إقامته لمواصلة بحث اتفاق غزة.

وسط ترقب لمصير الصفقة، عقد نتنياهو اجتماعاً بشأن المباحثات بحضور وزراء وقادة الأجهزة الأمنية، وواصل مساعيه لتفكيك منتدى عائلات الأسرى بغزة بتغذية الصراع بينهم عبر رسائل مباشرة وتهديدات مبطنة بإسكات الحراك والاحتجاجات المطالبة بإبرام صفقة تبادل شاملة تعيد جميع المحتجزين، بحسب تحقيق من جزأين لهيئة البث «كان11» رصد مراوغات وتلاعب سياسي وإعلامي محيطة بصفقات التبادل، ووثَّق شهادات أفراد عائلات المحتجزين حول تهديدات مسؤولين حكوميين لهم، «وزرع الفتنة» بينهم بغرض تفكيك جهودهم الضاغطة والمنظمة.

مجاعة وإبادة

وفي اليوم الـ 54 من اتفاق وقف النار، حذرت «حماس» من أن سكان غزة يعانون حصاراً للأسبوع الثاني والاحتلال يمنع إدخال الغذاء والدواء والوقود في جريمة جديدة، مؤكدة أنه إذا لم يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته فإن القطاع سيواجه المجاعة مجدداً في شهر رمضان.

وفي الضفة، التي تشهد عدواناً غير مسبوق منذ أكثر من أكثر 50 يوماً شمل خصوصاً مدن جنين وطولكرم والخليل، عكف الاحتلال على تحديد بنك أهداف لقصف جوي كجزء من خططه لفرض مزيد من السيطرة وخشية تعرّضه لأي هجوم مماثل لعملية 7 أكتوبر.

مع إيعاز وزير الدفاع يسرائيل كاتس، في 7 مارس الجاري، بمواصلة احتلال المخيمات، حتى نهاية العام الحالي، فإن «بنك الأهداف» يأتي استكمالا للمخططات المستمرة للسيطرة على الضفة ككل.

وبحسب صحيفة يسرائيل هيوم، فإن المروحيات والطائرات الإسرائيلية ستهاجم طرق الوصول والدعم لمنع «الغزو الشامل» من فلسطينيي الضفة.

وقالت القناة السابعة: «الخطة الجديدة تقوم على وضع أسلحة دفاعية إضافية تحت الطلب وسيتعين على المستوطنة تأمين نفسها بنفسها في المرحلة الأولى ضد أي غزو واسع النطاق». ولليوم الرابع على التوالي، نفذ الاحتلال حملة اعتقالات واسعة في الخليل شملت معظمها أسرى محررين.

إلى ذلك، خلصت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة، أمس، إلى أن إسرائيل ارتكبت أعمال «إبادة جماية» في غزة عبر تدميرها الممنهج لمنشآت الرعاية الصحية الجنسية والإنجابية.

وأفاد اللجنة بأن إسرائيل تورطت في اثنين من خمسة أفعال تعرفها اتفاقية الأمم المتحدة على أنها إبادة جماعية، مشيرا إلى أنها «تتسبب عمدا بظروف حياتية للمجموعة (أي الفلسطينيين) محسوبة للتسبب بتدميرها بدنياً» و«تفرض إجراءات تهدف إلى منع حدوث ولادات ضمن المجموعة».

ودانت الأمم المتحدة الاحتجاز التعسفي الواسع النطاق للفلسطينيين، ومنهم الأطفال، والاستخدام الممنهج للتعذيب في «مراكز الاحتجاز الإسرائيلية»، منددين بالتهجير القسري الجماعي في غزة والضفة.

ومع تمسك الاحتلال بمنع المساعدات إلى غزة، أعلنت محكمة العدل الدولية أنها ستعقد جلسات استماع الشهر المقبل للنظر في التزامات إسرائيل الإنسانية تجاه الفلسطينيين.

back to top