في المرمى: الدورات الرمضانية... وينها؟

نشر في 14-03-2025
آخر تحديث 13-03-2025 | 15:44
 عبدالكريم الشمالي

افتقدنا في الكويت خلال السنوات الأخيرة، وربما بشكل أوضح بعد جائحة كورونا، الدورات الرمضانية لكرة القدم التي كانت تمثل حدثاً رياضياً مميزاً في الشهر الفضيل.

كانت هذه الدورات تجمع بين الترفيه والتنافس الرياضي، ويمثل حضورها ملتقى جماهيرياً لا يُنسى، خاصة تلك التي تُقام في فترة العصر وقبل مدفع الإفطار.

الغريب أن غياب هذه الدورات جاء بتوقيت واحد، تماما كما كانت تتزايد وتنمو في وقت متزامن.

وكأن شعلة التحدي بين القائمين عليها قد انطفأت فجأة، ليختفي الاهتمام بها بعد أن كانت تشهد تنافساً حاداً في تنظيم البطولات.

في الماضي، كان الجميع يتسابق لتنظيم هذه الدورات سعياً وراء الأضواء والشهرة، وبتنا نشهد دورات تحمل أسماء أو رعاية نواب وشخصيات سياسية أو شركات وجهات متعددة، وكل طرف يسعى للحصول على حصة من الإعلام.

حتى أن الصحف كانت تزدحم بأخبار وصور هذه الدورات أكثر من أخبار النشاط الرياضي الرسمي، بل وكانت بعض الدورات تُنقل تلفزيونياً على أكثر من قناة.

أما اليوم فقد تلاشى كل هذا الحراك في غفلة من الزمن، دون مبرر واضح.

وللتدليل على ما نقول، نذكر كمثال بارز دورة المرحوم «عبدالله مشاري الروضان»، التي بدأت في ملعب ترابي بالدعية (ملعب الخليج)، ثم تطورت إلى ملعب مركز شباب الدعية العشبي، وصولاً إلى بطولة صالات مغلقة في صالة الاتحاد الكويتي لكرة اليد.

كانت هذه الدورة الأكبر والأبرز في الوطن العربي، وتحولت من حدث شعبي إلى تظاهرة رياضية عالمية، يتابعها عشاق كرة القدم من كل مكان، بفضل التنظيم الرائع والمستوى المميز من الفرق واللاعبين والمحترفين.



ولا أبالغ إذا قلت إن الدورة كانت من العوامل التي ساهمت في وضع اللبنة الأولى لكرة قدم الصالات (الفوتسال) في الكويت، وكان لها الفضل في تحفيز الآخرين على تنظيم دورات مماثلة.

ولكن، مع مرور الوقت، قرر القائمون على الدورة الاكتفاء بما تم تقديمه، ليبدأ زوال هذه الدورة العريقة، التي كانت بمنزلة درة الدورات الرمضانية في المنطقة، ليقضى على حلمها وتختفي، بل وتجر معها باقي الدورات الرمضانية، دون مبرر منطقي، لتصبح ذكرى جميلة عاشت لفترة من الزمن وانتهت.

إذا كان بعض القائمين على الدورات الرمضانية من الشخصيات أو جهات القطاع الخاص قد اتخذوا قراراً بالتوقف بسبب قلة التفرغ أو الشعور بالإرهاق، أو لعدم وجود جدوى، سواء كانت تجارية أو سياسية أو شخصية، فإن السؤال يبقى: ما هو عذر الحكومة ممثلة في الهيئة العامة للرياضة؟ تحديداً إدارة الرياضة للجميع وإدارة مراكز الشباب في هيئة الشباب، وكذلك الجمعيات التعاونية التي لديها لجان اجتماعية؟ لماذا لا تتحمل هذه الجهات مسؤولية تبني وتنظيم مثل هذه الدورات الرمضانية؟ تعتبر هذه الفعاليات فرصة هامة لشغل أوقات الشباب في رمضان بما هو مفيد بدلاً من التسكع و«الفرارة» في الشوارع.

بنلتي

غياب الدورات الرمضانية في الكويت يمثل خسارة كبيرة، ليس فقط من ناحية المتعة والترفيه، ولكن أيضاً في دعم وتطوير الرياضة والشباب، ومن المهم أن تتحمل الجهات الحكومية مسؤولية تنظيم مثل هذه الفعاليات التي تعود بالفائدة على الجميع، وتساهم في تنمية المجتمع واكتشاف المواهب الرياضية المدفونة، التي ربما لن تجد فرصة للتعبير عن نفسها إلا من خلال هذه الفعاليات، مما يساعد في تطوير الرياضة على كل الصعد.



back to top