عيد الأسرة

نشر في 14-03-2025
آخر تحديث 13-03-2025 | 14:56
تحديد يوم لعيد الأسرة لا يكفي، فنحن دائماً مع الأسرة، الأب والأم والزوج والأبناء، وحب الأمهات والأبناء يتغلغل في النفوس ما دمنا أحياء، فالله سبحانه وتعالى أوصانا ببر الوالدين في آيات كثيرة، وهناك أحاديث عديدة تحثنا على ذلك.
 شيخة عبدالرحمن الحوطي

جاء شهر مارس وهو يبشر بقدوم يوم عيد الأسرة في أجواء رمضانية خلابة وأمطار تشرح النفس، ولو أني دائماً ما أكرر أن تحديد يوم لعيد الأسرة لا يكفي، فنحن دائماً مع الأسرة، الأب والأم والزوج والأبناء، وحب الأمهات والأبناء يتغلغل في النفوس ما دمنا أحياء، فالله سبحانه وتعالى أوصانا ببر الوالدين في آيات كثيرة وأحاديث «ووصينا الإنسان بوالديه»، وأيضاً «وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفّ ولا تنهرهما وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا».

الاهتمام والبر واجب على الأبناء، وعلينا ألا نبخل لمن أجزل العطاء، لكننا في الآونة الأخيرة بدأنا نلاحظ مناظر تصيبنا بالحزن، فقد تخلى بعض الأبناء عن رعاية والديهم أو حتى تفقّدهم بين الوقت والآخر، عصيانا ومخالفة لشريعة الإسلام ومنهج وقيم ديننا الحنيف.

ومن المناظر التي نراها أن السائق ومدبرة المنزل هي التي ترافق الأب أو الأم في مراجعات الطبيب أو الأماكن العامة، ومع الأسف بعض الأبناء لا يعرفون قيمة الأمهات والآباء إلا عند الفقد. لا تنتظروا الفقد وألم الفراق، بادروا ببر والديكم، فللأم مكانة وللأب أيضاً مكانة.

هناك عبارة أحبها وتؤلمني في الصميم، وهي عندما ترحل الأمهات تصدأ الإبر التي تخيط الجراح، ولا ننسى الأب فهو من يدعم هذه الأم.

وإذا كان للوالدين حقوق، فأيضاً للأبناء حقوق في أن نحسن تربيتهم، فهناك بعض الأمهات ممن تخلين عن مراعاة الأبناء. لا تعطوا مدبرات المنزل دور الأم لأطفالكم، تهتم بنظافته وإطعامه وبنومه والحنان واللعب، لا أمانع أن تكون مساعدة عند غياب الأم أثناء العمل، وأحبذ أن يكون الأطفال تحت رعاية الجدة إذا كانت قادرة، وأذكر أنني كنت أنتظر دوري بالمستشفى وأنا عادة أراقب ما حولي من مستجدات الحياة، فقد تكون مثيرة للجدل بالنسبة لي والتي بدأت ملامحها تتغير... جلست أمامي مدبرة منزل بيدها طفل قامت بإرضاعه وإسكاته عندما بكى، كانت تحدثه وتلاعبه، أنظر إليها وعلى صبرها على هذا الطفل، ولكن ليس كل مدبرة حريصة على الأطفال... دار في ذهني سؤال حاولت أن يشاركني أحد الإجابة عنه، وكانت فتاة تجلس بجانبي فقلت لها برأيك الجنة ستكون تحت أقدام الأم التي تركت ابنها أم تحت قدم هذه المربية؟ ردت علي ردا غريبا: أنا لا أمانع أن تشاركني المربية نصف الجنة... يا إلهي، لم أعلق، ولكن بالله عليكم أي أم منّا ترغب؟

وهناك الأم الوالدة التي أسميها «الأم القطة»، وهن قلة، وهي من تلد وتتخلى عن مسؤوليتها وواجبها نحو الأبناء، وتترك الزمن يربيهم بعيداً عنها، أو برعاية مدبرة المنزل دون رقابة، والزمن يربي بأخطاء.

وهذه نصيحة لكل أم وأب، ربوا أولادكم ولا تتركوهم دون توجيه يألفون الأخطاء والمعاصي بحجة أنهم صغار فيكبروا وقد ماتت تقوى الله في قلوبهم.

وأخيراً، رحم الله أبي وأمي وأسكنهما فسيح جناته، ونلتقي بهما في الفردوس الأعلى. أمي وأبي بالرغم من رحيلهما هما في صميم القلب، ورحم المولى جميع الأمهات والآباء، الأحياء منهم والأموات... إنك مجيب الدعوات يا رب.

والله المستعان

back to top