الإمارات تسلّم إلى إيران «رسالة ترامب»
• «الجريدة•» تكشف لغز «اختفاء» الرسالة أسبوعاً مع إصرار طهران على تلقيها رسمياً
دخلت الإمارات على خط الوساطة بين إيران والولايات المتحدة، مع تسليم أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد، أمس، إلى طهران رسالة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي تتضمن، حسبما كشفت «الجريدة» الاثنين الماضي، دعوة لاستئناف المفاوضات لحل الخلافات بين واشنطن وطهران.
وفي وقت سابق قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن إيران لم تتسلم بعدُ الرسالة التي قال ترامب الأسبوع الماضي إنه بعثها بالفعل إلى طهران.
وبينما تساءل مراقبون عن اختفاء الرسالة أسبوعاً كاملاً، بعد أن قال ترامب إنه بعثها الأربعاء الماضي، كشف مصدر رفيع في مكتب المرشد الأعلى علي خامنئي، لـ «الجريدة»، أن نص الرسالة وصل بالفعل إلى الممثلية الإيرانية في الأمم المتحدة عبر الفاكس، الأحد الماضي، وقامت الممثلية بإرساله إلى طهران عبر البريد الإلكتروني في اليوم نفسه، حسبما ذكرت «الجريدة» في خبرها الحصري بعددها 10 الجاري.
وأوضح المصدر أن فريق ترامب حاول على الأرجح إرباك الإيرانيين عبر إرسال الرسالة إلى ممثلية بلادهم في الأمم المتحدة، لا إلى وزارة الخارجية، مضيفاً أن الأميركيين يعلمون جيداً أن ممثل إيران في الأمم المتحدة سعيد إيرواني محسوب على تيار الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي علي أكبر أحمديان والأمين العام السابق للمجلس علي شمخاني المرتبطين بخامنئي مباشرة.
طهران طرحت 4 مبادئ للتفاوض:
1 - الحوار محصور في «النووي»
2- تعليق العقوبات خلال المحادثات
3- عودة إيران إلى «التزامات 2015»
4- رفع العقوبات في أي اتفاق نهائي
وذكر أن توجيه الرسالة مباشرة إلى خامنئي، حسبما كشفت «الجريدة»، بدلاً من توجيهها إلى الرئيس مسعود بزشكيان، يعني أن فريق ترامب يرغب في التفاوض مع رأس النظام، مضيفاً أن حكومة بزشكيان أصرت على تسلم الرسالة عبر الأطر الرسمية أي القناة السويسرية أو عبر الوسطاء.
وبحسب المصدر، فإن فريق بزشكيان الذي كان يراهن على المفاوضات يحاول من خلال ذلك رمي الكرة في ملعب خامنئي، لتحميله مسؤولية الموافقة على عرض ترامب أو رفضه. وكان خامنئي رفض في 2019 تلقي رسالة من ترامب حملها إليه رئيس وزراء اليابان الراحل شينزو آبي.
وقال المصدر إن موقف حكومة بزشكيان دفع الوسطاء إلى التحرك مجدداً لإيصال الرسالة بطريقة مباشرة ورسمية. ومن الجدير ذكره أن دولاً عدة أبدت استعدادها للتوسط بين إيران وترامب، منها روسيا والسعودية والإمارات، إضافة إلى الوسطاء السابقين مثل عمان وقطر والعراق.
وكانت «الجريدة»، كشفت في خبرها الاثنين الماضي، أن ترامب اقترح في نص الرسالة عقد مفاوضات مباشرة مع خامنئي، واصفاً نفسه بـ «زعيم العالم الحُرّ»، وداعياً إيران للتعاون من أجل تحقيق السلام. ووفق مصدر اطلع على مضمون الرسالة، طالب ترامب طهران بتقديم ضمانات تؤكد عدم سعيها لامتلاك سلاح نووي، وعرض مساعدة في تطوير برنامج نووي سلمي إيراني وإنقاذ وتطوير الاقتصاد الإيراني إذا تم التوصل إلى اتفاق.
كما دعا الرئيس الأميركي إلى تعاون إيران في تحقيق استقرار الشرق الأوسط ووقف تهديداتها ضد واشنطن وإسرائيل، محذّراً من «إجراءات مرّة» إذا رفضت إيران التفاوض واستمرت في التصعيد. وأظهرت الرسالة تراجعاً عن مطالب أميركية سابقة، مثل البرنامج البالستي والنفوذ الإقليمي.
في سياق متصل، كشف مصدر رفيع المستوى في وزارة الخارجية الإيرانية، لـ «الجريدة»، أن طهران بعثت رداً غير رسمي على الرسالة عبر موسكو التي عرضت التوسط بين إيران وأميركا.
وأوضح المصدر أن إيران أبلغت روسيا استعدادها لإجراء مفاوضات مباشرة وعلنية مع أميركا، شرط أن تتم هذه المفاوضات وفق 4 مبادئ أساسية: أولها أن تنحصر المفاوضات في الملف النووي، مع تقديم ضمانات مسبقة بتنفيذ أي اتفاق يتم التوصل إليه. وثانيها، تعليق العقوبات الأميركية المفروضة على إيران طوال فترة التفاوض، وعدم فرض أي عقوبات جديدة.
أما ثالثها فالتزام إيران بتنفيذ جميع التزاماتها وفقاً لاتفاقية عام 2015 النووية، مادامت المفاوضات جارية والعقوبات معلّقة، وأخيراً موافقة أميركا المسبقة على رفع العقوبات بشكل كامل، لا مجرّد تعليقها في حال التوصل إلى اتفاق شامل.
وأشار إلى أن إيران أوضحت للجانب الروسي أن المعادلة المقبولة لديها في أي مفاوضات مستقبلية مع أميركا تتمثل في «إيجاد صيغة لرفع العقوبات عن إيران، مع تأكيد أن كل ما يتعلق بالشؤون الدفاعية الإيرانية يُعد خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه».