آسيا تتفوق على أوروبا بـ «الذهب الأخضر»
يرى كثيرون أن الطحالب الدقيقة بمنزلة «الذهب الأخضر» الجديد، لكن رغم كونها تثير اهتماماً كبيراً من قطاعات عدة، من الأغذية إلى مستحضرات التجميل، فإن نموها في أوروبا يتسم بالبطء، لارتفاع تكاليف الإنتاج، أو بسبب القوانين الصارمة.
وقالت وكالة الصحافة الفرنسية، في تقرير نشرته أمس، إن هذه الكائنات الحية الدقيقة تشكِّل مجموعة متنوعة من مئات آلاف الأنواع التي تعيش في مياه الكوكب منذ أكثر من 3.5 مليارات سنة.
وقد وصل نحو عشرة أنواع من هذه الطحالب الدقيقة إلى مستوى الإنتاج الصناعي. ويمكن استخدامها لإنتاج الدهون من نوع أوميغا 3، أو تقديم بديل لزيت السمك، أو استهلاكها كمكملات غذائية غنية بالبروتين، مثل السبيرولينا.
فهذه البكتيريا الزرقاء التي تكون عموماً على شكل مسحوق أزرق، هي منتج غذائي يتم استهلاكه بشكل تقليدي في عدد كبير من الدول، مثل: المكسيك، أو تشاد. وتستهلك فرنسا، التي تتصدَّر الدول الأوروبية في إنتاج السبيرولينا (نحو 200 طن سنوياً، وفق يوروستات)، 400 طن سنوياً، وعلى نطاق أوسع نجد أيضاً الطحالب الدقيقة في المعكرونة والبسكويت والسكاكر والزبادي والمشروبات، وحتى الخبز.
ومع ذلك، لا يزال قطاع الطحالب الدقيقة الأوروبي في مهده، فالقارة لا تنتج سنوياً سوى 650 طناً من الكتلة الحيوية للطحالب الدقيقة من إجمالي عالمي يبلغ 130 ألف طن.
وتقول مايفا سوبيلو، وهي أستاذة في التكنولوجيا الحيوية بالمعهد الزراعي في مونبلييه - جنوب فرنسا، إن «البلدان الآسيوية أكثر كفاءة منَّا في الإنتاج، لأنها تتمتع بخبرة معينة، وعادات استهلاك تقليدية، كما أن مناخها مناسب لزراعة الطحالب الدقيقة».
وتشير إيلين مارفان، العضو في مركز دراسة الطحالب وتثمينها، إلى صعوبة قانون «نوفل فود» الغذائي الجديد المعمول به منذ عام 1997، والذي ينبغي الخضوع له أي طعام لا يتم استهلاكه عادة داخل الاتحاد الأوروبي.
وينبغي أن يجتاز المنتج سلسلة من الاختبارات الدقيقة للتأكد من أنه غير سام، وهي عملية طويلة ومكلفة (تبلغ تكلفتها عادة بين 500 ألف ومليون يورو).