انتخابات في غرينلاند تهيمن عليها مطامع ترامب

نشر في 11-03-2025
آخر تحديث 11-03-2025 | 16:51
مركزانتخابيفينيوكعاصمةغرينلاند(رويترز)
مركزانتخابيفينيوكعاصمةغرينلاند(رويترز)

توجه الناخبون في غرينلاند، اليوم، إلى صناديق الاقتراع في انتخابات تشريعية قد تفرز جدولا زمنيا لاستقلال يطمح إليه سكان المنطقة الدنماركية بأغلبيتهم العظمى، وقد حفزهم إصرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب على المطالبة بنبرة متوعدة أحيانا بضمها.

وحاول ترامب، الواثق من أنه سيتمكن من وضع يده على الجزيرة الاستراتيجية «بطريقة أو بأخرى»، حتى اللحظة الأخيرة التأثير على المسار الانتخابي، مثيرا الدهشة والرفض، وفي حالات نادرة الحماسة بين سكانها الـ57 ألفا.

وتركزت الحملة الانتخابية على مسائل الصحة والتعليم ومستقبل العلاقات مع الدنمارك التي لا تزال رغم الحكم الذاتي الممنوح للمستعمرة السابقة منذ عام 1979، تمسك بالقرار في المسائل السيادية مثل الخارجية والدفاع.

ويشكو سكان غرينلاند، الذين تشكل عرقية «الإنويت» حوالي 90% منهم، من أن السلطة المركزية الدنماركية تعاملهم كمواطنين من الدرجة الثانية، وتنادي كل الأحزاب الرئيسية بالاستقلال، لكن مواقفها تتباين حيال الجدول الزمني اللازم اعتماده لبلوغ هذا المطلب.

وعلى ضوء النتائج المرتقبة لصناديق الاقتراع، سيظهر توزّع موازين القوى بين الجهات الراغبة في الاستقلال عن الدنمارك بأسرع وقت، بينهم حزب «ناليراك» المعارض الرئيسي، وأولئك الذين يربطون ذلك بالتقدم الاقتصادي في غرينلاند، مثل المكونين في الائتلاف المنتهية ولايته، «إنويت أتاكاتيجيت» (يسار بيئي) وسيوموت (ديموقراطيون اشتراكيون).

وتعتمد غرينلاند، التي يغطي الجليد 80% من أراضيها، حاليا في اقتصادها على الصيد الذي تمثل المنتجات المرتبطة به القسم الأكبر من صادراتها، وعلى المساعدات السنوية التي تناهز 580 مليون دولار من كوبنهاغن، أي ما نسبته 20% من الناتج الإجمالي المحلي.

ويرى أنصار الاستقلال الأكثر حماسة أن غرينلاند قادرة على التقدم ذاتيا بفضل مواردها المعدنية، خصوصا المعادن النادرة التي تشكل ضرورة أساسية للتحول البيئي، لكن قطاع التعدين لا يزال في مراحل مبكرة جدا في الوقت الراهن، ويعاني من ارتفاع التكاليف خصوصا بسبب المناخ غير المواتي وغياب البنية الأساسية.

وقبل ساعات قليلة من انطلاق الانتخابات التشريعية، وعد ترامب مجددا ليل الاثنين ـ الثلاثاء عبر شبكته الاجتماعية «تروث سوشل» بالأمن والازدهار لمواطني غرينلاند الذين يرغبون في «أن يكونوا جزءا من أعظم أمة في العالم».

وبحسب استطلاع للرأي نُشر في يناير الماضي، يرفض نحو 85% من سكان غرينلاند هذا الاحتمال. وأثارت تصريحات الرئيس الأميركي، التي وصفها رئيس وزراء غرينلاند المنتهية ولايته ميوت إيغده، بأنها «غير متوقعة»، حالة من الارتباك خلال الحملة الانتخابية.

ويرى قوميو حزب «ناليراك» في هذه التصريحات سلاحا لتعزيز موقف سكان غرينلاند قبل فتح المفاوضات مع الدنمارك. وقال المسؤول في الحزب جونو بيرثيلسن إن «رسالة ترامب إيجابية لأنها توفر إطارا أكثر أمانا واستقرارا لحركة الاستقلال»، وأكد «أننا نحتاج إلى الولايات المتحدة من أجل أمننا القومي والعكس صحيح».

وتساهم هذه المواقف في بعض الأحيان أيضا في تهدئة حماسة الساعين إلى استقلال الإقليم وتشجيع الحفاظ على الروابط مع كوبنهاغن. وقالت كورنيليا آني رونغولم، وهي موظفة بلدية في قرية كاكورتوك (جنوب)، إنها لا تريد «الاستقلال اليوم لأن ترامب سيستولي علينا على الفور».

ويرى المحللون أن تدخل ترامب في الحملة الانتخابية يساهم في زيادة حالة الاستقطاب العمودي في النقاشات، وتعزيز قناعات كل طرف، لكن من غير المتوقع أن يؤثر على نتيجة التصويت.

back to top