وثيقة البيئة

نشر في 12-03-2025
آخر تحديث 11-03-2025 | 15:09
 د. سلطان ماجد السالم

عدنا والعود أحمد، ومن بعد انقطاع رمضاني قصير لاستيفاء ما لا يمكن تأجيله، فننتهز هذه الفرصة لنتقدم للأمتين الإسلامية والعربية بأسمى التبريكات بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، أعاده الله على الجميع بالخير واليمن والبركات.

يعتقد الكثيرون بأن الاهتمام بالملف البيئي على الصعد كافة ليس إلّا أمرا ترفيا يساعد على تعزيز صورة نمطية لمجتمع متحضر ذي صبغة خضراء. في الحقيقة، وإن اتفقنا مع الشق الثاني من المسألة، فإن الاهتمام بالجوانب المتعددة للملف البيئي لا يمكن أن يكون إلا ضرورة علمية تقنية في زماننا المعاصر. وعليه، فإن ملف البيئة الخاص بالدول وما يسجّل عليه من نقاط يكون مرتبطا بشكل مباشر بأمور الطاقة والتلوث والاقتصاد لكل دولة، ويكون ذا أثر كبير ومباشر عليها، بحيث ينعكس سلبا أو إيجابا على العوائد التنموية.

نحتاج، في حقيقة الأمر، إلى ما يشبه ميثاقاً وطنياً بيئياً يمثّل ما يمكن أن يتم الاصطلاح عليه شيئا من قبيل «خريطة الطريق» للمستقبل القريب. وليس من المعيب أو ذي عوار أن يكون الأمر مبعثرا على عدد من الجهات المختلفة على مستوى الدولة، فأمر البيئة ليس حكرا على طرف أو جهة دون أخرى، لكنه يحتاج عملا جادا، وكلما أقدمنا بأخذ خطوات جادة مبكرا، كسبنا الوقت وكسبنا العوائد دون العوائق.

وهنا بالطبع يظهر دور الشارع العام، وبالأخص المجتمع المدني، ومن هذا المنطلق ولدورها التقني البحت، يسرّني أن أقول وأعلن، بل أزف، خبر قيام الجمعية الكويتية للعلوم والتكنولوجيا والابتكار بتدشين والبدء بالعمل على «وثيقة بيئية» تجمع تحت رايتها توصيفا للمشاكل الفنية المتناثرة في الدولة، ومن بعدها طرح الحلول التقنية الحديثة والتكنولوجية المتطورة التي تمكّن صناع ومتخذي القرار من العمل على تحقيق أفضل النتائج والعوائد، وحلّ مشاكل البيئة المتناثرة. ويتم العمل في الوقت الحالي على عدد من الجوانب المتصلة بهذه الوثيقة، والتي يمكنها أن تكون - كما أسلفنا - شيئا كخريطة طريق مستقبلية تتطرق لإعادة التدوير والمكبات النفطية والمواصفات المثلى للمباني الخضراء والجوانب العديدة المتعلقة بنمذجة السواحل والتقاط الكربون وخلافه.

أهمية عمل كهذا ليست فقط في رفعة مكانة ومستوى الدولة البيئي على الصعيد الدولي، بل بالأحرى إيجاد حلول اقتصادية ذات صبغة بيئية في طرح المشاريع التي تشكّل حلولا جذرية ومستدامة أيضا لما يمكن وصفه بالمشكلة، ومن بعدها الاستفادة بالحلول المثلى. وكما تم العمل عليه الآن، فإن الجمعية بصدد تقديم هذه الوثيقة تحت مظلة الجهات المختصة في قطاعات مختلفة بالدولة، والطموح والأمل يكمنان في العمل على تطويرها وتحقيق إسهاماتها على الأرض.

back to top