«أشغال شاقة جداً» أيقونة الكوميديا في رمضان

العمل يكشف أن هشام ماجد صانع الأهداف والنجوم

نشر في 11-03-2025 | 14:05
آخر تحديث 11-03-2025 | 14:07
No Image Caption

إلى جانب أن الكوميديا أصعب أنواع الكتابة الدرامية، فإن القدرة على الإضحاك يومياً وبدرجة قد تدمع معها العين، فهو مجهود فني ضخم لم نشاهده في أعمال أخرى منذ سنوات، وبالتأكيد يعود هذا النجاح الساحق لمسلسل «أشغال شقة جدا» أيقونة الضحك والكوميديا في رمضان 2025 إلى فريق محترف في صناعة الكوميديا في أقوى صورها فجاءت توليفة تستحق الإشادة والسعادة بقدر السعادة التي نشرها هذا المسلسل منذ انطلاق عرضه أول رمضان الجاري.

المسلسل من بطولة الفنان هشام ماجد، المحترف في إنتقاء أدواره وأعماله بشكل تفوق فيه على شريكيه الفنيين شيكو وأحمد فهمي، فكل منهم سلك طريقا منفردا لم يحقق النجاح المسبوق لأعمالهم كثلاثي في «سمير وشهير وبهير» و«الحرب العالمية الثالثة» وغيرهم من الأعمال التي غيرت المشهد الكوميدي في السينما المصرية بالسنوات الأخيرة، كما حظت الأعمال التي شارك فيها ماجد وشيكو كثنائي بعد انفصال أحمد فهمي بنجاح لا يقل عن أعمالهم كثلاثي كوميدي، ومنها «حملة فريرز» وقلب أمه"، وعلى المستوى الفردي تألق ماجد كما لم يتألق شيكو وفهمي، ما يؤكد أنه الأكثر قدرة على انتقاء أعماله، والأكثر نجاحا في توجيه الثلاثي لاختيارات مميزة تبزر قدراتهم الفنية.

كشفت التجارب الفنية للثلاثي مجتمعين ومنفردين أن ماجد هو صانع الأهداف في كل عمل بل صانع النجوم أيضا، فكل فنان يشارك ماجد في أعماله تبرز مواهبه كما لم تبرز من قبل، حيث استطاع مسلسل «أشغال شاقة جدا» أن يكتب شهادة ميلاد جديدة للفنان مصطفى غريب، الذي اكتشفه وقدمه الفنان أحمد مكي في مسلسل «الكبير قوي» ولكن موهبته ظهرت بوضوح ولمع نجمه إلى جانب ماجد، الذي يسمح لكل من حوله أن يلمعون ثقة في أن نجوميته لن تتأثر بل تزداد توهجا إلى جانب فنانين مبدعين، حتى الفنانة أسماء جلال رغم موهبتها التمثيلية المحدودة، إلا أن تواجدها في عمل بهذه القوة مع ماجد وغريب بالتأكيد سيكون فرصة لأن تقدم مستوى أفضل من الأداء.

الغريب أن هذا المسلسل ظل منبوذا ومرفوضا من المنتجين والفنانين لمدة 4 سنوات، بحثا فيها كاتبي العمل الأخوان خالد وشيرين دياب على عن من يؤمن بكتابتهما الكوميدية بعد عدة أعمال جادة فلم يجدا حتى تسلل الشك إليهما وفي جودة المسلسل، حتى آمن بهما هشام ماجد ككاتبين للكوميديا وبإخراج خالد دياب للعمل.

ورغم هذا النجاح الجماهيري والفني إلا أن المسلسل واجه عدة انتقادات منها مهنة الطبيب الشرعي الذي يجسده بطل العمل هشام ماجد، حيث اعتمدت السخرية في عدة مواقف على إبراز مسالب هذا الطبيب، وهو ما دعى لإنتقاد أطباء شرعيين للمسلسل ولتناوله هذه المهنة بشكل ساخر، ما دعى هشام ماجد للاعتذار عن أي اساءة غير مقصودة والانتباه في أعماله القادمة، إلى جانب ذلك فهناك تشابه واضح بين اعتماد الكوميديا بالعمل على فكرة البحث عن «شغالة» او خادمة وصراع أحد الزوجين مع الحماة وهي فكرة تم تناولها في فيلم «صباح الخير يا زوجتي العزيزة»، بطولة نيللي وصلاح ذو الفقار منذ 55 عامًا، إلا أن ما يحسب للمسلسل هو الإبتكار المميز للمواقف والاحداث والكوميديا والأداء المتقن لصناع العمل، ما جعل المشاهد يستمتع بالمسلسل وكأنه يشاهد القضية لأول مرة دون أي شعور بالملل أو التكرار أو التقليد.

نجاح الجزء الأول من المسلسل «أشغال شاقة» شجع ماجد على تقديم الجزء الثاني «أشغال شاقة جدا» الذي حقق نجاحا مضاعفا، ولكن ماجد أذكى من أن يقع في هذا الفخ ويتجه لتقديم أجزاء من العمل دون دراسة متقنة، ولذلك فقد صرح أن العمل على جزء ثالث من المسلسل ليس مطروحا الآن نتيجة الجهد الكبير في صناعة الجزء الثاني واستنزافه الكثير من الأفكار الكوميدية، وبالتأكيد أن فنانا بهذا الوعي سواءا عمل على جزء ثالث أو عمل جديد كليا فسيكون عملا يستحق المشاهدة والتشجيع.

back to top