قمة أوكرانية - سعودية... وكييف تقترح وقف النار بحراً وجواً
• الأوروبيون يدرسون تبني «النموذج القبرصي» لتجميد النزاع
عشية انطلاق مباحثات أميركية - أوكرانية في جدة بهدف إيجاد تسوية لإنهاء الحرب بين أوكرانيا وروسيا، وصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى السعودية، حيث سيلتقي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي اضطلع بأدوار وساطة متعددة شملت تبادل أسرى واستضافة محادثات بين موسكو وواشنطن الشهر الماضي.
وقبيل الاجتماع الأبرز بين المسؤولين الأوكرانيين والأميركيين منذ مشادته الكلامية الصادمة مع نظيره الأميركي دونالد ترامب في نهاية فبراير بالبيت الأبيض، أكد زيلينسكي، اليوم، أن «أوكرانيا تبحث عن السلام منذ اللحظة الأولى لاندلاع الحرب، وقلنا دائماً إن روسيا هي السبب الوحيد لاستمرارها».
وأشار إلى أن فريقه الذي يضم رئيس مكتبه ووزيري الخارجية والدفاع ومسؤولاً عسكرياً كبيراً من مؤسسة الرئاسة بعد ذلك سيبقى في السعودية للعمل مع الشركاء الأميركيين.
وقال مسؤول أوكراني أن كييف ستقترح هدنة مع روسيا في الجو والبحر خلال المباحثات مع الوفد الأميركي.
وكان زيلينسكي أعلن هذا المقترح في الأيام الماضية لكنه قوبل بتجاهل موسكو وواشنطن.
وقال المسؤول الأوكراني «لدينا اقتراح لوقف إطلاق نار في الجو ووقف إطلاق نار في البحر، لأن هذين هما خياران لوقف إطلاق النار يسهل تطبيقهما ومراقبتهما ومن الممكن البدء بهما».
في المقابل، أوضح المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف أن المحادثات تسعى إلى «تحديد إطار لاتفاق سلام فضلاً عن وقف إطلاق نار أولي» بين روسيا وأوكرانيا.
ووسط توقعات بأن تركز المحادثات على اتفاقية المعادن، ذكر مسؤولون أميركيون أنهم يعتزمون استغلال الاجتماع بقدر ما لمعرفة هل أوكرانيا مستعدة لتقديم تنازلات ملموسة لإنهاء الحرب مع روسيا، التي تسيطر على خمس أراضيها بما فيها شبه جزيرة القرم التي ضمتها في عام 2014.
وفي وقت سابق، شدد زيلينسكي على أن كييف تؤيد «حواراً بنّاء» لكنها تريد أن «تؤخذ مصالحها في الاعتبار».
وقال زيلينسكي مساء أمس إنه يأمل «تحقيق نتائج سواء لناحية الاقتراب من تحقيق السلام أو مواصلة الدعم»، في إشارة إلى تعليق المساعدات الأميركية. وفي اليوم نفسه، توقع ترامب نتائج جيدة من المحادثات المقبلة، مضيفاً أن إدارته أنهت «تقريباً» تعليق تبادل المعلومات المخابراتية مع كييف.
وفي وقت أشارت صحيفة «نيويورك تايمز» الى أن تبدلا ما يطرأ على الجبهة الشرقية في دونيتسك حيث يبدو أن الوضع الميداني يتجه الى الجمود، حققت موسكو تقدما في منطقة كورسك الروسية التي تسيطر عليها كييف وتعتبرها ورقة اساسية في اي مفاوضات سلام.
ونقلت «سكاي نيوز عربية» عن مصادر أوروبية أن الاتحاد الأوروبي يدرس «أفكارا مبكرة» بشأن تطبيق «نموذج قبرص» على أوكرانيا، في خطوة تهدف إلى تجميد النزاع المستمر منذ أكثر من 3 سنوات من دون الاعتراف رسميا بسيادة روسيا على الأراضي التي تسيطر عليها.
ووفقاً للمصادر، يقوم المقترح الأوروبي على أساس السماح لأوكرانيا بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، بصرف النظر عن استمرار الاحتلال الروسي لأجزاء من أراضيها، لكن مع استبعاد انضمامها إلى حلف «الناتو».
وبموجب هذه الخطة، سيتم الاعتراف الضمني بسيطرة روسيا على مناطق أوكرانية، لكن من دون منحها شرعية قانونية أو سياسية، وهو ما يتماشى مع نموذج قبرص المقسمة منذ عقود إلى جزأين.
الى ذلك، اثار الملياردير الاميركي إيلون ماسك المقرب من الرئيس ترامب أزمة دبلوماسية بين واشنطن ووارسو، بعد ان ألمح في تغريدة على موقع «اكس» الى قطع شبكة ستارلينك للانترنت عن الجيش الاوكراني التي يستخدمها لضرب الروس.
واستدعى التهديد الضمني لماسك ردا على المنصة نفسها من وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي الذي قال ان بلاده تدفع نصف تكلفة استخدام ستارلينك وانها ستبحث عن مزودين آخرين في حال «ثبت أن سبيس إكس هي مزود غير موثوق».
ورد ماسك على الوزير البولندي بشتيمة قبل أن يدخل وزير الخارجية الاميركي ماركو روبيو ويطالب نظيره البولندي بـ «قول شكراً، لأنه من دون ستارلينك، كانت أوكرانيا ستخسر هذه الحرب... الروس سيتواجدون على حدود بولندا»، مضيفاً أنه «لم يوجه أحد أي تهديدات بشأن قطع خدمات ستارلينك عن أوكرانيا». ورد سيكورسكي بطريقة دبلوماسية، معتبراً ان تغريدة روبيو تلغي تهديدات ماسك الضمنية.