العراق في مرمى ضغوط ترامب على إيران

• قاليباف يعتبر تهديدات الرئيس الأميركي «مجرد خدعة»

نشر في 10-03-2025
آخر تحديث 09-03-2025 | 17:15
مناورات جوية اميركية اسرائيلية قبل ايام (سنتكوم)
مناورات جوية اميركية اسرائيلية قبل ايام (سنتكوم)

وجد العراق نفسه في مرمى حملة الضغوط القصوى التي أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرضها على إيران، مع ارتفاع مستوى التهديدات الأميركية التي وضعت إيران أمام خيارين لا ثالث لهما: حل دبلوماسي لمسألة البرنامج النووي والنفوذ الإقليمي الإيراني عبر مفاوضات أميركية - إيرانية أو حل عسكري تسعى إسرائيل اليه منذ سنوات.

وفي خطوة كانت متوقعة، أنهت إدارة ترامب الإعفاءات الممنوحة للعراق لشراء الكهرباء من إيران، حسبما قالت وزارة الخارجية الأميركية، وهو قرار يضع بغداد أمام تحديات صعبة للبحث عن بدائل جديدة لتلبية احتياجات البلاد.

وقالت الخارجية الأميركية، في بيان أمس الأول، إن قرار عدم تمديد الإعفاء الممنوح للعراق عند انتهاء صلاحيته «يضمن عدم السماح لإيران بأي قدر من الإغاثة الاقتصادية أو المالية»، مشيرة إلى أن حملة ترامب تجاه إيران تهدف إلى «إنهاء تهديدها النووي وتقليص برنامجها للصواريخ البالستية ومنعها من دعم الجماعات الإرهابية».

وحثت الخارجية الحكومة العراقية على «إنهاء اعتمادها على مصادر الطاقة الإيرانية في أسرع وقت ممكن. إيران مورد طاقة لا يمكن الاعتماد عليه».

مناورات صينية - روسية - إيرانية على بحر العرب

وقبيل الإعلان الأميركي، قال المتحدث باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، إن الحكومة وضعت عدة سيناريوهات لمواجهة التطورات، ومن بينها استيراد الغاز التركمانستاني عبر الأراضي الإيرانية أو استخدام منصات الغاز، وهي عبارة عن سفن عائمة، ويتم ربطها بأنبوب خاص مربوط بالمحطات الكهربائية في البصرة، وفق العوادي.

وأفادت مصادر «رويترز» بأن الولايات المتحدة استغلت مراجعة الإعفاءات جزئيا للضغط على بغداد من أجل السماح بتصدير النفط الخام من إقليم كردستان العراق عبر تركيا، بهدف تعزيز الإمدادات في السوق العالمي، والحفاظ على استقرار الأسعار، مما يمنح واشنطن مجالا أوسع لمواصلة جهودها في تقييد صادرات النفط الإيرانية.

مجرد خدعة

جاء ذلك فيما نقلت وكالة أنباء «فارس»، أمس، عن رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف قوله إن إيران لا تنتظر أي رسالة من الولايات المتحدة، معرباً عن الاعتقاد بأن رفع العقوبات ممكن من خلال «تقوية إيران». ورأى قاليباف أن سلوك ترامب مع الدول الأخرى يدل على أن التصريحات الأميركية الأخيرة «مجرد خداع بهدف نزع سلاح إيران».

وكان ترامب أعلن، خلال مقابلة تلفزيونية الخميس، أن «هناك طريقتين للتعامل مع إيران: عسكرياً، أو إبرام اتفاق»، لمنع طهران من امتلاك أسلحة نووية. وأكد قاليباف: «من الواضح أن أي مفاوضات في ظل التهديدات والإذلال مع الأمر بفرض تنازلات جديدة لن تؤدي إلى رفع العقوبات، ولن تصل إلى أي نتيجة».

وأمس الأول رفض المرشد الأعلى علي خامنئي مفاوضات تحت الضغط مع «دولة تمارس البلطجة»، مضيفا خلال مخاطبته رؤساء السلطات الثلاث ومجموعة من المسؤولين أن «إصرار بعض الحكومات المستبدة على المفاوضات ليس من أجل حل القضايا، بل من أجل الهيمنة».

واستدعى هذا الموقف ردا من البيت الأبيض، كرر فيه وضع طهران أمام خيارين، حل عسكري أو صفقة دبوماسية. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، براين هيوز، في بيان، «نأمل أن يضع النظام الإيراني شعبه ومصالحه فوق الإرهاب».

مناورات

وفي خطوة تظهر مساعي إيران لمواصلة تعزيز تحالفاتها مع روسيا والصين، أفادت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء، أمس، بأن مناورات بحرية مشتركة تنظم سنوياً بين إيران وروسيا والصين ستنطلق اليوم الاثنين في ميناء جابهار جنوب شرق إيران على ساحل بحر العرب.

وكانت وزارة الدفاع الصينية كشفت عن المناورات البحرية المشتركة، وذكرت أن البحرية التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني سترسل مدمرة وسفينة إمداد للمشاركة في التدريبات.

ووفقا لخبير صيني، ستساعد هذه المناورة في حماية الأمن بالمنطقة الاستراتيجية المهمة لنقل الطاقة، بحسب صحيفة غلوبال تايمز الصينية.

وذكرت وزارة الدفاع الصينية، عبر حسابها على منصة «ويبو»، أن المناورات البحرية «حزام الأمن - 2025»، وهي خامس تدريب بحري بين الدول الثلاث منذ عام 2019، ستشمل ضرب أهداف بحرية، وعمليات صعود وتفتيش، وسيطرة على الأضرار، إضافة إلى عمليات البحث والإنقاذ المشتركة.

back to top