الشرع يدعو للحفاظ على السلم الأهلي في سورية

• اشتباكات عنيفة في «الساحل»... ودول الجوار تجتمع في عمّان

نشر في 10-03-2025
آخر تحديث 09-03-2025 | 18:55
جانب من اجتماع دول جوار سورية في عمان (رويترز)
جانب من اجتماع دول جوار سورية في عمان (رويترز)

مع تواصل الاشتباكات العنيفة بين قوات الأمن التابعة للسلطات الجديدة في سورية ومجموعات رديفة لها، ومسلحين موالين للرئيس المخلوع بشار الأسد، في منطقة الساحل شمال غرب البلاد، دعا الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، أمس، إلى الحفاظ على الوحدة والسلم الأهلي في بلاده، في حين كان الملف الأمني على طاولة البحث في اجتماع لدول جوار سورية استضافته العاصمة الأردنية عمان.

وقال الشرع، خلال كلمة ألقاها في أحد المساجد بمنطقة المزة في دمشق حيث نشأ: «يجب أن نحافظ على الوحدة الوطنية، وعلى السلم الأهلي قدر المستطاع»، مؤكداً أن السوريين قادرون على «أن نعيش سوية بهذا البلد».

وخاطب المصلين بقوله: «اطمئنوا على هذا البلد فيه مقومات كثيرة إن شاء الله للبقاء»، معتبراً أن التطورات تقع ضمن «التحديات المتوقعة».

وأعلنت وزارة الدفاع السورية، أمس، أنها بدأت تنفيذ المرحلة الثانية من العملية العسكرية التي تهدف إلى ملاحقة «فلول وضباط النظام البائد»، في إشارة إلى مقاتلين ينتمون إلى الأقلية الدينية التي ينتمي إليها الأسد.

وأمس الأول، قالت الوزارة إنها استعادت السيطرة على معظم المناطق، وأن الطرق المؤدية إلى الساحل أُغلقت «لتنظيم الأوضاع، ومنع الانتهاكات، وإعادة الاستقرار تدريجياً إلى المنطقة».

وأكد مصدر أمني لـ «رويترز» أن الاشتباكات استمرت طوال ليل السيت ـ الأحد في عدة بلدات، حيث أطلقت جماعات مسلحة النار على قوات الأمن، وهاجمت مقار حيوية.

وألحق المسلحون العلويون أضراراً بمحطة كهرباء رئيسية أدت إلى قطع الكهرباء عن أجزاء من المنطقة، في حين تعطلت محطة رئيسية لضخ المياه وعدد من مستودعات الوقود. وذكرت وكالة «سانا» أن اشتباكات اندلعت أمس، في محطة بانياس للطاقة بعد هجوم «لفلول النظام السابق»، في حين كشفت صحيفة نيويورك تايمز أن قوات الأمن الجديدة استخدمت المروحيات للمرة الأولى.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بمقتل أكثر من ألف شخص أغلبيتهم من المدنيين العلويين، مشيراً إلى «إعدامات على أسس طائفية أو مناطقية».

وتحدث مصدر أمني سوري عن العثور على مقبرة جماعية تضم عدداً من قوات الأمن العام وعناصر الشرطة، قرب مدينة القرداحة في ريف اللاذقية مسقط رأس الأسد.

ودعا قائد «قوات سورية الديمقراطية» (قسد) الكردية مظلوم عبدي أمس، الشرع إلى ضرورة محاسبة مرتكبي أعمال العنف الطائفي في المناطق الساحلية، متهماً الفصائل المدعومة من تركيا بالوقوف، في المقام الأول، وراء عمليات القتل.

وألقت السلطات بمسؤولية عمليات إعدام ميدانية لعشرات الشبان ومداهمات لمنازل في قرى وبلدات علوية، على فصائل مسلحة خارجة عن السيطرة جاءت لمساعدة قوات الأمن، وهي جماعات تحمّل أنصار الأسد، منذ فترة طويلة، مسؤولية جرائم سابقة.

من جهتهم، أصدر زعماء الكنائس الرئيسية الثلاث في سورية، أمس الأول، بياناً مشتركاً أدانوا فيه «المجازر التي تستهدف المدنيين الأبرياء» وكذلك «أي عمل يهدد السلم الأهلي»، داعين إلى «العمل السريع على تهيئة الظروف المواتية لتحقيق المصالحة الوطنية بين الشعب السوري». كما دعا الزعيم الروحي للأقلية الدرزية في سورية، الشيخ حكمت الهجري، إلى وضع حد للعنف. وقال في بيان: «إن النيران التي تحترق تحت شعارات طائفية ستحرق سورية كلها وشعبها».

وفي عمّان، عقد وزراء الخارجية والدفاع في الأردن ولبنان وسورية وتركيا والعراق اجتماعاً خُصص لـ «بحث آليات التعاون المشترك الخاصة بمحاربة الإرهاب وتهريب المخدرات والسلاح»، وفق المتحدث باسم وزارة الخارجية الأردنية سفيان القضاة.

وأوضح المتحدث أن المجتمعين بحثوا سبل مساندة جهود الشعب السوري لإعادة بناء وطنه على الأسس التي تضمن وحدته وسيادته وأمنه واستقراره، وتهيئة الظروف للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى بلادهم.

back to top