استنفار حكومي للتعامل مع موجة أمطار الخير

شهدت البلاد، خلال عطلة نهاية الأسبوع «أمطار الخير» التي كانت متفاوتة الشدة وأثرت على بعض المناطق، في مقدمتها مدينة صباح الأحمد السكنية، التي شهدت تجمعات للمياه عطلت حركة المرور، ما استدعى تحركا سريعا من الجهات المعنية، وعلى رأسها وزارة الأشغال العامة وفرق الجيش وقوة الإطفاء العام والحرس الوطني، لضمان التعامل الفوري مع تداعيات الحالة الجوية.

في السياق، كثّفت الفرق الميدانية جهودها لمعالجة تجمعات المياه وتأمين الطرق، فيما أكدت إدارة الأرصاد الجوية استمرار فرص هطول الأمطار في بعض المناطق حتى مساء أمس الجمعة، مع توقعات بانخفاض مدى الرؤية بسبب الضباب.

القراوي: 51 ملم أعلى كميات أمطار هطلت في الوفرة

وفور اشتداد الحالة المطرية، التي شهدتها البلاد الخميس الماضي، توجهت وزيرة الأشغال العامة، د. نورة المشعان، يرافقها وكيل الوزارة عيد الرشيدي، إلى غرفة العمليات المشتركة بالشويخ، لمتابعة سير العمل وجهود التعامل مع تداعيات الأمطار التي شهدتها البلاد.

وأكدت المشعان خلال الزيارة أهمية الجاهزية وسرعة الاستجابة لمعالجة تجمعات المياه، وضمان انسيابية حركة المرور، مشددة على ضرورة التنسيق المستمر بين الجهات المختصة لضمان التعامل الفوري مع أي مستجدات، ومواصلة غرفة العمليات المشتركة متابعة البلاغات الميدانية واتخاذ الإجراءات الفورية وفق خطة الوزارة لمواجهة آثار الأمطار.

جولات ميدانية

وفي إطار جهود متابعة الحالة المطرية، قامت الوزيرة المشعان، برفقة وزير الدولة لشؤون البلدية والإسكان، عبداللطيف المشاري، بجولة تفقدية في مدينة صباح الأحمد، للاطلاع على أوضاع الطرق والبنية التحتية بعد هطول الأمطار.

وأكدت المشعان أن فرق الوزارة مستمرة في الجولات الميدانية بمختلف مناطق الكويت، لضمان استجابة سريعة لأي تحديات ناتجة عن الأمطار، موضحة أن العمل جارٍ على معالجة تجمعات المياه بأقرب وقت ممكن لتقليل تأثيرها على حركة المرور والممتلكات، وشددت على أهمية التعامل الفوري مع شكاوى المواطنين، حفاظا على سلامتهم.

تجمعات «صباح الأحمد»

بدوره، أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الأشغال العامة، م. أحمد الصالح لـ «الجريدة»، أن البلاد شهدت موجة أمطار متوسطة إلى غزيرة في بعض المناطق، مما أثر على بعض الطرق في مدينة صباح الأحمد السكنية.

وأشار الصالح إلى أن الفرق المختصة باشرت على الفور عمليات سحب المياه ومعالجة تجمعاتها في عدة مناطق لضمان سلامة الطرق، مشدداً على ضرورة التأكد من عدم إلقاء المخلفات في الشوارع لتجنّب انسداد فتحات تصريف المياه.

ودعا المواطنين إلى متابعة البيانات الرسمية وعدم الالتفات إلى الشائعات، لافتاً إلى أن الأمطار تسببت في انسداد بعض فتحات تصريف المياه، وقامت الفرق المختصة بتنظيفها لضمان تصريف المياه بسلاسة.

وأشار إلى أن الوزارة عززت وجود فرقها في مدينة صباح الأحمد بسبب ارتفاع معدلات الهطول فيها، لضمان التدخل السريع عند الحاجة.

وبيّن أن قنوات الإبلاغ عن تجمعات المياه تشمل الخط الساخن 150، وخدمة الواتساب، وحسابات الوزارة على وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى تطبيق وزارة الأشغال العامة.

أعلى كمية أمطار

من جانبه، أكد مراقب الأرصاد الجوية، عبدالعزيز القراوي، أن البلاد شهدت حالة مطرية بدأت الخميس الماضي، واستمرت أمس الجمعة على بعض المناطق.

وقال القراوي لـ«الجريدة»، إن أعلى كمية أمطار سُجلت حتى عصر الجمعة بلغت 51 ملم في مزارع الوفرة، بينما تراوحت الكميات في المناطق السكنية الجنوبية بين 30 و45 ملم.

بدورها، دعت إدارة الأرصاد الجوية المواطنين والمقيمين إلى توخي الحذر أثناء القيادة وإتباع الإرشادات الرسمية الصادرة عن الجهات المعنية.

«غيث»... تأهب واستعداد

في السياق، أعلن الجيش الكويتي أن قوة واجب «غيث» في حالة تأهب واستعداد تام لتقديم كل أنواع الإسناد اللوجستي والإنساني إثر أمطار الخير في البلاد.

وقالت وزارة الدفاع، في بيان صحافي، إن ذلك يتم بالتعاون والتنسيق مع وزارة الأشغال العامة والدفاع المدني ومختلف مؤسسات الدولة ذات الصلة.

وأضافت أن القوة تولت المساندة في عمليات تفريغ وسحب المياه المتراكمة من الطرق الرئيسية في منطقة صباح الأحمد.

كما قدمت فرق الطوارئ التابعة لفرع الإطفاء بالحرس الوطني الإسناد لوزارة الأشغال العامة وقوة الإطفاء العام، في مواجهة تجمعات المياه الناتجة عن موجة الأمطار في مدينة صباح الأحمد.

وتعمل الفرق على سحب المياه وتسهيل حركة السير في الشوارع والطرق الرئيسية، ضمن جهود الجهات المعنية لمواجهة آثار الحالة الجوية.

إلى ذلك، تدخلت فرق الإطفاء التابعة لمركز الإسناد، مساء أمس، لمعالجة تجمعات مياه الأمطار في بعض شوارع مدينة صباح الأحمد السكنية، حيث قامت بعمليات سحب المياه بالتعاون مع وزارة الأشغال العامة. واستجابت الفرق لعدة بلاغات، مستخدمة مضخات عالية الكفاءة بسعة 6000 غالون في الدقيقة، مما أسهم في خفض منسوب المياه بشكل سريع وإعادة انسيابية الحركة المرورية.