شوشرة: ألفة

نشر في 07-03-2025
آخر تحديث 06-03-2025 | 15:30
 د. مبارك العبدالهادي

في كل عام وفي هذا الشهر الفضيل تعود الألفة والمحبة بين العديد من المتباعدين لظروف خاصة بهم وانشغالاتهم المستمرة إثر أعمالهم أو ارتباطاتهم الأسرية غير المنتهية طوال الوقت، ولكن في رمضان كل شيء يتغير وكأن هذه الأيام المباركة تحل علينا لتذيب كل الترسبات، وتمحو أي آثار أو أمور من شأنها صنع المسافات الطويلة بين الأقرباء والأصدقاء لتجدد بينهم روح المودة، وتحيي في قلوبهم أهمية هذه اللقاءات والتجمعات التي تطوي معها أي صفحات من الماضي، وما تحمله من آلام وآهات.

وفي جولة واحدة عبر زيارة الدواوين يتبادل الجميع أحاديثهم التي تحمل معها السعادة والأشواق، أو اللقاءات الأسرية التي تلتف حول موائد الإفطار أو السحور وغيرها من الغبقات والتي ليس الهدف منها الأكل كما يظن البعض بقدر أهميتها في مثل هذه التجمعات الجميلة والسعيدة، والأجمل من كل ذلك هو صفاء القلوب التي تلتفت لمعاناة الآخرين من الفقراء والمحتاجين الذين بسبب ظروفهم الصعبة يواجهون تحديات الحياة الصعبة، فيتسابق البعض لنصرة هؤلاء ومساعدتهم عبر طرق ووسائل مختلفة، ولكن الأهم دون إحراجهم أو جعلهم يشعرون بذلك.

الشعب الكويتي معروف بحبه للخير وسباق في دعم المحتاجين وبيوتهم مفتوحة لاستقبال الجميع، حتى أن دواوين بعضهم لا تغلق خصوصاً وقت الإفطار لاستقبال الجميع من مختلف الجنسيات، بل يسعدون بذلك ويطالبونهم بضرورة الالتزام بالإفطار بشكل يومي، لأن هذه القلوب الناصعة البياض والمخلصة تهدف لفعل الخير دون أي اعتبارات أخرى، فكويت الخير وشعبها الوفي دائماً يسطرون ملحمة في الإنسانية والترابط والتراحم والألفة والمودة، وهذا الأمر انعكس على الجميع ليشكل نسيجاً اجتماعياً مميزاً نشاهده في مختلف المناسبات دون رياء.

وخلال الأيام المقبلة من هذا الشهر الفضيل سنجد من يتسابق لفعل الخير وفقاً للأطر القانونية المحددة من قبل وزارة الشؤون والأجهزة المختصة لمساعدة كل محتاج سواء في الداخل أو الخارج.

آخر السطر:

الإنسانية لا تدرس

back to top