ترامب يحاور «حماس» ويهددها بالقتل والجحيم

• مناورات جوية إسرائيلية - أميركية فوق «المتوسط»

نشر في 06-03-2025 | 11:44
آخر تحديث 06-03-2025 | 17:33
صورة لطائرة بدون طيار تظهر المنازل المدمرة خلال الهجوم الإسرائيلي، وسط وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس
صورة لطائرة بدون طيار تظهر المنازل المدمرة خلال الهجوم الإسرائيلي، وسط وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس

بالتزامن مع مناورات جوية أميركية ـ إسرائيلية فوق البحر المتوسط، وجّه الرئيس الأميركي دونالد ترامب «آخر تحذير» إلى حركة حماس الفلسطينية من أجل أن تطلق «في الحال» سراح جميع الرهائن الأحياء والأموات الذين تحتجزهم وتغادر قيادتها قطاع غزة، متوعداً سكّان القطاع بالموت «إذا احتفظتم بالرهائن».

وكتب ترامب، على منصة «تروث سوشيال»، «إلى سكان غزة، هناك مستقبل جميل ينتظركم، ولكن ليس إذا احتجزتم رهائن، إذا فعلتم ذلك فأنتم أموات، خذوا القرار الصحيح وأطلقوا سراح الرهائن الآن، وليس لاحقاً، وأعيدوا فوراً جثث من قتلتموهم، وإلا فستكون هذه نهايتكم. فقط الأشخاص المرضى ذوو العقول المشوهة يحتفظون بالجثث، وأنتم كذلك!»، مضيفاً: «وبالنسبة للقيادة، ما من عضو واحد في حماس سيكون في مأمن إذا لم تفعلوا ما أقوله لكم، هذا هو التحذير الأخير لكم، حان الوقت لمغادرة غزة، بينما لا تزال لديكم الفرصة».

وفي منشور استهله بكلمة «شالوم حماس»، التي تعني «مرحباً ووداعاً» في آن واحد، قال ترامب بعد لقائه 8 من الرهائن الذين كانوا محتجزين لدى «حماس»: «الاختيار لكم، السلام أو العواقب الوخيمة، وإنّي أرسل لإسرائيل كل ما تحتاج إليه لإنهاء المهمة».

من جهته، حذّر وزير الخارجية، ماركو روبيو، «حماس» من الاستهانة من التحذيرات، وقال: «لقد سئم ترامب مشاهدة هذه الفيديوهات كل عطلة نهاية أسبوع، حيث يتم إطلاق سراح الرهائن الهزيلين وتسليم الجثث... لقد فقد صبره»، مشدداً على ضرورة استجابة «حماس» بسرعة. وظهر روبيو وهو كاثوليكي يتحدّر من كوبا وهو يضع على جبينه علامة الصليب مرسومة بالرماد، وهو طقس للمسيحيين الكاثوليك مع بدء الصوم.

ونقلت وكالة «رويترز» عن مصادر مصرية أن «حماس» وافقت على الإفراج عن محتجز إسرائيلي يحمل الجنسية الأميركية، وجثامين 4 أميركيين.

وكان المتحدث باسم «حماس»، حازم قاسم، اعتبر أن تهديدات ترامب «تعقّد المسائل المتعلقة باتفاق وقف إطلاق النار، وتشجّع الاحتلال على عدم تنفيذ بنوده»، محذراً من أن «يستغل الاحتلال تصريحات ترامب لتصعيد حصار غزة وتشديد سياسة تجويع سكانها».

وطالب قاسم ترامب بالضغط على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو للدخول في مفاوضات المرحلة الثانية، وفق ما نص عليه الاتفاق الذي كانت واشنطن وسيطة فيه.

اتصالات سرية

ويأتي تهديد ترامب مع تأكيد البيت الأبيض أنّه أجرى اتصالات سرية مباشرة مع «حماس»، في تحوّل بالسياسة الأميركية تجاه الحركة الفلسطينية، وخطوة تعتبر قطيعة مع سياسة طويلة الأمد قضت بعدم إجراء الولايات المتحدة محادثات مباشرة مع مجموعات تعتبرها إرهابية.

وعندما سُئلت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، عن هذه الاتصالات المباشرة، التي كشف عنها لأول مرة موقع أكسيوس، ردت بأن المبعوث الخاص لشؤون الرهائن، آدم بولر، الذي «يشارك في المفاوضات، لديه السلطة للتحدث إلى أيّ كان».

وأضافت: أنه «تم التشاور مع إسرائيل في هذا الشأن»، رافضة تقديم تفاصيل عن هذه المناقشات، ومؤكدة أن «أرواح الأميركيين على المحك».

ووفق «أكسيوس»، أجرى المبعوث الأميركي الخاص، ستيف ويتكوف، هذه المشاورات في الأسابيع الأخيرة في العاصمة القطرية الدوحة. وركزت على إطلاق سراح 5 رهائن أميركيين ما زالوا محتجزين لدى «حماس»، 4 منهم تأكد مقتلهم، ويعتقد أن خامسا لا يزال على قيد الحياة.

وأكد مسؤول في «حماس» أن الاتصالات المباشرة ركزت بشكل رئيسي على إطلاق سراح الأميركيين، وكذلك على إمكانية إنهاء الحرب دون وجود الحركة في السلطة.

وفق وكالة «رويترز»، فإن المحادثات شملت أيضاً مناقشات حول اتفاق أوسع نطاقا لإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين وكيفية التوصل إلى هدنة طويلة الأمد.

من جهته، قال مكتب نتنياهو في بيان مقتضب: «خلال المشاورات مع الولايات المتحدة، أبدت إسرائيل رأيها بشأن إجراء مناقشات مباشرة مع حماس».

سياسياً، أفادت وكالة رويترز بأن محادثات جرت بين الولايات المتحدة ومصر تناولت إدارة غزة بعد انتهاء الحرب، وأسماء من سيديرون ​​القطاع، مؤكدة أن المناقشات انتهت بشكل إيجابي، وتشير إلى انتقال قريب إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة.

جاء ذلك فيما أكد الجيش الإسرائيلي، اليوم، قيام سلاح الجو الإسرائيلي والأميركي بمناورات مشتركة لتعزيز التعاون العسكري وبناء القدرات المشتركة للتعامل مع سيناريوهات عدة، مبيناً أن مقاتلات إسرائيلية من نوع إف 35 وإف 15 شاركت فيها، إلى جانب قاذفات أميركية من نوع بي 52.

وفي وقت سابق، أعلنت هيئة البث العبرية أن التدريبات الجوية المشتركة جرت فوق البحر المتوسط لأول منذ هجوم حركة حماس 7 أكتوبر 2023 بمشاركة عشرات المقاتلات وطائرات التزود بالوقود وقاذفات استراتيجية، موضحة أنها «تحمل أهمية استراتيجية في ظل التطورات والتهديدات المتغيرة في الشرق الأوسط، وهي بمنزلة رسالة إلى إيران».

وفيما أوعزت الرئاسة الفلسطينية إلى سفرائها بالخارج بتكثيف التحرك لشرح مخرجات القمة العربية الطارئة التي عقدت في القاهرة، وحشد أوسع دعم سياسي ومادي لها، خاصة خطة إعمار قطاع غزة، أعلنت تركيا ترحيبها بالخطة التي تبنّتها القمة.

back to top