ممثل الأمير: لا سلام بالقوة والتهجير
• ولي العهد أكد في «قمة القاهرة» أنه لا نفع للقمم بلا خارطة طريق عربية قابلة للتنفيذ
• تهجير الفلسطينيين جريمة تطهير عرقي... والاعتداءات الإسرائيلية تزداد سوءاً لغياب المحاسبة
• صياغة موقف عربي موحّد لمواجهة مخططات تصفية القضية الفلسطينية
• الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني لن تتحقق بالحلول المجتزأة
• دعمنا لقضية فلسطين واجب ديني وعربي وأخلاقي وإنساني
• نرفض تحميل دول المنطقة أي تبعات جراء دعوات التهجير
• تحميل الاحتلال مسؤولية إعادة بناء ما دمره وتعويض أبناء الشعب الفلسطيني
• صياغة خطة لإعادة إعمار غزة بمشاركة فلسطينية وعربية ودولية
أكد ممثل صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، أن الكويت تؤمن بأن السلام لن يتحقق عبر القهر والإجبار، ولن يفرض من خلال القوة والتهجير، مشيراً إلى أنه لا طريق للأمام إلا بسلام دائم وشامل وعادل وصولاً لإقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة.
وقال سموه في كلمة الكويت خلال القمة العربية غير العادية في مدينة القاهرة بالعاصمة الإدارية، أمس الأول، إن قمتنا في هذه اللحظة التاريخية الفارقة تقع على عاتقها مسؤولية صياغة موقف عربي موحّد لمواجهة أي محاولات أو مخططات أو دعوات لتهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية على حساب الدول العربية.
ولفت سموه إلى أن ما يتم طرحه حول تهجير الشعب الفلسطيني ليس فقط طرحاً غير عملي أو واقعي، بل يصل إلى أن يكون جريمة تطهير عرقي في حق شعب أصيل.
وجاء في نص كلمة سموه: إنه يسعدني أن أضم صوتي لمن سبقني بالترحيب والتهنئة للرئيسين أحمد الشرع وجوزيف عون وأتمنى لهما كل التوفيق في خدمة بلديهما والعمل العربي المشترك.
وتابع سموه: كما يطيب لي بداية أن أنقل لكم جميعاً تحيات صاحب السمو أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد، وتهنئته لإخوانه القادة بحلول شهر رمضان المبارك، وأتقدم بالشكر إلى جمهورية مصر العربية الشقيقة على استضافتها لهذه القمة الهامة، والشكر موصول إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية وجهاز الأمانة العامة على الإعداد والتحضير.
وأوضح سموه أننا نجتمع اليوم في ظروف استثنائية ومنعطف تاريخي غير مسبوق تجاه قضية العرب الأولى، وهي القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، حيث أدت آلة الحرب للاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من خمسة عشر شهراً إلى مقتل ما يقارب 50 ألف فلسطيني، الأغلبية العظمى منهم من النساء والأطفال، وجرح أضعافهم، وتدمير كامل للبنية التحتية لقطاع غزة.
وأشار سموه إلى أنه بعد جهود دؤوبة مضنية من قبل كل من جمهورية مصر العربية الشقيقة، ودولة قطر الشقيقة، والولايات المتحدة الصديقة، تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، واستمعنا بعد ذلك لتصريحات وخطط يتم تداولها بشأن التهجير القسري للفلسطينيين من قطاع غزة، ضمن سلسلة مستمدة من الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والتجاهل المتعمد المتواصل لقرارات الشرعية الدولية.
رفض تحميل دول المنطقة لا سيما مصر والأردن والسعودية أي تبعات جراء دعوات التهجير
جريمة تطهير
وشدد سموه على أن سبيل تحقيق وقف إطلاق النار، وإتاحة المجال للحلول السياسية لإعادة تأهيل القطاع ومنح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة للعيش في أرضه، لن تتحقق بالحلول المجتزأة، حيث إن ما يتم طرحه حول تهجير الشعب الفلسطيني ليس فقط طرحاً غير عملي أو واقعي، بل يصل إلى أن يكون جريمة تطهير عرقي في حق شعب أصيل، له كل الحقوق التاريخية والقانونية التي تمكنه من العيش على أرضه دون مساومة أو تنازل.
وطالب سموه المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن بتأدية مهمته الرئيسية بالحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، ووقف المنهجية العدوانية الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة والضفة الغربية، ومنع أي محاولات لفرض واقع جديد عبر التهجير القسري والتوسع الاستيطاني.
دعم فلسطين واجب
وقال سموه، لنتفق على أمرين رئيسيين لكي نمضي قدماً بشكل منهجي وموضوعي واستراتيجي... فالأمر الأول هو أن دعمنا لهذه القضية المركزية واجب ديني وعربي وأخلاقي وإنساني، والأمر الثاني هو أنه لا مجال للعودة لما كان عليه الحال في السابق، حيث إن الكلمات والبيانات والمؤتمرات والقمم لن تجدي نفعاً إذا لم تنتج عن خريطة طريق ملموسة قابلة للتنفيذ والتطبيق على أرض الواقع، بملكية عربية في المقام الأول، فوحدتنا هي منارتنا التي نستهدي بها، وتعاضدنا يلهمنا القوة والرشاد.
وبين سموه أن قمتنا اليوم، وفي هذه اللحظة التاريخية الفارقة تقع على عاتقها مسؤولية صياغة موقف عربي موحد لمواجهة أي محاولات أو مخططات أو دعوات لتهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية على حساب الدول العربية.
7 خطوات
واستطرد سموه أننا نود تسليط الضوء على عدد من المحددات والخطوات الملموسة، نرى أهمية ترجمتها على أرض الواقع، وهي إعلاء الصوت العربي الرافض لأي محاولة لتهجير الشعب الفلسطيني، إضافة إلى رفض تحميل دول المنطقة - لا سيما جمهورية مصر العربية، والمملكة الأردنية الهاشمية، والمملكة العربية السعودية - أي تبعات جراء دعوات التهجير.
تحميل الاحتلال مسؤولية إعادة بناء ما دمره وتعويض الفلسطينيين عن الأضرار التي لحقت بهم
خطة إعمار غزة
وأضاف: صياغة خطة لإعادة إعمار غزة بمشاركة فلسطينية وعربية ودولية، تتناول كل الجوانب التنموية والإنسانية والاقتصادية، وأن تتضمن موقفاً عربياً قانونياً يحمل إسرائيل -القوة القائمة بالاحتلال- مسؤولية إعادة بناء ما دمرته آلتها الحربية الوحشية، وتعويض أبناء الشعب الفلسطيني عن الأضرار التي لحقت بهم وبممتلكاتهم.
وشدد سموه على أن المحاسبة أهم عناصر العدالة، وهذه الأعمال العدوانية تستمر وتزداد سوءاً بسبب غيابها، ولنصل إلى ذلك فلا بد أن يطبق القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، وقرارات الجمعية العامة، وقرارات مجلس الأمن، وقرارات مجلس حقوق الإنسان والمحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية ذات الصلة.
مؤتمر حل الدولتين
وأردف سموه: ونظراً للأمام، فلدينا استحقاق من شأنه أن ينتج عن مخرجات تاريخية تسهم فعلياً في حل هذه القضية، وهو المؤتمر الدولي لتنفيذ حل الدولتين، الذي سيعقد برئاسة مشتركة سعودية - فرنسية، في شهر يونيو من العام الحالي، فعلى الدول المشاركة أن توضح ما هي الآليات التي ستنتهجها نحو حل الدولتين بشكل ملموس وواقعي.
ولفت إلى أهمية تعزيز الجهود لحث كل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، والتي لم تقم حتى الآن بالاعتراف بدولة فلسطين الشقيقة، بالعمل على ذلك، كما يجب علينا أن ندعم مساعي الأشقاء في فلسطين للحصول على العضوية الكاملة لدى الأمم المتحدة.
توحيد الصف الفلسطيني
وطالب بضرورة توحيد الصف الفلسطيني، وتغليب مصلحة الشعب الفلسطيني وحقوقه، بما في ذلك الاتفاق على إدارة قطاع غزة، وتعزيز قدرات الحكومة الفلسطينية لتمكينها من القيام بواجباتها، مشدداً على توحيد الصف العربي لحماية الأمن القومي العربي بمفهومه الشامل، من خلال استخدام كل الوسائل للضغط على الأطراف التي تسعى إلى فرض مخططات التهجير، والتعامل مع هذه المسألة كأولوية في السياسات الخارجية العربية.
دعم «الأونروا»
ودعا إلى تعزيز الدعم المالي والسياسي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى «الأونروا»، ورفض أي محاولات لتقليص دورها أو تسييس عملها.
وفي ختام كلمته، أكد سموه أن الكويت تؤمن بأن السلام لن يتحقق عبر القهر والإجبار، ولن يفرض من خلال القوة والتهجير، وتجدد موقفها التاريخي والثابت بأنه لا طريق للأمام إلا بسلام دائم وشامل وعادل من خلال ما تم إقراره والاتفاق عليه وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية لعام 2002، وصولاً لإقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة، على حدود الرابع من يونيو لعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية... حفظ الله فلسطين الشقيقة وأهلها، وأمتنا العربية من كل سوء.
ولي العهد: نأمل أن تسهم القمة في تعزيز العمل العربي
سموه شكر السيسي وأكد الدور المحوري والمهم لمصر إقليمياً ودولياً
بعث ممثل سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد برسالة شكر إلى أخيه رئيس جمهورية مصر العربية عبدالفتاح السيسي جاء فيها: يطيب لي وأنا أغادر مصر بعد حضوري ممثلاً عن سمو أمير البلاد ومشاركتي في القمة العربية غير العادية التي استضافها بلدكم الشقيق في القاهرة أن أعرب لكم عن جزيل الشكر وعميق الامتنان لما لقيته والوفد المرافق من كرم ضيافة وحفاوة استقبال جسَّدا عمق العلاقات الأخوية التاريخية الوثيقة التي تربط بين بلدينا وشعبينا الشقيقين.
وأكد سموه أن استضافة بلدكم الشقيق لهذه القمة غير العادية بمشاركة واسعة عالية المستوى في ظروف بالغة التعقيد والدقة عكست الدور المحوري والمهم لجمهورية مصر العربية الشقيقة على المستويين الإقليمي والدولي، آملاً أن تسهم القرارات والتوصيات الصادرة عن القمة في تعزيز العمل العربي المشترك وتقريب وجهات النظر حول مجمل القضايا الراهنة وخصوصا القضية الفلسطينية التي تأتي على رأس أولوياتنا ولا ندخر جهداً في سبيل دعمها.
وجدد سموه موقف الكويت الثابت في التضامن والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق، في ظل ما يتعرض له من انتهاكات مستمرة مؤكدين مساندتنا لسعيه في نيل كافة حقوقه الوطنية المشروعة لإقامة دولته المستقلة على أراضيه.
وقال سموه: ختاماً أبعث إليكم أطيب التمنيات بموفور الصحة وتمام العافية داعياً المولى عزَّ وجلَّ أن يوفقكم ويبارك في جهودكم لقيادة بلدكم وشعبكم الشقيق نحو مزيد من التقدم والرفعة والازدهار.
من جانب آخر، حضر ممثل سمو الأمير، سمو ولي العهد مأدبة إفطار أقامها أخوه رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة على شرف قادة ورؤساء الدول المشاركة في القمة العربية غير العادية والمنعقدة في العاصمة الإدارية بمدينة القاهرة.