في المرمى: مارس الملتهب

نشر في 05-03-2025
آخر تحديث 05-03-2025 | 10:35
 عبدالكريم الشمالي

تعوَّدنا في الكويت على أن تكون أجواؤنا حارة إلى درجة شديدة الحرارة صيفاً، لكن يبدو أن الحرارة ستصل إلى أجوائنا مبكراً في عام 2025، وتحديداً في شهر مارس، الذي سيشهد حرارة قد تصل إلى حد الاشتعال.

ورغم أن هذا الشهر يُعد من أجمل شهور السنة من حيث الطقس، بما أنه يقع في وسط فصل الربيع حسابياً، فإن الارتباطات التي تشهدها الكرة الكويتية في هذا الشهر قد تقلب أجواءنا وطقسنا رأساً على عقب. فقد تأتي في الصيف محل الربيع، أو تعود بنا إلى الشتاء القارس.

ولا نعلم إن كان من حُسن الطالع أم من سوء الحظ أن ترتبط أكبر أنديتنا ومنتخبنا الوطني بمنافسات تُعتبر مفترق طرق للكرة الكويتية في فترة متقاربة، وتحديداً خلال هذا الشهر.

فعلى مستوى الأندية، يخوض فريق القادسية مواجهتَي الدور نصف النهائي لبطولة دوري أبطال الخليج أمام شقيقه النصر الإماراتي.

وعلى المستوى الآسيوي، يخوض فريق العربي منافسات الدور ربع النهائي من بطولة كأس التحدي الآسيوي أمام فريق السيب العماني الشقيق.

أما منتخبنا الوطني، فسيخوض مباراتين مصيريتين ضمن التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2026 أمام الشقيقين العراقي والعماني على التوالي، ما يجعل استعدادات الأندية تتشابك مع المنتخب، ويتأثر كل منهما بأولوية الآخر.

ومن المؤكد أن البعض يرى أن البطولتين اللتين يخوضهما قطبا الكرة الكويتية، الأصفر والأخضر، لا ترتقيان إلى أن تشكِّلا مفترق طرق، وأنهما تُعدان بطولتين هامشيتين، فالأولى هي بطولة أُعيد إحياؤها من قِبل الاتحاد الخليجي «النشط» بنظام ووجه جديد بعد دفنها لسنوات، والثانية تُعد الرابعة في تصنيف بطولات الاتحاد الآسيوي، وهو رأي يُحترم وقابل للنقاش، إذا كان مَنْ يطرحه جاداً لا يحاول التصيُّد، ولا ينتمي إلى هواة التصدير للإحباط.

وللرد على ذلك، يمكننا القول إن كل بطولة يشارك فيها أي فريق كويتي، مهما صغرت أو كبرت، لها أهميتها، طالما كانت تُقام في إطار رسمي، وتحت إشراف اتحاد إقليمي أو قاري مُعترف به.

بما أننا في الكويت اليوم نعاني حالة عامة من التراجع على المستوى الرياضي والكروي، فإننا بحاجة إلى الفوز والظفر بالألقاب لإعادة الثقة، وغرسها في لاعبينا أولاً، وعند جماهيرنا ثانياً، وأي فوز سيساعد على الطموح بالتطور والعمل على رفع المستوى للأفضل.

أما فيما يخص المنتخب الوطني، فمن دون شك أن المباراتين القادمتين من شأنهما أن تحددا مصيره ومساره في التصفيات، فإما استكمال المشوار بأمل ضعيف لخوض الملحق القاري، أو الابتعاد ونهاية الحلم، والعودة إلى الواقع بالإقرار بأننا ما زلنا بعيدين عن المستوى التنافسي في القارة، الذي يؤهلنا إلى مقارعة الآخرين على خطف أو كسب بطاقة تأهل للبطولة الأكبر، والأهم كروياً على مستوى العالم. وعليه، علينا الاكتفاء بمشاهدة مشاركة الآخرين ونجاحاتهم فيها، قبل البدء من جديد للتحضير لخوض غمار كأس آسيا 2027، والاستعداد لخوض معترك جديد من التصفيات للمونديال الذي يليه.

بنلتي

نادي الكويت الغائب الحاضر عن مارس الملتهب، بعد خروجه المبكِّر، على غير العادة، من بطولة «دوري أبطال آسيا 2»، وقد يكون ذلك جاء في مصلحته ومصلحة منتخبنا الوطني، فمن ناحيته سيركز أكثر على المنافسات المحلية، والتي يتصدَّر الدوري فيها حالياً. أما للمنتخب، فستكون جاهزية لاعبيه المختارين لصفوفه، وهم كُثر، أكبر وأكثر، وستكون الفرصة مُتاحة لهم للاستعداد بشكل أكبر من نظرائهم في القادسية والعربي قبل المباريات الحاسمة.

back to top