غزة تترقب حل «أزمة التبادل» مع وصول مبعوث ترامب

• دبابات تمهد لإقامة معسكر في جنين... والسلطة تندد بـ «حروب بلا نهاية»

نشر في 25-02-2025
آخر تحديث 24-02-2025 | 19:48
دبابات إسرائيلية داخل جنين شمال الضفة الغربية المحتلة (رويترز)
دبابات إسرائيلية داخل جنين شمال الضفة الغربية المحتلة (رويترز)

عشية وصول ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المنطقة، كشفت مصادر فلسطينية منخرطة في مفاوضات وقف إطلاق النار عن تقدم في الاتصالات بين الوسطاء والفصائل الفلسطينية، لحل أزمة تعليق تبادل الأسرى بين إسرائيل و«حماس» بموجب اتفاق وقف النار.

وبحسب المعلومات «هناك اتصالات قد تُفضي خلال الساعات المقبلة لتسليم جثتي أسيرين إسرائيليين، مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين الذين كان من المفترض أن يفرج عنهم يوم السبت الماضي».

وربطت «حماس» أمس مشاركتها في أي مفاوضات جديدة بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق بتنفيذ الدولة العبرية استحقاقات المرحلة الأولى بعد تعليقها إطلاق سراح الدفعة السابعة من المعتقلين الفلسطينيين، وعددهم نحو 600 التي كانت مقررة السبت الماضي.

وفي حين بات الاتفاق الهش مهدداً بالانهيار، وسط تقارير عن تكثيف جيش الاحتلال لاستعدادته للعودة إلى القتال، اتهم المتحدث باسم الحركة عبداللطيف القانوع سلطات الاحتلال بـ«عدم تنفيذ البرتوكول الإنساني وبتعطيل الاتفاق وعدم الجدية في استمراره»، مجدداً التأكيد أن «عدم تنفيذ الاحتلال كامل بنود المرحلة الأولى لا يخدم المضي قدماً نحو استكمال الإفراج عن باقي الأسرى الإسرائيليين».

وشدد القيادي الحمساوي على استمرار «الاتصالات مع الوسطاء حول خروقات الاحتلال المتكررة ومماطلته في التنفيذ»، داعياً الى «الضغط أكثر على الاحتلال لإنقاذ اتفاق وقف إطلاق النار» الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي ويفترض أن يتضمن 3 مراحل تمتد كل منها 42 يوماً، مع اشتراط التفاوض على المرحلة التالية قبل استكمال المرحلة الجارية.

في المقابل، أبلغت إسرائيل الدول الوسيطة أنها تشترط استعجال إعادة «حماس» 4 جثث كان من المفترض أن تفرج عنها الأسبوع المقبل لإطلال الدفعة السابعة من السجناء، بالإضافة إلى الامتناع عن إقامة «مراسم دعائية» خلال تسليم الجثامين لهيئة «الصليب الأحمر» الدولية.

وكشفت صحيفة «هآرتس» أمس أن وزير الشؤون الاستراتيجية في حكومة بينامين نتنياهو، رون ديرمر، أبلغ المبعوث الأميركي بأن الدولة العبرية لا تعتبر نفسها ملتزمة باتفاق المراحل الثلاث، حتى لو قامت بالتوقيع عليه.

وبحسب الصحيفة العبرية، فإن ديرمر عرض على ويتكوف خطة نتنياهو، التي تتضمن الإفراج السريع عن المحتجزين الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، دون تقديم أي التزام بالانسحاب من القطاع.

وأشارت «هآرتس» إلى أن نتنياهو يجري مفاوضات حصرياً مع واشنطن، ويأمل التوصل إلى اتفاق أولاً مع إدارة الرئيس دونالد ترامب قبل اتخاذ أي خطوات أخرى.

وبينما أعلن البيت الأبيض تأييده للقرار الإسرائيلي بتأجيل إطلاق سراح الدفعة السابعة، قال المبعوث الأميركي خلال تصريحات عن مستقبل «حماس» قبل وصوله إلى تل أبيب اليوم: «يمكنني القول في هذه المرحلة، بكل تأكيد، إنه لا يمكنهم أن يكونوا طرفاً في الحكم في غزة. أما بالنسبة لبقائها موجودة (حركة حماس)، فأترك هذا التفصيل لرئيس الوزراء».

وتواجه صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة تحديات إضافية خلال الأيام المقبلة، إذ من المقرر أن يبدأ الجيش الإسرائيلي، السبت المقبل، تنفيذ بند في الاتفاق يقضي بانسحابه من محور صلاح الدين (فيلادلفيا) بين غزة ومصر، وهو أمر يعارضه نتنياهو بشدة.

وفي تطور آخر يشي بالمزيد من التصعيد في الأراضي الفلسطينية، تمركزت دبابات إسرائيلية إضافية، أمس، في منطقة الجابريات المطلة على مدينة ومخيم جنين شمالي الضفة الغربية، وسط مخاوف من إقامة معسكر لجيش الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة.

وواصلت القوات الإسرائيلية عدوانها على مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس، وأفيد بقيامها بإحراق عدة منازل مع استمرارها في عملية «السور الحديدي» التي انطلقت من جنين 21 يناير الماضي، وتوسعت لتشمل عدة مدن ومخيمات، حيث بلغ عدد القتلى الفلسطينيين نحو 60، فيما أجبر التصعيد آلاف العائلات على النزوح.

وأمس، حذر الناطق الرسمي باسم رئاسة السلطة الفلسطينية نبيل أبوردينة، من خطورة تكرار ما ارتكبته قوات الاحتلال في غزة من «جرائم إبادة جماعية»، في شمال الضفة الغربية، مطالباً «الإدارة الأميركية» بـ «إجبار قوات الاحتلال على وقف العدوان الذي تشنه على مدن الضفة الغربية فوراً، وتثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة، إذا أرادت تجنيب المنطقة المزيد من التوتر والتصعيد، لأن البديل هو استمرار التخبط وحروب دون نهاية في المنطقة»، وهي عبارة لطالما استخدمها ترامب لانتقاد الدور العسكري لبلاده حول العالم.

back to top