روسيا تعلي سقف مطالبها بالذكرى الـ 3 لغزو أوكرانيا

نشر في 24-02-2025 | 13:02
آخر تحديث 24-02-2025 | 18:47
رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين
رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين

بالتزامن مع حلول الذكرى الثالثة للغزو الروسي لأوكرانيا، مع تحديد موعد لجلسة ثانية من المحادثات الأميركية ـ الروسية في السعودية، بدا أن روسيا ترفع سقف مطالبها، مستفيدةً من التنازلات المسبقة التي يقول مراقبون إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب منحها إياها، عبر استبعاده كييف والأوروبيين من المحادثات، وتحميل أوكرانيا مسؤولية تعرّضها للغزو، ووصف رئيسها فلوديمير زيلينسكي بأنه دكتاتور، إضافة الى تعهّده بوقف المساعدات العسكرية والمالية الأميركية التي تعتمد عليها كييف بشدة للاستمرار بالقتال.

وفي مؤتمر صحافي مع نظيره التركي هاكان فيدان في أنقرة، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم، إن موسكو لن توقف القتال في أوكرانيا إلّا بعد أن تحقق أهدافها في المفاوضات. وتطالب موسكو عمليا باستسلام الجيش الأوكراني وتخلّي كييف عن 5 مناطق تحتلها روسيا كليا أو جزئيا، وتخليها عن الانضمام إلى حلف ناتو، وقيام سلطات جديدة في كييف. وقال لافروف «لن نوقف القتال إلا عندما تفضي المفاوضات إلى نتيجة ثابتة ودائمة تناسب روسيا الاتحادية».

من ناحيته، قال فيدان إن تركيا «تولي أهمية كبيرة للمبادرة الأميركية الجديدة»، لكنه شدد على إشراك الطرفين المتحاربين. وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم، بذل الجهود والعمل من أجل «إرساء سلام عادل ودائم في أوكرانيا». وكان أردوغان قال خلال استقباله زيلينسكي الأسبوع الماضي إن تركيا هي المكان المناسب لاستضافة أي محادثات سلام.

في الأثناء، ندد نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، بالتحرك من أجل وقف سريع لإطلاق النار في أوكرانيا، معتبرا أنه يهدد بعواقب وخيمة على العلاقات الروسية - الأميركية. وكان الرئيس الأميركي تعهّد بإنهاء الحرب في يوم واحد، غير ان الاجتماع الأول الذي عقد في قصر الدرعية بالعاصمة السعودية الرياض، قبل أيام، فشل في تحديد موعد لقمّة تجمعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقال ريباكوف: «نستطيع أن ندرك بثقة كافية رغبة الجانب الأميركي في التحرك نحو وقف سريع لإطلاق النار»، وأضاف: «لكن وقف إطلاق النار من دون تسوية طويلة الأجل هو الطريق إلى استئناف سريع للقتال واستئناف الصراع بعواقب أكثر خطورة، بما في ذلك عواقب على العلاقات الروسية - الأميركية. نحن لا نريد هذا».

واتهم المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، الأوروبيين بأنهم «يواصلون مسار (...) قناعتهم بضرورة مواصلة الحرب». وأضاف أن «اعتقاد الأوروبيين هذا يتناقض تماما مع الرغبة في إيجاد تسوية بشأن أوكرانيا، وهو ما نقوم به حاليا مع الأميركيين».

في المقابل، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون ديرلاين، اليوم، أن بوتين يريد «استسلام» أوكرانيا، فيما أعلنت تقديم مساعدات جديدة لكييف بقيمة 3.5 مليارات يورو.

وقالت فون ديرلاين، خلال قمة في كييف لمناسبة الذكرى الثالثة لبدء الغزو الروسي، إنّ «الحرب في أوكرانيا تبقى الأزمة الأهم والأكثر تأثيرا على مستقبل أوروبا. بوتين يحاول أكثر من أي وقت مضى الفوز في هذه الحرب على الأرض. ويظل هدفه استسلام أوكرانيا».

وأعلنت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، فرض الاتحاد الأوروبي مجموعة سادسة عشرة من العقوبات على روسيا، في الذكرى الثالثة للغزو.

وقالت في بيان «منذ 3 سنوات، تقصف روسيا بلا توقّف أوكرانيا على أمل انتزاع أراض لا تعود لها»، مضيفة أن «كل رزمة من العقوبات تحرم (الكرملين) من الأموال الضرورية لشنّ هذه الحرب».

اما الرئيس زيلينسكي فقد دعا إلى إحلال سلام دائم في أوكرانيا خلال السنة الراهنة، لكنه حذّر من أن «بوتين لن يمنحنا السلام أو سيعطينا إياه في مقابل شيء. يجب أن نظفر بالسلام بالقوة والحكمة والوحدة». وقالت نائبة رئيس الحكومة، أولغا ستيفانيشينا، إنّ المفاوضات بشأن التوصل إلى اتفاق حول المعادن مع واشنطن يحقق تقدماً. وكان ترامب قد طالب بحقوق استغلال قسم كبير من المعادن الثمينة في أوكرانيا دون تحديد المقابل الذي سيقدمه لكييف، متحدثاً عن استعادة أموال قدّمتها بلاده للأوكرانيين. ويصر ترامب على أن واشنطن منحت كييف 500 مليار دولار، وهو رقم نفته كييف ولم يؤكده أي مصدر أميركي.

وفي بكين، أعلنت وكالة شينخوا الصينية الرسمية أن الرئيس شي جينبينغ عبّر خلال اتصال مع بوتين اليوم عن ارتياح الصين لـ «الجهود الإيجابية التي تبذلها روسيا مع أطراف أخرى لحل الأزمة في أوكرانيا».

وقال «الكرملين» إن الرئيس الروسي أطلع نظيره الصيني على المحادثات التي جرت في السعودية الأسبوع الماضي. وجدد الجانبان خلال الاتصال تأكيد الشراكة الاستراتيجية «غير المحدودة» بين بلديهما.

في سياق آخر، ألقيت 3 عبوات ناسفة يدوية الصنع صباح اليوم، على واجهة القنصلية الروسية العامة في مرسيليا بجنوب فرنسا من دون التسبب بإصابات، في حادث يبدو أنه مرتبط بذكرى الغزو. وقالت وزارة الخارجية الروسية إن الانفجار يحمل كل العلامات التي تشير إلى «هجوم إرهابي».

back to top