دبابات إسرائيل في جنين للمرة الأولى منذ 2002
وسط الغموض الذي يحيط بمصير قطاع غزة الفلسطيني والمراحل المتبقية من اتفاق وقف إطلاق النار، وسّعت إسرائيل أمس، عمليتها التي تحمل عنوان «السور الحديدي» في الضفة الغربية، ودفعت بفصيلة دبابات إلى جنين، في شمال الضفة الغربية للمرة الأولى منذ عام 2002.
وقال الجيش الإسرائيلي، إن «قوات الأمن توسع الحملة العسكرية في منطقة شمال الضفة، وستعمل قوات من لواء الناحال ووحدة دوفدفان وفصيلة دبابات في قرى أخرى بمنطقة جنين. في المقابل تعمل فصيلة من الدبابات داخل جنين في إطار العملية الهجومية».
وبينما ذكر موقع والاه العبري أن لواء المدرعات 188 يشارك للمرة الأولى في عمليات داخل الضفة، أشار جيش الاحتلال إلى استمرار العمليات في جنين وطولكرم، وفرض حظر تجول في بلدة قباطية وشن حملة اعتقالات في نابلس، ضمن عمليته المتواصلة منذ 21 يناير الماضي، والتي شملت عدة مناطق وطالت مخيمات اللاجئين في مدن جنين وطولكرم وطوباس، وخلفت 27 قتيلاً وعشرات المعتقلين والجرحى، وآلاف النازحين، ودماراً غير مسبوق بالمنازل والممتلكات والبنية التحتية بداعي ملاحقة مسلحين وتفكيك «بنى تحتية إرهابية».
والجمعة، أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال جولة في طولكرم أنه أمر بإطلاق عملية عسكرية واسعة في الضفة، رداً على سلسلة تفجيرات متزامنة استهدفت 3 حافلات في مواقع مختلفة بمدينة بات يام جنوب تل أبيب.
بدوره، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أمس، «إخلاء» مخيمات اللاجئين في جنين وطولكرم ونور شمس بالكامل، وأمر جيشه بالبقاء فيها طوال العام الحالي «لمنع عودة سكانها».
وقال كاتس: «حتى الآن، تم إجلاء 40 ألف فلسطيني من المخيمات الثلاثة، وأصبحت الآن خالية تماماً»، مشيرا إلى أنه «لن يتم السماح لسكان المخيمات بالعودة إليها»، وأنه تم إخطار وكالة أونروا لوقف أنشطتها في المخيمات.
وفي غزة، اتهمت حركة حماس أمس نتنياهو بتعريض اتفاق الهدنة «للخطر الشديد» مع تمسكه بعدم تنفيذ عملية التبادل السابع وتأجيله الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين البالغ عددهم 602 مقابل إطلاقها الرهائن الستة أمس الأول.
وذكر عضو مكتب حماس باسم نعيم: «ما تقوم به حكومة العدو من تأجيل الإفراج عن أسرانا حسب الاتفاق هو عربدة، وهي تعرض الاتفاق برمته للخطر الشديد».
وفي وقت سابق، قال مكتب نتنياهو إنه «في ضوء الانتهاكات المتكررة لحماس، خصوصاً المراسم المهينة التي تحط من كرامة رهائننا، والاستخدام الساخر لهم لأغراض دعائية، تقرر تأجيل إطلاق سراح الأسرى الذي كان مخططاً له السبت، حتى يتم ضمان إطلاق سراح الرهائن التالين، من دون مراسم مهينة».