الأميركيون يتململون مبكراً من ترامب

• خطة أوروبية لأوكرانيا تتطلب «شبكة أمان» أميركية

نشر في 24-02-2025
آخر تحديث 23-02-2025 | 20:16
ترامب في مؤتمر العمل المحافظ (رويترز)
ترامب في مؤتمر العمل المحافظ (رويترز)

في خطوة تعكس تململاً مبكراً من الرئيس دونالد ترامب، بعد مرور شهر على تنصيبه، أظهر استطلاع للرأي أجرته «رويترز/ إبسوس» أن الأميركيين يعطون ترامب تقييمات متوسطة فيما يتعلق بطريقة تعامله مع الاقتصاد وجهوده لتقليص الحكومة، وأنهم غير راضين عن بعض المعارك المبكرة التي اختار خوضها، ومنها اقتراحه بالسيطرة على قطاع غزة الفلسطيني.

وقالت «رويترز»، إنه تم إجراء الاستطلاع بين 13 و18 الجاري، وسئل فيه أكثر من 4000 من البالغين الأميركيين من جميع أنحاء البلاد عمّا إذا كانوا يدعمون مجموعة من المواقف التي طرحها ترامب، وإلى أيّ مدى ستحفزهم هذه القضايا على التصويت في المستقبل. وتشير النتائج إلى أن ترامب يبذل جهداً كبيراً في سياسات لا يحبّذها كثير من الأميركيين، أو لا يعتبرونها ذات أهمية كبرى.

وساعدت موجة من الإحباط - بسبب التضخم الذي طال أمده - في فوز ترامب بالرئاسة في نوفمبر. وقال معظم المشاركين في الاستطلاع، وتحديداً 58 بالمئة منهم، إن التضخم سيكون عاملاً رئيسياً في حسم مواقفهم إزاء من سينال أصواتهم في الانتخابات المقبلة. ولم يبد سوى 32 بالمئة منهم فقط رضاه عن إجراءات ترامب فيما يتعلق بملف التضخم.

وقال 25 بالمئة من المشاركين، ونصف الجمهوريين فقط، إنهم يؤيدون فكرة ترامب المتمثلة في تولي الحكومة الأميركية السيطرة على غزة وتهجير الفلسطينيين منها.

زيلينسكي مستعد للتنحي عن الرئاسة مقابل انضمام أوكرانيا لحلف الناتو

وعارض نحو ثلث ناخبي ترامب اقتراح إلغاء حق المواطنة بالولادة، في حين رفض واحد من كل 5 تحرّك إدارته لإلغاء مبادرات التنوع والمساواة والشمول.

وأيد 42 بالمئة أداء ما يسمّى بفريق العمل التابع لإدارة الكفاءة الحكومية التي يقودها إيلون ماسك، الذي يسعى لخفض الإنفاق الاتحادي، بينما عارضه 53 بالمئة.

وأيد 55 بالمئة عمليات ترحيل المهاجرين غير الشرعيين، بينما رفضها 41 بالمئة منهم، ونال أداء ترامب فيما يتعلق بالهجرة موافقة 47 بالمئة.

وقوبلت دعوة ترامب لإلغاء وزارة التعليم بمعارضة واسعة النطاق، إذ رفضها 65 بالمئة.

كما حصل ترامب على علامات متباينة بشأن الرسوم الجمركية التي اقترحها، وخصوصاً على كندا التي رفضها 59 بالمئة منهم.

خطط وجولات دبلوماسية

إلى ذلك، أفادت تقارير أميركية وروسية عن عقد جولة محادثات ثانية خلال الأسبوع الجاري في السعودية بين مسؤولين أميركيين وروس على مستوى فني، مما يعزز الاستنتاجات بتراجع فكرة عقد قمة سريعة بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في وقت اصطدم تعهّد الرئيس الأميركي بإنهاء حرب أوكرانيا خلال يوم واحد بالحقائق المعقّدة للصراع.

ورأى «الكرملين»، أمس، أن الحوار بين بوتين وترامب «واعد»، معرباً عن ارتياحه للتحول في الموقف الأميركي، ومشيداً بانتقادات ترامب «المفهومة تماماً» للرئيس (فولوديمير) زيلينسكي. وشدد «الكرملين» على أن روسيا «لن تبيع أبداً» ما احتلته، أي حوالي 20 بالمئة من مساحة أوكرانيا، مما يعني أن موسكو لن تقدم أي تنازلات في هذا الشأن.

يأتي ذلك، فيما يجري وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم، زيارة الى تركيا ستتناول الوضع في سورية وكيفية مساهمة أنقرة في المحادثات الروسية - الأميركية لإنهاء الصراع بأوكرانيا. وكان زيلينسكي قد زار أنقرة بالتزامن مع الاجتماع الأول الروسي - الأميركي في السعودية الأسبوع الماضي. وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال استقبال زيلينسكي آنذاك إن تركيا هي المكان المناسب لاستضافة أي محادثات سلام.

في غضون ذلك، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين أوروبيون إن بريطانيا وفرنسا تعملان على تطوير خطة لنشر ما يصل إلى 30 ألف جندي أوروبي لحفظ السلام في أوكرانيا إذا توصلت موسكو وكييف إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. لكن الاقتراح الأوروبي يعتمد على إقناع ترامب بالموافقة على دور عسكري أميركي محدود، أطلق عليه المسؤولون البريطانيون اسم «شبكة أمان»، لحماية القوات الأوروبية بحال الخطر وردع روسيا عن انتهاك وقف النار.

وسيتم اختبار مدى استعداد ترامب للنظر في تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا في الأيام القليلة المقبلة، عندما يلتقي رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع الرئيس في البيت الأبيض.

ويقول المسؤولون، إن الخطة الأوروبية لن تتطلب من الولايات المتحدة نشر قواتها، وهو ما استبعدته إدارة ترامب فعلاً، لكنها ستسعى للاستفادة من أنظمة الدفاع الجوي الأميركي في الدول المجاورة، مع الاحتفاظ بالقوة الجوية الأميركية بحالة استعداد في حال تعرّض القوات الأوروبية للخطر.

ودعا زيلينسكي، أمس، الى موقف موحد للولايات المتحدة وأوروبا من أجل «سلام دائم» في بلاده، وقال إنه مستعد للتنحي مقابل انضمام بلاده للناتو وذلك عشية الذكرى الثالثة لبدء الغزو الروسي لأوكرانيا. وكان ترامب قال، أمس الأول، إن كييف وواشنطن على وشك التوصل إلى اتفاق يتعلق بحصول واشنطن على حقوق في الثروات المعدنية الأوكرانية، وهي معلومات كانت وسائل إعلام أميركية سرّبتها في وقت سابق ونفت صحتها مصادر أوكرانية. وقال ترامب في مؤتمر العمل السياسي المحافظ (سيباك) بالقرب من العاصمة واشنطن أنه يجب على كييف تقديم شيء مقابل الدعم المالي الذي قدّمته لها واشنطن، وأنه يحاول «استعادة أموال» أميركا.

وفي كلمة لها عبر الفيديو أمام مؤتمر «سيباك»، دعت رئيسة وزراء إيطاليا اليمينية المتشددة، جورجا ميلوني، إلى الوحدة الغربية وشراكة قوية بين الولايات المتحدة وأوروبا، ودعم مستمر لأوكرانيا ضد العدوان الروسي.

ماسك يرهب الموظفين الاتحاديين بـ«تقرير الإنجازات»

وصلت رسائل إلكترونية إلى آلاف الموظفين الاتحاديين الأميركيين، تطلب منهم تقديم تفاصيل بحلول ليل الاثنين ـ الثلاثاء عن الإنجازات التي حققوها في عملهم من الأسبوع السابق، وإلا فسيخاطرون بفقدان وظائفهم.

وقال إيلون ماسك، المسؤول عن «لجنة الكفاءة الحكومية»، إن عدم الرد على الطلب المرفق بالرسائل الإلكترونية سيُنظر إليه على أنه استقالة.

وتطلب الرسائل من الموظفين الرد بخمس نقاط موجزة تلخص «ما أنجزته في العمل الأسبوع الماضي»، ورفع تقارير بذلك إلى رؤسائهم في العمل.

ولم يتضح الأساس القانوني الذي يستند إليه ماسك لتسريح الموظفين الاتحاديين إذا لم يردوا على طلبه، وما الذي سيحدث للموظفين الذين لا يستطيعون تقديم تفاصيل عن طبيعة عملهم حينما تكون سرية.

وكان ترامب قال، أمس الأول، إن لجنة الكفاءة الحكومية يجب أن تكون أكثر صرامة في جهودها لتقليص عدد موظفي الحكومة الاتحادية، وإعادة تشكيل القوى العاملة على المستوى الاتحادي.

back to top