ترامب يشن حملة تطهير في قيادة الجيش الأميركي

• اتهم بريطانيا وفرنسا بعدم فعل شيء طوال 3 سنوات لإنهاء حرب أوكرانيا

نشر في 23-02-2025
آخر تحديث 22-02-2025 | 20:35

«حملة تطهير في البنتاغون»، هكذا وصفت صحيفة نيويورك تايمز سلسلة التغييرات الواسعة التي قام بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووزير دفاعه المثير للجدل بيت هيغسيث، والتي طالت رئيس هيئة أركان الجيوش المشتركة تشارلز براون، المعروف باسم «سي كيو» والأدميرال ليزا فرانكيتي، أول امرأة تتولى قيادة البحرية الأميركية، من دون أي أسباب.

ومن المحتمل أن تضعف الخطوة ثقة الحلفاء والشركاء بواشنطن في قطاع حيوي كان بمنأى إلى حد بعيد عن التجاذبات السياسية الداخلية الأميركية، ولم يقدم ترامب أي تفسير لقراره إنهاء مهام «سي كيو»، بعد أقل من عامين على توليه منصبا عادة ما تكون ولايته 4 سنوات، وجاءت الخطوة عقب سلسلة إقالات أشبه بحملات التطهير الأيديولوجي في المؤسسات الفدرالية، وتعديلات في الهيئات الحكومية، كلها خلال مدة لم تتجاوز شهرا على بدء الولاية الثانية للرئيس الجمهوري في البيت الأبيض.

والجنرال براون (63 عاما) عين من قبل الرئيس السابق الديموقراطي جون بايدن في سنة 2023، ليصبح ثاني أميركي من أصول إفريقية يشغل المنصب، وهو من الطيارين المخضرمين في الجيش الأميركي، وتولى خلال مسيرته قيادة القوات الجوية التابعة للقيادة المركزية (سنتكوم)، التي تشمل منطقة عملياتها الشرق الأوسط.

وعقب مقتل الأميركي الأسود جورج فلويد عام 2020 على يد شرطي أبيض، نشر براون شريط فيديو روى فيه بتأثر تجربته الشخصية، بما في ذلك معاناته من التمييز في القوات المسلحة.

تقارير متضاربة عن قرب التوصل إلى اتفاق حول المعادن الأوكرانية

وسبق لهيغسيث، وهو مذيع محافظ يميل الى الفكر اليميني المتشدد، أن اقترح إقالة الجنرال براون وأي مسؤول عسكري آخر «متورط في سياسات الـ ووك القذرة»، في إشارة إلى سياسات «التنوع والمساواة والانخراط» (DEI)، التي تهدف إلى تحسين وتعزيز تمثيل ومشاركة مجموعات مختلفة من الأفراد بمن فيهم النساء والأقليات العرقية والمتحولون جنسيا وغيرهم.

ورشح ترامب دان كين لمنصب رئيس هيئة الأركان المشتركة المقبل، في اختيار مفاجئ للجنرال المتقاعد برتبة ثلاث نجوم، ربما يعود لاجتماعهما الأول معا بالعراق في عام 2018، ووصفه ترامب من ضمن أشياء أخرى بأنه «رجل أعمال ناجح، وجنرال حقيقي، وليس جنرالا تلفزيونيا».

وذكر ترامب، خلال كلمة له في مؤتمر العمل السياسي المحافظ عام 2019، أن كين، الذي كان آنذاك نائب قائد قوة العمليات الخاصة التي تقاتل تنظيم داعش، قال له إن هذه الجماعة المسلحة يمكن القضاء عليها في غضون أسبوع واحد فقط.

وأشار خبراء إلى أن مسيرة كين العسكرية تجعله بعيدا كل البعد عن المسار التقليدي الذي يمكن المضي فيه حتى يصبح المستشار العسكري الأعلى للرئيس، فقد كان الجنرالات والأميرالات السابقون يرأسون قيادة قتالية أو فرعا عسكريا من الخدمة.

صدام مع الحاكمة

إلى ذلك، وفي مشهد سياسي غير مسبوق داخل أروقة البيت الأبيض، استهدف ترامب بشكل مباشر، خلال اجتماع رسمي لحكام الولايات في البيت الأبيض، حاكمة ولاية ماين الديموقراطية جانيت ميلز، مهددا إياها بوقف التمويل الفدرالي عن ولايتها إذا لم تلتزم بأمره التنفيذي الذي يعيد تعريف المشاركة في الرياضات النسائية على أساس الجنس البيولوجي فقط.

ولم تتراجع ميلز أو تتردد في وجه تهديد ترامب، بل ردت بعبارة موجزة لكنها قوية: «أراك في المحكمة»، ما يظهر استعدادها للدخول في معركة قانونية طويلة مع الحكومة الفدرالية دفاعا عن سياساتها المحلية.

ورد ترامب على هذا التحدي بتهديد سياسي متوجها إلى ميلز بالقول: «استمتعي بحياتك بعد منصب الحاكم، لأنني لا أعتقد أنك ستبقين في الحياة السياسية».

ضد الحلفاء

على المستوى الخارجي واصل ترامب شن هجوم على حلفاء أميركا الغربيين، والدفاع عن مقاربته للحرب في أوكرانيا، التي يقول خبراء إنها تتبنى وجهة نظر وشروط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقال ترامب، في كلمة أمس الأول، إن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون «لم يفعلا أي شيء» لإنهاء الحرب في أوكرانيا، مضيفا أن مشاركة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في محادثات السلام حول الحرب بأوكرانيا «ليس أمراً مهماً جداً».

ويزور ستارمر وماكرون واشنطن هذا الأسبوع. وأمس الأول قال ماكرون إنه يعتزم تحذير ترامب من إظهار الضعف أمام بوتين. وكان ترامب، الذي يعتبر نفسه «رئيسا قويا» روج لسياسات السلام عبر القوة، لكن معلقين اعتبروا أن سياساته مع الرئيس الروسي حول حرب أوكرانيا أقرب الى «السلام عبر الضعف».

من ناحيته، حث وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو جميع أعضاء الأمم المتحدة على دعم مشروع قرار اقترحته الولايات المتحدة لرسم مسار السلام في الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

ولا يذكر الاقتراح موسكو بشكل صريح بأنها المعتدي، ولا يدعو إلى انسحاب القوات الروسية من أوكرانيا، كما يتعارض مع بيان مدعوم من أوروبا يطالب بالانسحاب الفوري لقوات موسكو من أوكرانيا ستصوت عليه الجمعية العامة للأمم المتحدة غدا الاثنين.

في سياق متصل، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن أشخاص مطلعين على الأمر أن الولايات المتحدة وأوكرانيا تقتربان من اتفاق يمنح الولايات المتحدة حقوقا قيمة في المعادن النادرة بأوكرانيا، وطالب ترامب بالحصول على ما يقرب من 50 في المئة من حقوق المعادن النادرة في أوكرانيا دون توضيح ما هو المقابل، وإذا كان ذلك يعني استمرار الدعم العسكري لأوكرانيا أم لا.

ونفت فرانس برس استعداد زيلينسكي للتوقيع على اي اتفاق.

وأمس الأول هدد ترامب كييف بـ «الكثير من المشكلات» في حال عدم قبول الاتفاق الذي رفضه زيلينسكي قبل أيام، مطالبا بضمانات أوضح.

back to top