موسكو تحذّر «الناتو» من تكرار كارثة أوكرانيا بمولدوفا

• بوتين يجتمع بقادة «الدول المستقلة»... وزيلينسكي يتهمه بتخويف الأوكرانيين بقصف خيرسون

نشر في 25-12-2022
آخر تحديث 24-12-2022 | 19:44
سيارات مشتعلة ودمار جراء قصف روسي على مدينة خيرسون جنوب أوكرانيا أمس (رويترز)
سيارات مشتعلة ودمار جراء قصف روسي على مدينة خيرسون جنوب أوكرانيا أمس (رويترز)
حذرت روسيا الدول الغربية بتحالف شمال الأطلسي «الناتو» من تكرار الأخطاء ذاتها، التي أدت إلى «كارثة أوكرانيا»، في التعامل مع مولدوفا، الجمهورية السوفياتية السابقة، في حين طالب مسؤول كبير في كييف بتدمير مصانع الأسلحة الإيرانية التي تستخدمها موسكو ضد بلاده واعتقال مورديها.

بعدما أبدى مسؤولون في مولدوفا رغبتهم بتعزيز القدرة الدفاعية للبلد الواقع بين أوكرانيا ورومانيا، بالحصول على الأسلحة اللازمة، حذّرت وزارة الخارجية الروسية من أن خطط حلف شمال الأطلسي «الناتو» لتسليح الجمهورية السوفياتية السابقة «كارثة حقيقية».

وقال نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل غالوزين، أمس، إن تكثيف التعاون بين عاصمة مولدوفا كيشيناو والدول الغربية ب «الناتو» في المجالين العسكري والتقني هو عامل يقوض أمن مولدوفا نفسها إلى حد كبير. كما رأى أن التجربة تؤكد أن الضخ المتهور للأسلحة الغربية إلى مولدوفا أو نشر وحدات «الناتو» على أراضيها، لا يضيف على الإطلاق إلى أمنها وسيادتها. على العكس، اعتبر المسؤول الروسي أن ذلك يجعلها تقترب من «الكارثة جداً»، مستشهداً بالتجربة الأوكرانية.

وكانت مولدوفا، مثل أوكرانيا، سابقاً جزءاً من الاتحاد السوفياتي حتى حل الرئيس السوفياتي ميخائيل غورباتشوف الدولة الشيوعية المترامية الأطراف في التسعينيات. وفاقمت العملية العسكرية الروسية على الأراضي الأوكرانية مخاوف مولدوفا التي تضم أراضيها شريط ترانسنيستريا الواقع شرق نهر دنيستر والذي يحكمه عسكر روس يطالبون بالانضمام إلى روسيا.

وأثار تقرب مولدوفا العلني من «الناتو» أخيراً وإعلان وزير دفاعها أناتولي نوساتي عن حاجة بلده لإنشاء نظام دفاع جوي، رغم عدم امتلاكها أموالاً لذلك، غضب موسكو التي بتوسيع دائرة الصراع في أوروبا الشرقية.

رابطة ومخاوف

في غضون ذلك، ذكر «الكرملين»، أن مدينة سان بطرسبرغ ستستضيف قمة «رابطة الدول المستقلة» غداً وبعد غد.وأوضح بيان ل «الكرملين»، أنه بمبادرة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سيعقد الاجتماع غير الرسمي، بهدف ايجاد دوافع إضافية لتعزيز التعاون بين دول الرابطة، وروسيا وبيلاروس. وجاء ذلك في وقت لم يستبعد رئيس جهاز المخابرات العسكرية الأوكرانية كريلو بودانوف، شن القوات الروسية هجوماً جديداً على أوكرانيا انطلاقاً من بيلاروس، لكنه أكد عدم وجود أي أدلة تدعم ذلك.

تخويف خيرسون

ومع تواصل القتال على عدة جبهات بشرق وجنوب شرق أوكرانيا، أدان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس، ما اعتبره «عملاًَ إرهابياً روسياً هدفه تخويف الأوكرانيين» إثر قصف استهدف وسط مدينة خيرسون وأودى بحياة خمسة أشخاص وجرح عشرين آخرين.

وقال زيلينسكي: «السبت صباحاً عشية عيد الميلاد في وسط المدينة. ليست منشآت عسكرية. ليست حرباً وفق ما هو متعارف عليه. هو إرهاب وقتل للتخويف والتلذذ» بالقتل.

وأضاف: «لا بدّ من أن يرى العالم ويفهم ما هو الشرّ المطلق الذي نناضل ضدّه». وتابع: «هو واقع حال أوكرانيا والأوكرانيين» منذ عشرة أشهر من الحرب. وباتت خيرسون منذ استعادتها من الروس بهجوم أوكراني واسع موضع قصف روسي منتظم.

في السياق، أعلنت هيئة الأركان العامة الأوكرانية أن قواتها المسلحة، قتلت منذ بدء الغزو الروسي، حوالي 101 ألف و430 جندياً روسياً، من بينهم 480 أمس الأول.

في هذه الأثناء، طالب ميخائيلو بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني بتصفية المصانع الإيرانية التي تصنع طائرات مسيرة وصواريخ، والقبض على موردي تلك الأسلحة التي تتهم كييف موسكو باستخدامها ضد أهداف مدنية على أراضيها.

بروكسل تقدم 18 مليار يورو لأوكرانيا وواشنطن تتهكم على زلة الرئيس الروسي

ودعا المسؤول الأوكراني الكبير عبر «تويتر»، إن تشديد عقوبات طهران والتخلي عن العقوبات غير الفعالة ضد الجمهورية الإسلامية التي تتهمها الولايات المتحدة والدول الأوروبية بالاستعداد لمد موسكو بالمزيد من الصواريخ والطائرات المسيرة «الدرون» لدعم حملتها ضد أوكرانيا. وفي وقت سابق، أعلن سلاح الجو الأوكراني أنه دمر عشرات المسيرات الإيرانية منذ منتصف سبتمبر الماضي، فيما نفت طهران مرارا تزويد موسكو بأسلحة لدعم غزوها الذي بدأ في 24 فبراير الماضي.

نقص ومساعدات

وغداة اجتماع الرئيس الروسي، في مدينة تولا، التي يطلق عليها «مدينة البنادق»، مع رؤساء شركات تصنيع السلاح ل «مناقشة المشاكل» المتعلقة بتزويد الجيش الروسي بالأسلحة، رجحت وزارة الدفاع البريطانية أن يكون «النقص في الذخائر والصواريخ الكروز» هو العامل الرئيسي الذي يحد من العمليات الهجومية الروسية على أوكرانيا في الوقت الحالي.

غير أن الوزارة قالت إن موسكو عززت قوتها في أوكرانيا بعشرات الآلاف من جنود الاحتياط منذ أكتوبر الماضي.

من جانب آخر، أفادت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين بأن جميع دول الاتحاد الأوروبي وافقت على اقتراح للمفوضية لتقديم 18 مليار يورو من المساعدات المالية الكلية إلى أوكرانيا العام المقبل. وأضافت أن «صرف الأموال بانتظام لكييف سيسهم في القيام بالإصلاحات العاجلة ويمهد الطريق لإعادة الإعمار»، مؤكدة أن إعادة الإعمار ستضع أوكرانيا على طريق الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وأشارت رئيس المفوضية إلى أن الاتحاد الأوروبي قدم أكثر من 19 مليار يورو لدعم أوكرانيا هذا العام.

زلة لسان

وأمس الأول، دعا متحدث باسم الخارجية الأميركية الرئيس الروسي إلى «الاعتراف بالواقع وسحب جيشه من أوكرانيا» بعد وصفه أخيراً النزاع هناك بأنه حرب. ورأى مسؤول أميركي أن كلمة حرب تمثل «زلة لسان» لبوتين الذي دأب على وصف المعارك بأنها عملية عسكرية خاصة تشنها بلده لحفظ أمنها القومي.

back to top