«العائلة الحزينة» أسعدت الجمهور والنقاد بمهرجان أيام المسرح للشباب

استمتع الحضور في مهرجان أيام المسرح للشباب في دورته الـ 15، أمس الأول، بعرض مسرحية «العائلة الحزينة» في ثالث أيامه، والذي نجحت من خلاله المخرجة أسرار الدوسري في فك رموز النص الصربي للكاتب برانيسلاف نوشيتش، حيث تصدَّت لإعداد وإخراج المسرحية، كما شاركت في بطولتها، إلى جانب الفنانين: علي الحديدي، ويحيى الحراصي، وعلي المهيني، ومشاري المجيبل. والعمل من إنتاج شركة كام ميديا.

واستطاعت الدوسري، في تجربتها الإخراجية الأولى (العائلة الحزينة)، إسعاد الجمهور والنقاد، وتقديم نفسها بقوة، من خلال نص معقد ويحتمل الكثير من العمق، لكن معالجتها للنص جاءت سلسة ومباشرة بأدوات مسرحية مكتملة، ما جعل العرض يعبر إلى الجمهور ويصل إليهم بسهولة ومتعة، وهي معادلة صعبة تمكنت منها، وكانت سبباً في أن يحظى عرضها بإشادة الجمهور والنقاد.

تناولت المسرحية قضية الطمع في الثروة، والجشع، والأنانية، من خلال قصة عائلة يتوفى فيها أحد الأثرياء، وبعد فتح وصيته تبدأ الصراعات حول رغبة كل واحد فيهم للاستيلاء على الثروة لنفسه، من دون أن يعبأ بحق الآخرين، لكن المفارقة أو المفاجأة في النص هي تعرُّض العائلة كلها للتسمم على يد الخادم، الذي يطمع هو الآخر في الثروة لنفسه.

وعقب انتهاء العرض أُقيمت ندوة تطبيقية في قاعة الندوات بمسرح الدسمة، بحضور فريق المسرحية ومخرجة العمل أسرار الدوسري، أدارتها الكاتبة فلول الفيلكاوي، بحضور رئيس المهرجان د. محمد المزعل، وعدد من ضيوف المهرجان والجمهور.

استهل الحديث الناقد عبدالكريم الهاجري، مؤكداً أهمية النقد البنَّاء الذي يدعم الجهود الشبابية، ويشجعها نحو تقديم الأفضل، لافتاً إلى أن هذا النص سبق أن قدَّمه المخرج عبدالعزيز صفر، إلا أن الدوسري قدَّمته برؤية مختلفة وأكثر حداثة.

وفي رده، قال المخرج عبدالعزيز صفر: «أوجه للمخرجة أسرار الدوسري تحية على مجهودها المتميز، فنص (العائلة الحزينة) من النصوص الصعبة، لكنها نجحت في تقديمه بشكل مناسب. إقدامها على هذه التجربة إنجاز بحد ذاته، لذلك يجب ألا تكون هناك عوائق أمام الطموح، وأتمنى أن يدعم الشباب جميع المواهب التي تسعى إلى تقديم الأفضل».

من جهته، أكد الناقد عبدالله شموه أنه لأول مرة يشاهد عملاً يتمتع بهذا التماسك من البداية إلى النهاية، حيث «بدت جميع العناصر متكاملة، فالإضاءة انسجمت مع المشاهد، والأزياء عبَّرت عن الشخصيات من خلال ألوانها، كما تم توظيف الديكور بشكل مناسب. كذلك الأداء التمثيلي كان لافتاً، ولكل شخصية مسار واضح. النص كان جميلاً، ويحمل قضية هادفة. أما الإخراج، فقد نجح في إيصال رؤية العمل إلى الجمهور».

بدورها، شكرت د. نرمين الحوطي المخرجة على ما قدَّمته من عمل متميز، وقالت: «أعرف جيداً أعمال المخرج عبدالعزيز صفر، وأدرك مدى صعوبة تقديم رؤية جديدة لعمل سبق تنفيذه، لكن أسرار تجاوزت هذا التحدي بنجاح. الأزياء حملت دلالات معبِّرة، وتم توظيفها بذكاء. شكراً أسرار، وأرفع لك القبعة».

من ناحيته، أشاد الفنان عبدالعزيز بهبهاني بجهود الفريق، وأداء الممثلين، والمخرجة، الذي وصفه بالرائع.

وفي ختام الندوة، قالت الدوسري: «كانت تجربة جميلة وممتعة، استمتعت بكل لحظة من البروفات، حتى العرض. لقد أحببت هذا النص كثيراً، وكان تقديمه بمنزلة رحلة فنية ثرية بالنسبة لي».