أكراد سورية يقررون الاعتراف بالشرع والاندماج في الدولة
أفضى اجتماع كردي ثلاثي، ضم قوات سورية الديموقراطية (قسد) ومجلس سورية الديموقراطية (مسد) والإدارة الذاتية للأكراد في شمال شرقي سورية، إلى تفاهم بشأن رؤية موحدة حول مستقبل سورية، والموقف من المرحلة الجديدة التي دخلتها البلاد بقيادة الرئيس أحمد الشرع.
وذكر قائد فصيل لواء «الشمال الديموقراطي»، المنضوي في صفوف «قسد»، عبسي الطه، المعروف بـ «أبو عمر الإدلبي»، أن الاجتماع، الذي عقد ليل الاثنين ـ الثلاثاء، تضمن تفاهمات كردية مهمة بهدف تعزيز التعاون والاستقرار في سورية.
وبحسب الإدلبي، تم الاتفاق على دمج المؤسسات العسكرية والأمنية التابعة لـ «قسد»، والمدعومة من القوات الأميركية التي تقود التحالف الدولي ضد «داعش»، مع المؤسسات الأمنية التابعة للإدارة الذاتية، ضمن هيكلية الجيش السوري الجديد، مبينا أن الخطوة تهدف إلى «توحيد الجهود وتعزيز القوة الوطنية، إلى جانب إعادة تفعيل المؤسسات المدنية والخدمية التابعة للدولة في شمال وشرق سورية».
ودعا اللقاء الكردي الرئيس السوري المؤقت إلى زيارة شمال شرق البلاد، ورفع مستوى التنسيق بين الجانبين حول القضايا الوطنية، إضافة إلى تأكيد وحدة سورية، وإعادة النازحين من كل المخيمات إلى مدنهم ومناطقهم وقراهم مع توفير الظروف الملائمة لحياتهم.
كما تم تأكيد «ضرورة انسحاب جميع المقاتلين غير السوريين من صفوف قوات قسد، ومنطقة شمال وشرق سورية، بهدف تعزيز السيادة الوطنية والاستقرار»، في محاولة على ما يبدو لتهدئة المخاوف التركية بشأن وجود عناصر تتبع حزب العمال الكردستاني الكردي التركي المتمرد بمناطق شمال سورية الخاضعة للإدارة الذاتية الكردية ـ السورية.
وعن آليات تنفيذ البنود المتفق عليها، أوضح الإدلبي أنه «تم تشكيل لجان مشتركة من كل الأطراف، لوضع خطط وآليات تنفيذية لضمان تطبيق البنود بشكل فعال».
وجاء ترتيب البيت الكردي الداخلي في وقت هنأ القائد العام لـ «قسد»، مظلوم عبدي، رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع بتوليه المنصب، مشدداً على أهمية تعزيز التواصل بين جميع السوريين، وأن يتمكن الرئيس الجديد من قيادة البلاد خلال هذه الفترة الحساسة.
وحول المفاوضات مع دمشق، أوضح عبدي أن الجهود مستمرة لتهيئة أرضية مناسبة للتفاهم، معتبراً أن «الحوار الجاد والهادف، هو السبيل الأمثل للتوصل إلى حلول تحقق المصلحة الوطنية العليا»، مضيفا أن هناك نقاط اتفاق قائمة مع دمشق، بينما لا تزال بعض القضايا قيد النقاش، وأكد التزام «قسد» بـ «وحدة سورية على أساس العدالة والمساواة بين جميع السوريين، بعيداً عن التمييز أو المحاصصة».
وجاء ذلك بعد أن أحجمت القوى الكردية عن إعلان قبول تنصيب الشرع رئيساً للبلاد من قبل الفصائل التي سيطرت على دمشق عقب فرار بشار الأسد مطلع ديسمبر الماضي.
إلى ذلك، أعلن المبعوث الأممي الخاص غير بيدرسون استعداده للعودة إلى دمشق، بهدف مواصلة اتصالاته مع مسؤولي الحكومة السورية وممثلين عن مختلف شرائح المجتمع، من أجل دفع «عملية سياسية شاملة بقيادة سورية وبدعم من المجتمع الدولي»، تزامنا مع انطلاق الاستعدادات لمؤتمر الحوار الوطني بعد تشكيل لجنة تحضيرية.
ميدانياً، استهدفت عناصر تابعة لـ «فلول النظام» حاجزا أمنيا بالأسلحة الرشاشة والـ «آر بي جي» بهجوم فاشل قرب قاعدة حميميم الروسية في مدينة جبلة باللاذقية بعد 48 ساعة من زيارة الشرع للمحافظة الساحلية.
على صعيد منفصل، توغلت قوة إسرائيلية جديدة بوساطة 5 آليات حتى أطراف بلدة بريقة بريف القنيطرة الجنوبي، في إطار ما تصفه الدولة العبرية بـ «إعادة تنظيم منطقة العزل»، عبر بناء ما يصل إلى 9 مواقع عسكرية متقدمة في الجولان المحتل.