«الطنبورة»... سحر الأداء يكشف عن جنية

• عرض مسرحي استحوذ على جمهور مهرجان أيام المسرح للشباب

نشر في 19-02-2025
آخر تحديث 18-02-2025 | 19:49
جانب من عرض المسرحية
جانب من عرض المسرحية

استمتع جمهور مهرجان أيام المسرح للشباب الخامس عشر، أمس الأول، بعرض مسرحي إبداعي باقتدار، صنعه وأجاد حبكته المخرج شملان هاني النصار، الذي نجح في وضع بصمة إخراجية توحي بميلاد نجم صاعد ولامع يخطف الأنظار على خشبة المسرح، ويقتنص الاهتمام والإعجاب والتصفيق وسط منافسة محتدمة وعروض لا تقل قوة ولا إتقانا عن عرض مسرحيته «الطنبورة» التي استحوذت على وجدان الجمهور خلال العرض على مسرح الدسمة وحققت نجاحا لافتا.

وتناولت المسرحية حكايات الجن والسحر الساكنة في الأعماق، إسقاطا على السلطة ومحاولاتها للسيطرة على الناس، بأسلوب عرض مسرحي موسيقي، وتم ربط القصة في سياق خيالي بتفاصيل وخيوط محكمة تقنع المشاهد بمنطقية العرض رغم بعده عن الواقعية كثيرا، وهو أحد عناصر نجاح العرض الذي أقنع الجمهور بما وراء الخيال في أجواء من المتعة البصرية والسمعية، وساهم في ذلك الأداء المتقن للممثلين، كالفنان أحمد بن حسين الذي جسد دور سالم الذي عشقته الجنية التي سكنت «الطنبورة» المسحورة، فاستحوذت عليه وانتزعته من حبّه الوحيد، كما شارك في المسرحية مجموعة من الفنانين، منهم مشعل شايع وأحلام التميمي وميليني بريرا وآمنة العبدالله وغيرهم، ومن تأليف إبراهيم عبدالرحيم.

وتميز العرض بصورة مسرحية غير معتادة تلفت الانتباه، ثم تستحوذ عليه حتى نهاية العرض، وهو ما يؤكد قدرات الشملان على الإمساك بخيوط العرض المسرحي، حيث استغل عناصر السينوغرافيا في خلق حالة من متعة المشاهدة، مدعوما بعناصر الأزياء والموسيقى والإضاءة والمؤثرات الصوتية، وغيرها من العناصر التي رسخت المشهد السحري للعرض ونجحت في سحر الجمهور بتفاصيله.

وفي أعقاب العرض أُقيمت الندوة التطبيقية لمسرحية «الطنبورة» لفرقة كاتويل للإنتاج الفني، بحضور المخرج وفريق عمل المسرحية، وأدارتها الكاتبة فلول الفيلكاوي، بحضور رئيس المهرجان د. محمد المزعل، وعدد من ضيوف المهرجان والجمهور.

من جانبه، أشاد المزعل بقدرة المخرج شملان النصار على إدارة المجاميع، وشكر القائمين على العرض، كما أشاد الفنان عبدالله التركماني بالعرض قائلا: «سعيد بوجود فرقة خاصة تشارك في المهرجان، وأتذكر يوم كنت في يوم من الأيام في موقع المخرج شملان النصار، وأستمع إلى الملاحظات وأتقبّلها بصدر رحب، ولكن لاحظت وجود مشكلة في النص وخلل في الإضاءة، فهل كان النص مكتوبا بهذا الشكل، أم أن هناك تعديلات طرأت عليه خلال التنفيذ؟».

وقالت الفنانة فاطمة الشروقي إن أهم ما يحتاجه الممثل هو المصداقية في الأداء، موضحة أنها لم تتأثر بمشهد الأم التي فقدت ابنها، وأن المكياج لم يكن مناسبا لطبيعة العمل التراثي، من حيث المكياج الزائد الذي لم يتسق مع روح المسرحية.

وأشار الناقد عبدالله شموه إلى أنها تجربة جميلة، لكن الإضاءة لم تعبّر بوضوح عن أماكن المشاهد، مثل السفينة والبحر والفريج، والأزياء كانت متشابهة، والديكور كان بسيطا، وأداء بعض الممثلين لم يكن بالقوة المطلوبة.

وذكر الفنان د. هاني النصار أن «الطنبورة» كانت رمزا للسلطة، حيث سعى الجميع إلى السيطرة عليها، مؤكدا أهمية أن يستمع المخرج إلى ملاحظات ونصائح المعقبين.

ورد المخرج شملان النصار بأنه سيأخذ جميع الملاحظات بعين الاعتبار، معربا عن سعادته بالمشاركة في المهرجان، واعتبر أن «الطنبورة» كانت تجربة جديدة ومختلفة، حيث حاول تقديم العمل التراثي برؤية حديثة مع الحفاظ على الهوية.

back to top