قولوا لهم لا تقبلوا

نشر في 17-02-2025
آخر تحديث 16-02-2025 | 20:21
 عبداللطيف الدعيج

أعتقد أن الملك عبدالله، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، لم يكن مُوفقاً في زيارته للولايات المتحدة. والتوفيق، وبالأحرى عدمه هنا، يعود بالدرجة الأساسية إلى توقيت الزيارة، فالملك قام بزيارته في وقت لم يتبلور أو يتحدَّد موقف عربي موحَّد ومُتضامن تجاه الغطرسة التي أبداها الرئيس الأميركي.

زيارة الملك كان من المكن أن تكون أكثر إيجابية وتأثيراً لو أنها تمَّت بعد انعقاد القمة العربية المتوقعة، للرد على «الاقتراح» أو التنمُّر الأميركي بشأن تهجير أهالي غزة.

الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي كان أكثر استيعاباً ومواكبةً للأحداث، حينما قرَّر تأجيل زيارته، والانتظار لما سيُفصح عنه لقاء القمة العربية القادمة في أواخر الشهر الجاري. أي أن الرئيس السيسي سيذهب إلى واشنطن وهو على الأقل إلى حدٍّ ما يعلم ما له وما عليه، فزيارته ستأتي بعد انجلاء الموقف العربي العام، وبعد وضوح المواقف الحقيقية، وربما العملية، للدول العربية، أي أن الرئيس السيسي سيذهب ليتحدَّث بلسان الدول العربية، وليس بلسانه وحده.

ومَنْ يدري، فقد يُسفر مؤتمر القمة، المزمع عقده أواخر الشهر، عن موقف عربي صلب قد يجعل من لقاء الرئيس السيسي أو أي مسؤول عربي بالمتنمرين الأميركان موقفاً صلباً ومستنداً إلى دعم عربي قد يكون كافياً لأن يُملي المسؤول العربي - أياً كان- إرادته على الرئيس الأميركي.

إننا نتوقع، أو في الواقع نأمل، أن يُسفر اللقاء العربي عن اتفاق لدعم الدول المعنية بمشروع تهجير الفلسطينيين، والتي تُهدَّد بوقف المساعدات الأميركية أو الغربية عنها، والتكفل بتعويضها في حال قالت «لا» عمَّا يمكن أن تفقده من مساعدات أو دعم مالي دولي.

الرئيس الأميركي أعلن بثقة مراراً أن مصر والأردن سيقبلان باستقبال الفلسطينيين المهجَّرين أو المنفيين من غزة... قالها بكل ثقة «سيقبلون».

المطلوب موقف عربي يقول عملياً وواقعياً لزعماء مصر والأردن «لا تقبلوا»، والعرب، كل العرب، سيدفعون ثمن رفضكم.

back to top