الكويت مركزاً إقليمياً للتقنيات الرقمية

نشر في 17-02-2025
آخر تحديث 16-02-2025 | 18:52
 د. محمد الدويهيس

خلال كلمته في القمة العالمية للحكومات في إمارة دبي بدولة الإمارات، أكد رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ أحمد العبدالله أن هذه القمة تمثل فرصة لتعزيز التعاون الدولي وتطوير حلول مبتكرة لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين، حيث إنها تشكل منصة عالمية ومنبراً للحوار الهادف وفرصة لتوحيد جهود الدول نحو مستقبل واعد للحكومات، لتكون قادرة على توفير خيارات متعددة للمواطنين لتحسين جودة الحياة، مضيفاً أن الاقتصاد العالمي يتجه نحو مرحلة جديدة من التحولات العميقة والتي ستؤدي دورًا محوريًا في رسم معالم الاقتصاد العالمي، خاصة في ظل التوجهات المستقبلية للولايات المتحدة بإدارة الرئيس ترامب التي تفرض مسؤوليات كبرى تستدعي تطوير شراكات دولية قوية، وتبنّي سياسات قادرة على تجاوز الأزمات بكفاءة تضمن تحقيق الازدهار والنمو المستدام.

وخلال القمة العالمية للحكومات في دبي، استعرض العبدالله رؤية الكويت التنموية موضحاً أن الكويت قد وضعت رؤية تنموية متكاملة تهدف إلى تحقيق نقلة نوعية في مسارات التنمية المستدامة، وتعزيز التنوع الاقتصادي، وضمان الاستقرار المالي، استناداً إلى خطط استراتيجية طموحة تهدف إلى تنويع مصادر الدخل الوطني من خلال إشراك القطاع الخاص وخلق فرص لتوظيف وتدريب الكوادر الكويتية، فضلاً عن خلق مشاريع الدولة الكبرى وتطوير البنية التحتية بما يتسق مع رؤية الكويت 2025، مشيراً إلى مشروع ميناء مبارك الكبير، الذي يُعد من بين أضخم المشاريع الاقتصادية التي تهدف إلى تعزيز التجارة والاستثمار، وجعل الكويت مركزا لوجستيا عالميا.

ومن زاوية أخرى فقد تطرّق سموه لأهمية الذكاء الاصطناعي، مشيرا إلى أن الذكاء الاصطناعي سيكون القوة الدافعة الرئيسية في مختلف المجالات، ولم يعد مجرد تقنية مستقبلية، بل أصبح واقعا يفرض تحديات وفرصا تستدعي تعزيز التعاون بين الحكومات لتبني رؤية موحدة بينها لاستخدام هذه التقنيات بما يخدم الإنسانية، مما يستدعي تطوير استراتيجيات متقدمة لمواكبته والاستفادة من إمكاناته وتطوير المنظومة الرقمية وتعزيز البنية التكنولوجية لبناء مستقبل يرتكز على التقنيات المتطورة.

وكشف سموه أنه من أجل تطوير المنظومة الرقمية وتعزيز البنية التكنولوجية وتجسيد رؤية الكويت الطموحة لبناء مستقبل يرتكز على التقنيات المتطورة، فقد تم إبرام الاتفاقية الاستراتيجية بين دولة الكويت وشركة Cloud Google، والتي تمثل خطوة جادة باتجاه التحول الرقمي وتبسيط إجراءات ورفع كفاءة الخدمات الحكومية، من خلال إنشاء مراكز بيانات متقدمة تدعم رؤية الكويت نحو التحول إلى مركز إقليمي للتقنيات الرقمية، مشيرا إلى أن هذه المراكز ستسهم في رفع كفاءة القطاعات الحكومية والخاصة، ودعم الاقتصاد الرقمي بدولة الكويت.

ومن زاوية أخرى، فقد أشار سموه إلى الشراكة المتميزة مع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) لرسم خريطة طريق ترمي لتطوير المناهج والنهوض بالتعليم بعد إتمام عملية التقييم الشامل لمختلف مراحل التعليم العام في الكويت. وفي الصدد ذاته، حرصت الكويت على إبرام شراكات واتفاقيات تهدف إلى تمكين القطاعات الحيوية بتقنيات الذكاء الاصطناعي، والعمل على دمجها مع العديد من القطاعات التشغيلية، وعلى رأسها القطاع الصحي، حيث أطلقت مشروع «كويت صحة» بهدف الارتقاء بجودة المنظومة الصحية الرقمية في الكويت وتوفير أعلى مستويات الجودة في الرعاية الصحية، وإنشاء مركز الكويت الوطني لأبحاث الفضاء بجامعة الكويت بالتعاون مع مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، لإبراز إمكانات العلوم والتكنولوجيا والابتكار ورفد الجهود لتعزيز القدرة التنافسية للكفاءات الوطنية المتخصصة.

ولا يفوتنا أن نلفت إلى أن سموه قد شدد على أن الحكومة تواصل جهودها لتحسين الأداء الحكومي ومكافحة الفساد وتعزيز النزاهة والشفافية، وإرساء مبادئ الحوكمة، من خلال تطوير قوانين مكافحة غسل الأموال.

واستخلاصاً لما سبق ذكره، فإن كلمة سمو رئيس الوزراء في القمة العالمية للحكومات في إمارة كشفت عن التوجهات المستقبلية لدولة الكويت في مرحلة الإصلاح والتغيير، وأكدت أهمية جعل الكويت مركزاً إقليمياً للتقنيات الرقمية، فضلاً عن العمل لجعل الكويت مركزا لوجستياً عالمياً.

ودمتم سالمين.

back to top