أوروبا تنتفض ضد انتقادات وتدخلات نائب ترامب «المزعجة»

• واشنطن تريد نصف معادن أوكرانيا مقابل
• استمرار الدعم... وزيلينسكي يطلب ضمانات

نشر في 15-02-2025
آخر تحديث 15-02-2025 | 19:57
اليمين الألماني المتشدد خلال تظاهرة خارج مؤتمر ميونيخ أمس الأول (رويترز)
اليمين الألماني المتشدد خلال تظاهرة خارج مؤتمر ميونيخ أمس الأول (رويترز)

أثار خطاب نائب رئيس الأميركي، جي دي فانس، أمام مؤتمر ميونيخ للأمن، أمس الأول، ردود فعل قوية من قبل الدول الأوروبية، خصوصاً المانيا وفرنسا، محركي الاتحاد الأوروبي الرئيسيين، بعد أن دعا نائب دونالد ترامب الى فتح الباب أمام أحزاب اليمين المتشدد للوصول والمشاركة في السلطة، متهماً الدول الأوروبية بتقييد حرية التعبير، فيما تجنب التركيز على التهديدات الجيوسياسية، خصوصا تلك القادمة من روسيا، في وقت يحذر الأوروبيون من «صفقة قذرة» بين إدارة ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين على حساب اوكرانيا.

وبعد أن وصف خطاب فانس بأنه «مزعج»، رفض المستشار الألماني الديمقراطي الاشتراكي أولاف شولتس، أمس، أي تدخل أجنبي في السياسة الألمانية بما في ذلك الانتخابات.

وفي حديثه على نفس المنصة في مؤتمر ميونيخ، الذي يعد أهم مؤتمر أمني عبر الأطلسي، دافع شولتس عن المحرمات التي تفرضها ألمانيا ضد العمل مع اليمين المتطرف، موضحاً أن حزب «البديل من أجل ألمانيا» الذي يروّج له فانس، وايلون ماسك أغنى شخص في العالم وأحد المقربين من ترامب، يقلل من فداحة النازية وجرائمها الوحشية.

يشار إلى أن الأحزاب الألمانية الرئيسية أعلنت أنها لن تتعامل مع حزب «البديل» الذي وضعته استطلاعات الرأي في المرتبة الثانية قبل الانتخابات المقررة في 23 الجاري، بنسبة تأييد بلغت نحو 20 في المئة.

وكان فانس انتقد عزل «البديل»، وقال: «ليس هناك مجال لجدران حماية». وبدلا من أن يلتقي شولتس، اختار فانس وهو محافظ قومي شعبوي، لقاء زعيمة «البديل» أليس فايدل.

وفي باريس، ندد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، أمس، بانتقادات فانس بشأن الديموقراطية وكذلك الهجرة، مشددا على أن «حرية التعبير مضمونة في أوروبا».

وكتب بارو قبل كلمة في مؤتمر ميونيخ: «لا أحد ملزم باعتماد نموذجنا. لكن لا أحد يمكنه فرض نموذجه علينا».

وحث فانس الدول الأوروبية، بما فيها ألمانيا، على تغيير مسارها بشأن الهجرة، قائلا: «لم يذهب أي ناخب بهذه القارة لصناديق الاقتراع لفتح الأبواب أمام المهاجرين».

وبدلا من إعادة التوازن الى الخطاب الدبلوماسي الأميركي، فضّل ترامب دعم نائبه، وقال رداً على سؤال للصحافيين عن خطاب فانس: «لقد استمعت إلى الخطاب الذي تحدث فيه عن حرية التعبير وأعتقد أنه صحيح... في أوروبا، يفقدون حقهم الرائع في حرية التعبير. أرى ذلك».

جاءت انتقادات فانس، فيما لايزال الاوروبيون تحت هول صدمة الاتصال الذي جرى بين ترامب وبوتين حول اوكرانيا والذي عزز الشكوك في أن الإدارة الاميركية الحالية تفضل عقد «صفقة قذرة» لإنهاء الحرب في اوكرانيا، حتى لو كان ذلك على حساب كييف، التي تتعرض أصلا لضغوط اميركية لـ «منح» واشنطن حق «ملكية» نصف معادنها في باطن الأرض، وذلك مقابل المساعدات التي أرسلتها إدارة الرئيس السابق جو بايدن لكييف.

وقال شولتس أمس «لن يكون هناك سلام إلا بضمان سيادة أوكرانيا». وأضاف «بالتالي فإن سلاما مفروضا لن ينال دعمنا إطلاقا». وتابع: «كما لن نقبل أي حل يؤدي إلى فصل الأمن الأوروبي والأميركي. شخص واحد فقط سيستفيد من هذا: الرئيس بوتين». وكانت روسيا رفضت دعوات الأوروبيين لإشراكهم في المفاوضات وسط صمت أميركي.

ويبدو أن اللقاء الذي جرى أمس الأول بين فانس والرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي سار على نحو غير جيد، حيث تمسك الجانب الأوكراني بمطالبته بالانضمام الى حلف الناتو. وكان وزير الدفاع الأميركي المثير للجدل بيت هيغسيث وصف قبل أيام هذا الطلب بأنه غير واقعي.

وفي كلمته امام مؤتمر ميونيخ أمس قال زيلينسكي إن الوقت قد حان لتشكيل «قوات مسلحة أوروبية»، وأنه لا يرى أي إشارات سلام من موسكو، داعياً شركاء بلاده الغربيين إلى التفكير فيما يجب فعله قبل الهجوم المحتمل التالي لبوتين.

وذكر زيلينسكي أن فانس أوضح أن عقوداً من العلاقات القديمة بين أوروبا وأميركا تقترب من نهايتها، وان ترامب يعتزم تقليص المساهمة الأميركية في الدفاع عن أوروبا. ونقلت قناة «ان بي سي» الأميركية الإخبارية عن مسؤولين أميركيين أن وزير الخزانة الأميركي قدم بالفعل مقترحا لزيلينسكي بامتلاك نصف المعادن الأرضية بأوكرانيا، مضيفة أن الرئيس الأوكراني يؤيد منذ فترة فكرة تبادل الموارد الحيوية مقابل استمرار الدعم الأميركي، لكنه رفض التوقيع على الوثيقة، وقال إنه بحاجة لدراستها والتشاور مع آخرين.

وأشارت «ان بي سي» إلى أن «الكثير من المعادن الأوكرانية تقع في مناطق تسيطر عليها الآن القوات الروسية»، فيما نقلت صحيفة «فايننشال تايمز» عن مصادر مطلعة قولها إن «زيلينسكي يريد ضمانات أمنية أميركية وأوروبية ترتبط بأي اتفاق بشأن معادن أوكرانيا».

back to top