إيران تقيّم استعداداتها لمواجهة ضربة ضد «النووي»
• ترجيحات باستهداف مخازن اليورانيوم وتجنب خطر قصف «بوشهر»
• خامنئي يرفض مطالب لاختبار سلاح ذري فعلياً أو بمحاكاة إلكترونية
بعد تلويح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإمكانية أن توجِّه إسرائيل ضربة إلى البرنامج النووي الإيراني في حال عدم التوصل إلى اتفاق بين واشنطن وإيران يعالج مسألة ملف طهران النووي وباقي الملفات الخلافية، كشف مصدر في المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية لـ «الجريدة»، أن رئيس المنظمة محمد إسلامي، أعد تقريراً شاملاً يقيّم فيه وضع البرنامج النووي في ضوء مخاطر تعرض المنشآت النووية لهجوم من إسرائيل بمشاركة أو بدعم من الولايات المتحدة.
وقال المصدر إن إسلامي أكد، في التقرير الذي رفعه أخيراً إلى المرشد الأعلى علي خامنئي والرئيس مسعود بزشكيان، أن إيران باتت لديها التكنولوجيا اللازمة لتصنيع أسلحة نووية إذا ما اقتضت الحاجة، والأمر يحتاج إلى قرار سياسي فقط.
وشدد التقرير على أن المنظمة المعنية بالأنشطة النووية الإيرانية، لم تتخذ أي خطوات لتصنيع أسلحة أو رؤوساً نووية، التزاماً بفتوى خامنئي التي تحرم إنتاج هذه الأسلحة، لكنها باتت أخيراً تمتلك التكنولوجيا اللازمة لإجراء محاكاة إلكترونية لتصنيع سلاح نووي.
وأكد أن إسرائيل والولايات المتحدة لن يكون بإمكانهما تدمير المنشآت النووية الإيرانية في هجوم خاطف، بل تحتاجان إلى سلسلة عمليات واسعة تمتد فترات متوسطة أو طويلة، وسيكون عليهما مواجهة استعدادات ومفاجآت القوات المسلحة الإيرانية للدفاع عن هذه المنشآت.
وحذر من أن الهجوم المحتمل قد يستهدف مخازن اليورانيوم عالي التخصيب المكشوفة مبدئياً، باعتبار إيران ملتزمة بإبلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأماكنها فضلاً عن نسب تخصيب اليورانيوم والكميات المخصبة بشكل مستمر، ويقوم مفتشو المنظمة دورياً بالتأكد من صحة تلك المعلومات.
ولفت إلى أن الخطر على المدنيين سواء في إيران أو في الدول المجاورة الناجم عن استهداف هذه المخازن، يبقى مرتفعاً جداً رغم أنها بُنيت في أعماق الأرض.
وأضاف أن التقرير استبعد استهداف محطة بوشهر النووية، لأن الإشعاعات التي يمكن أن تتسرب منها ستؤثر على دول خليجية وعلى القوات الأميركية المنتشرة في المنطقة، وبالتالي يُرجَّح أن تكون مخازن اليورانيوم الهدف الرئيسي للهجوم.
وقال المصدر إنه بعد الاطلاع على التقرير، وجّه خامنئي بإخفاء اليورانيوم المخصب بعيداً عن أعين «الوكالة الذرية» التابعة للأمم المتحدة، ونسخ أرشيف البرنامج النووي وتوزيع نسخ متعددة منه على أماكن سرية، لتجنب ضياعه في أي قصف محتمل.
وأكد أنه رغم ضغوط الحرس الثوري، رفض خامنئي مجدداً السماح بإجراء تجربة نووية عملية أو حتى محاكاة إلكترونية لتجربة نووية، معتبراً أن اللجوء إلى مثل هذا الخيار يكون فقط في حال وجود خطر وجودي على الأمن القومي الإيراني، وأن الأمور لم تصل بعد إلى هذا الحد.
تقرير استخباري أميركي: ضربة إسرائيلية خلال 6 أشهر
ذكرت صحيفتا واشنطن بوست و«وول ستريت جورنال» أن التقييمات الاستخباراتية الأميركية تشير إلى أن إسرائيل قد تشن هجوماً استباقياً على المنشآت النووية الإيرانية خلال الأشهر المقبلة، وتتطلع إلى دعم أميركي.
وذكرت «واشنطن بوست» أن تقريراً استخباراتياً أميركياً صادراً في يناير أشار إلى تحديد إطار زمني لعملية إسرائيلية محتملة في غضون 6 أشهر. ونقلت عن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، راين هيوز، أن «الرئيس ترامب أعلن بوضوح أنه لن يسمح لإيران بالحصول على سلاح نووي»، مضيفة: «وعلى الرغم من أن ترامب يفضل حل القضايا المستمرة بين الولايات المتحدة والنظام الإيراني عبر التفاوض، فإنه إذا لم تكن طهران مستعدة للتفاوض فإن الرئيس لن ينتظر طويلاً».
ونقلت الصحيفة عن التقرير وجود سيناريوهين للهجوم تحتاج فيهما إسرائيل إلى دعم الولايات المتحدة من خلال تزويد المقاتلات الإسرائيلية بالوقود وتقديم خدمات استخباراتية ضرورية.
وحسب الصحيفة، فإن الخيار الأول هو هجوم عن بُعد، حيث ستطلق الطائرات الإسرائيلية صواريخ بالستية على المنشآت النووية من خارج المجال الجوي الإيراني، أما الخيار الآخر فهو دخول الطائرات المجال الجوي الإيراني لقصف المنشآت النووية باستخدام قنابل (BLU - 109)، وهي قنابل مخصصة للاختراق والتحصين.
ووفقاً للتقييمات الأميركية، فإنه حتى في أفضل الأحوال، قد يؤخر الهجوم الإسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية الأنشطة النووية بضعة أشهر، وربما بضعة أسابيع فقط، ولكنه في المقابل قد يحفز إيران على زيادة نشاطها في تخصيب اليورانيوم للوصول إلى المستوى اللازم لتصنيع سلاح نووي.
ويختلف بعض المسؤولين الإسرائيليين مع التقييمات الأميركية، إذ يعتقدون أن مثل هذا الهجوم قد يوقف قدرات إيران بشكل كبير.