غزة: «التبادل السادس» يُسقط مهلة ترامب
• معدات مصرية ثقيلة تحتشد عند معبر رفح
نجحت مصر وقطر في تذليل العقبات أمام استكمال تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والحصول على التزام جديد من إسرائيل وحركة حماس ببنود المرحلة الأولى، خصوصاً المتعلقة بتنفيذ سادس عملية تبادل للأسرى الفلسطينيين والرهائن الإسرائيليين كما هو مخطط غداً السبت.
وأكد المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر أمس أن على حركة حماس «إطلاق سراح ثلاثة رهائن أحياء» السبت تنفيذًا لشروط الاتفاق، وإلا فستستأنف إسرائيل الحرب.
ويعني ذلك عملياً سقوط المهلة التي وضعها الرئيس الأميركي دونالد ترامب للإفراج عن كل الرهائن، وليس عن ثلاثة رهائن كما هو مقرر بحسب الاتفاق. وكان ترامب قد هدد بفتح أبواب جهنم في حال عدم الإفراج عن باقي الرهائن الأحياء، مشيرًا إلى أن القرار يعود لتل أبيب. وتبنت حكومة بنيامين نتنياهو بشكل غامض مهلة ترامب ودعيت للإفراج عن جميع الرهائن الأحياء، الذين تقدرهم بـ 9 أشخاص.
وبحسب قناتي «القاهرة الإخبارية» و«الجزيرة القطرية»، فإن التبادل السادس سيتم في موعده. وقد أجرى الوسطاء مباحثات مكثفة وتم الحصول على تعهد إسرائيلي مبدئي بتنفيذ بنود البروتوكول الإنساني، بانتظار الموافقة للبدء الفعلي بإدخال الكرفانات (المنازل النقالة) والخيام والوقود والمعدات الثقيلة والأدوية وكل ما يتعلق بهذا البروتوكول.
ويشمل البروتوكول الإنساني إدخال شاحنات وقود إلى محطة تشغيل الكهرباء الوحيدة في غزة، و150 ألف خيمة، و60 ألف كرفان لإيواء العائلات التي دُمرت منازلها جراء الحرب، فضلاً عن السماح بإدخال الآليات والمعدات الثقيلة لإزالة الأنقاض وانتشال الجثث من تحت أنقاض المنازل المدمرة، وإدخال مواد البناء بما فيها الأسمنت.
ورغم ذلك، شكك مصدر مصري بالتزام إسرائيل، مشيرا إلى قائمة مفصلة تضم 19 انتهاكا من جانب إسرائيل للاتفاق، تشمل فرض قيود على وصول المساعدات ومواد ومعدات إعادة الإعمار، وإطلاق النار على مدنيين وقتلهم.
وقال المصدر إنه تم السماح فقط بدخول أربع قطع من المعدات الثقيلة اللازمة لإزالة الأنقاض، بينما مُنعت باقي المعدات. كما تم منع دخول المنازل المتنقلة ومواد البناء. وأشار المصدر المصري إلى تأخر مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.
وقد اصطفت، أمس، عشرات المعدات الثقيلة أمام الجانب المصري من معبر رفح تمهيدا لدخولها قطاع غزة، وفق قناة «القاهرة الإخبارية». في المقابل، أكد المتحدث باسم حكومة إسرائيل عومر دوستر أنه «لا معدات ثقيلة» ستدخل غزة عبر معبر رفح.
وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار، يُستخدم معبر رفح لإجلاء الجرحى والمرضى، فيما تدخل المساعدات الإنسانية والبضائع عبر معبر كرم أبو سالم.
وأكدت «حماس» استمرارها بتطبيق اتفاق غزة وفق ما تم التوقيع عليه ضمن الجدول الزمني المحدد، موضحة أن وفدها برئاسة خليل الحية بحث مع الوسطاء مجريات تبادل الأسرى خاصة في أعقاب الخروقات الإسرائيلية المتتالية.
وأضافت أن «البحث خلال جميع اللقاءات تركز على ضرورة الالتزام بتطبيق بنود الاتفاق كافة، خاصة ما يتعلق بتأمين إيواء شعبنا وإدخال البيوت الجاهزة والخيام والمعدات الثقيلة والمستلزمات الطبية والوقود بشكل عاجل، واستمرار تدفق الإغاثة وكل ما نص عليه الاتفاق».
وبعد تهديد «حماس» الاثنين بتأجيل الإفراج عن الإسرائيليين يوم السبت حتى إشعار آخر، ورد إسرائيل بأنها ستعود للحرب، استضاف رئيس المخابرات المصري حسن رشاد وفدا من الحركة برئاسة خليل الحية لإجراء مباحثات لاستكمال تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى وضمان بدء مفاوضات المرحلة الثانية.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير خارجيته يسرائيل كاتس قد هددا بشن «حرب جديدة وبكثافة مختلفة» تتيح تنفيذ خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإخلاء غزة من سكانها وفتح أبواب الجحيم على الحركة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي عن نشر قوات إضافية في المنطقة الجنوبية بالقرب من غزة، بما في ذلك استدعاء جنود الاحتياط استعدادًا لاستئناف محتمل للهجوم العسكري في حال فشل عملية الإفراج عن المزيد من الرهائن.
وأجرى رئيس جهاز الأمن (الشاباك) رونين بار أمس جولة في جنوب غزة برفقة رئيس منطقة الجنوب في الجهاز لتقييم الأوضاع الميدانية، وعُقدت جلسات مع مسؤولي المنطقة.
وأفاد «الشاباك» بأنه «إلى جانب الجهود الجارية لتنفيذ دفعات إطلاق سراح الأسرى، فإن القوات الميدانية في حالة استعداد قصوى لمواجهة مختلف السيناريوهات، بما في ذلك احتمال التصعيد الأمني في المنطقة».
خطة ترامب
وسط تزايد المخاوف من تداعيات مقترح ترامب للسيطرة على غزة ونقل أهلها لمصر والأردن لتسهيل تحويلها إلى «ريفييرا الشرق الأوسط»، أجرى ملك الأردن عبدالله الثاني فور عودته من واشنطن، مباحثات هاتفية مع الرئيسين المصري عبدالفتاح السيسي والفرنسي إيمانويل ماكرون. تناولت المباحثات عملية إعادة إعمار القطاع بشكل «فوري» دون تهجير الفلسطينيين من أرضهم.