اتصالات عربية بشأن خطة لغزة مضادة لاقتراح ترامب

• دول أوروبية تدعم رؤية مصر لإعادة الإعمار
• مساعٍ مصرية - قطرية لإنقاذ صفقة وقف النار

نشر في 13-02-2025
آخر تحديث 13-02-2025 | 19:22
فلسطينيون يتسوقون وسط الدمار في خان يونس (د ب أ)
فلسطينيون يتسوقون وسط الدمار في خان يونس (د ب أ)
شهدت المنطقة اتصالات عربية مكثفة قد تتوج بقمة في السعودية خلال أيام لوضع خطة عربية من أجل قطاع غزة، تكون مضادة لاقتراح الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الخاص بتهجير الفلسطينيين من القطاع، ووضعه تحت إدارة واشنطن.

في مواجهة إصرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير سكانه منه، كشفت مصادر دبلوماسية عن عقد قمة خماسية تضم مصر، والسعودية، وقطر، والإمارات، والأردن، في الرياض لبلورة رد مشترك قبل القمة العربية الطارئة المقررة أن تستضيفها القاهرة يوم 27 الجاري.

وأفادت المصادر بأن القمة الخماسية ستعقد بالرياض يوم 20 فبراير، لبحث المقترح المصري الخاص بإعادة الإعمار في غزة والتصدي لمخطط تهجير الفلسطينيين منها.

وفي لقاء خيّم عليه التوتر بالبيت الأبيض، أبلغ ملك الأردن عبد الله الثاني أمس الأول ترامب بأن مصر تعد خطة لكيفية «العمل» في غزة، موضحاً أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وجّه لهم الدعوة لمناقشتها في الرياض، وأن الدول العربية ستقدم لواشنطن مقترحاً مقابلاً.

وقال: «الرئيس ترامب يتطلع إلى مجيء مصر لتقديم هذه الخطة. وكما قلت، سنكون في السعودية لمناقشة كيفية عملنا معه، فلننتظر حتى يأتي المصريون ويقدموا الخطة، والنقطة الأساسية هي كيف نجعل ذلك (المقترح) يعمل بطريقة جيدة للجميع».

وقال وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي إن «هناك خطة عربية مصرية فلسطينية من أجل إعادة بناء غزة، دون تهجير شعبها منها». كما أكد رئيس الوزراء جعفر حسان أن «الأردن يعمل اليوم مع مصر والدول العربية والفلسطينيين لصياغة موقف عربي موحد وواضح حيال إعادة إعمار غزة».

خطة مصر

وفي ظل تجاهل ترامب مرة أخرى الغضب الدولي بشأن خطته للسيطرة على غزة وتأكيده أنه ستكون هناك قطع من الأرض في الأردن ومصر يمكن أن يعيش فيها الفلسطينيون، جددت القاهرة «التزامها بطرح تصور متكامل لإعادة إعمار القطاع، وبصورة واضحة وحاسمة تضمن بقاء الشعب الفلسطيني على أرضه»، مشددة على أن رؤيتها لحل القضية ينبغي أن تأخذ في الاعتبار «تجنب تعريض مكتسبات السلام في المنطقة للخطر، بالتعامل مع مسببات وجذور الصراع وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتنفيذ حل الدولتين».

ورغم تهديد ترامب بقطع المساعدات عن مصر والأردن إذا رفضا استقبال سكان القطاع، نقلت قناة «القاهرة» عن مصادر أن «مصر ترفض أي مقترح لتخصيص أرض لسكان غزة، وتتمسك بعدم إخراجهم من أراضيهم أو توطينهم في أي مكان آخر».

ونقلت «رويترز» عن مصدرين أمنيين أن الرئيس عبد الفتاح السيسي لن يسافر إلى واشنطن لإجراء محادثات مع ترامب إذا كان جدول الأعمال يشمل خطته لتهجير غزة. وكانت «الجريدة» قد قالت أمس الأول إن القاهرة تدرس تأجيل زيارة السيسي إلى العاصمة الأميركية.

الأمين العام لـ «التعاون الخليجي»: الكلام أخذ وعطاء... والعرب يرفضون صفقة الرئيس الأميركي

وأشادت الخارجية الفلسطينية، أمس، بموقف العاهل الأردني ومصر والسعودية والدول الرافضة لفكرة «التهجير وضم الأراضي، والإصرار على الوقف التام للحرب والبدء الفوري بإغاثة وإعمار ما دمره الاحتلال».

وفيما قال مصدر حكومي ألماني إن برلين وافقت من حيث المبدأ على المشاركة في مهمة شرطة تابعة للاتحاد الأوروبي في قطاع غزة، أفادت قناة العربية أن دولاً أوروبية دعمت خطة مصر لإعادة الإعمار مع إبقاء الفلسطينيين داخل غزة.

أخذ وعطاء

وأفادت وكالة أنباء الإمارات بأن رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان شدد خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أمس على «أهمية العمل من أجل السلام العادل والشامل في المنطقة الذي يضمن تحقيق الأمن والاستقرار للجميع على أساس حل الدولتين».

ولليوم الثاني، حذر الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط من أن ضغط ترامب للمضي في تنفيذ خطته سيقود الشرق الأوسط إلى جولة جديدة من الأزمات، وقال في قمة الحكومات في دبي: «نحن العرب قاومنا 100 سنة، ولسنا على استعداد للتسليم الآن، لأننا لم نهزم سياسياً أو عسكرياً أو ثقافياً بأي شكل من الأشكال».

بدوره، ذكّر الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي، أمس، في القمة ترامب بالعلاقات القوية بين المنطقة وواشنطن، مشيراً إلى أن «هناك ثوابت واضحة فيما يخص القضية الفلسطينية والكلام أخذ وعطاء، هو يقول رأيه والعالم العربي يقول رأيه. عندك صفقة لن يقبلها العالم العربي».

ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى «احترام» الفلسطينيين وجيرانهم العرب، رافضاً فكرة التهجير الجماعي لسكان غزة. وأكد أن «الحل الصحيح ليس عملية عقارية، بل هو عملية سياسية».

وفيما قال الملك عبد الله إن الأردن يمكن أن يستقبل ألفي طفل فلسطيني يعانون من السرطان أو في حالة مرضية حرجة، كشف رئيس وزراء اليابان شيغيرو إيشيبا أن طوكيو تعتزم استقبال مصابين من غزة للعلاج، مشدداً على أنه «لا صلة لذلك بمقترح ترامب، وأن الهدف ليس إعادة توطين أشخاص من غزة في اليابان».

إلى ذلك، قال مصدر فلسطيني إن الوسطاء القطريين والمصريين «يعملون بشكل مكثف» لحل الأزمة المحيطة باتفاق وقف إطلاق النار في غزة بعد إعلان «حماس» تأجيل تسليم الرهائن يوم السبت المقبل، فيما تبنت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مهلة ترامب لحماس بتسليم جميع الرهائن بحلول السبت وإلا فإن «أبواب الجحيم» ستفتح عليها. ووصل وفد من «حماس» أمس إلى القاهرة.

back to top