قمة الحكومات

نشر في 12-02-2025
آخر تحديث 11-02-2025 | 18:51
 د. ندى سليمان المطوع

تحتضن خلال أيامنا هذه دبي القمة العالمية تحت مظلة المؤسسة العالمية للحكومات، حيث انطلقت الدورة الجديدة تحت شعار استشراف حكومات المستقبل، مسلطة الأضواء على التحولات الكبرى التي يشهدها العالم، وسط الفرص والتحديات الناتجة عن تلك التحولات في القطاعات المختلفة. وقد أخذت القمة على عاتقها مسؤولية الوصول إلى رؤى مشتركة لإضافة أفكار محفزة يستمع إليها ممثلو القطاعات المختلفة من الدول العربية والغربية، بالإضافة إلى توثيق التعاون بين حكومات العالم لتسريع عملية النمو والازدهار... القمة التي انطلقت الاثنين هدفت إلى استضافة أكثر من 30 رئيس دولة وحكومة، بالإضافة إلى 140 حكومة و80 منظمة دولية وإقليمية ونخبة من أصحاب الفكر والخبراء العالميين.

وما يلفت النظر هو السعي المستمر إلى القمة لجمع الأفكار المطروحة من قبل المشاركين حول القضايا العالمية... ولم لا؟ لعلنا نصل في عالمنا هذا إلى حل للمعادلة الصعبة ألا وهي إيجاد آلية تحفيز الابتكار لدى مؤسساتنا بمختلف أنواعها... وطبقاً لحديث وزير شؤون مجلس الوزراء رئيس مؤسسة القمة العالمية للحكومات، فإن القمة تترجم رؤى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي... ولن يختلف اثنان حول النموذج الإماراتي الناجح، والذي ساهم في نجاحها بتقديم نموذج من التخطيط الاستراتيجي الناجح.

المؤتمر سيضم أيضا منتدى المالية العامة للدول العربية، بالتعاون مع الصناديق النقدية العربية والدولية، بالإضافة إلى المؤسسات الشبابية العربية، ومن المواضيع الحيوية المطروحة أيضا دور الحكومات في عصر الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى القوى العالمية الناشئة. وباختصار... لا شك في أن التجربة الإماراتية مثال ناجح للتحفيز على الابتكار في شتى المجالات ومن خلال القمة.

خلال العام الماضي سلطت القمة الأضواء على أبحاث الفضاء واستكشافه على مستوى العالم العربي والقارة الأفريقية لتمكين الباحثين من المساهمة في التأسيس لصناعة فضاء مستدامة.

وأخيرا وليس آخرا... لدولة الكويت نصيب في الحضور والمشاركة بالقمة، وذلك بحضور رئيس الوزراء سمو الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح، والذي تطلع عبر تصريحه إلى تعزيز التعاون بين الحكومات، مضيفا أن ذلك التعاون سينعكس إيجابا على جودة حياة الشعوب... وباعتقادي أن الفرصة مناسبة لتشارك الكويت بتجربتها في تعزيز نموذج إداري جديد عبر مؤسساتها الحكومية... وللحديث بقية.

كلمة أخيرة... من الملاحظ تصاعد طلب المتقاعدين من النساء والرجال للالتحاق بالدراسة الجامعية العليا. لذلك أقترح أن تفتح جامعة عبدالله السالم بوابة الدراسات العليا بتخصصات عديدة للمهتمين باستكمال الدراسات من فئة المتقاعدين، فتصبح الجامعة جاذبة للعديد من القيادات الإدارية المتميزة، وبالتالي تنجح في تشكيل منصة علمية وثقافية متميزة ومتخصصة لتلك الفئة.

وكلمة أخيرة... فخورة بأنني عضو أسبق بالقيادات العربية الشابة منذ عام 2008... اليوم لم أعد من فئة الشباب لكن اهتمامي مستمر بالمنتديات والقمم العالمية... فعلا، الأعمار أرقام فقط ولا علاقة لها بالإنتاجية والشغف.

back to top