الشرع: آلاف المتطوعين انضموا للجيش السوري الجديد
أكد الرئيس السوري بالمرحلة الانتقالية أحمد الشرع أن آلاف المتطوعين التحقوا بالجيش السوري الجديد عقب سقوط نظام الأسد وحلّ جيشه.
وقال قائد الإدارة السورية الجديدة، في تصريحات مع الإعلاميين البريطانيين أليستر كامبل وروري ستيوارت، إن دمشق اختارت التجنيد الطوعي ولن تعتمده إجبارياً في الجيش الجديد الذي يتم تشكيله من الفصائل التي سيطرت على السلطة عقب فرار بشار الأسد في 8 ديسمبر الماضي، مشيراً إلى أن التجنيد القسري كان أحد أسباب فرار الشباب السوريين منذ اندلاع النزاع عام 2011، الذي أدى إلى مقتل أكثر من نصف مليون شخص.
وكرر الشرع، خلال المقابلة التي بثت أمس، المطالبة برفع العقوبات الغربية المفروضة على سورية، محذراً من أنه «دون تحقيق نمو اقتصادي، لن يكون هناك استقرار، مما من شأنه أن يجرَّ الفوضى وانعدام الأمن».
وأعرب عن اعتقاده بأن هناك إجماعاً لدى زوار دمشق على ضرورة رفع العقوبات الدولية المفروضة منذ عهد النظام السابق، موضحاً أن بلاده تواجه تحديات أمنية كبرى، وأحد الحلول المباشرة لها هو بـ «تحقيق التنمية الاقتصادية».
إلى ذلك، دفعت إدارة العمليات العسكرية التابعة لوزارة الدفاع السورية بتعزيزات عسكرية إلى ريف مدينة القصير في ريف حمص الغربي على حدود سورية مع لبنان، في ظل استمرار الاشتباكات مع فلول النظام وتجار مخدرات وعناصر عشائرية مرتبطة بـ «حزب الله» في المنطقة التي تضم القنوات الرئيسية لتهريب السلاح والذخيرة للجماعة اللبنانية.
ونفّذت طائرات استطلاع تابعة لوزارة الدفاع السورية عمليات مراقبة مكثفة في المنطقة الحدودية، وذكرت القوات السورية أنها تمكّنت من اعتقال خمسة أشخاص، بينهم تجار سلاح ومخدرات خلال المواجهات.
في موازاة ذلك، ذكرت أوساط سورية أن عناصر «حزب الله» هم من يقودون الاشتباكات المسلحة ضد القوات السورية بقيادة هيئة تحرير الشام سابقاً، خلافاً لما يتم تداوله بشأن مشاركة عشائر منطقة البقاع اللبنانية في المواجهات التي اندلعت الخميس الماضي.
وبينما أفيد بأن نقاط الاشتباك الساخنة بالمنطقة الوعرة شهدت هدوءاً حذراً نتيجة اتصالات رفيعة جرت بين قيادات سورية ولبنانية بوساطة دولة ثالثة أمس الأول، تجددت الاشتباكات المدفعية والصاروخية في المنطقة الواقعة بين بلدتي سهلات الماي ومحلة الزكبا، بالإضافة إلى بلدة القصير وامتدت لتشمل بلدات أخرى، رغم قيام الجيش اللبناني بنشر قواته على الحدود المشتركة بين البلدين.
وفي حين أفيد بأن رئيس الاستخبارات التركية، إبراهيم كالين، الذي زار إيران أمس الأول، يقود جهود الوساطة من أجل وقف المواجهات المسلحة بين «حزب الله» وعناصر الإدارة السورية، دخلت إسرائيل على خط المواجهات في تصعيد إضافي للأزمة.
ونفذت طائرات حربية إسرائيلية غارات على معبري قلد السبع والزكبا، اللذين يشهدان اشتباكات بين القوات السورية والعناصر المحسوبة على «حزب الله»، فيما أكد القائد السابق لوحدة الاستخبارات الإسرائيلية «8200»، حنان جيفن، أن «الغارات الإسرائيلية الأخيرة بسورية استهدفت مجموعات متطرفة في هيئة تحرير الشام انضمت للجيش الجديد الذي تعمل دمشق على تشكيله وترى الدولة العبرية فيها تهديداً خطيراً على أمنها».
وفي حادث منفصل، قُتل مدنيان وأُصيب خمسة إثر انفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب في قرية المالكية بريف حلب الشمالي، ضمن مناطق كانت تسيطر عليها «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) في شمال سورية.
وجاء ذلك في وقت شنت تركيا غارات جوية على مواقع عسكرية تابعة لـ «قسد» الكردية في قرية قاسمية بريف مدينة عين العرب ـ كوباني، شرق حلب، تزامناً مع استمرار الاشتباكات بين القوات السورية الكردية المدعومة من الولايات المتحدة من جهة وفصائل الجيش الوطني السوري المدعومة من أنقرة من جهة أخرى في محيط سد تشرين.