ترامب: سأشتري غزة... ولا حق عودة لسكانها
• الرئيس الأميركي: مصر والأردن سيعقدان صفقة لأننا نمنحهما مليارات الدولارات
رغم الرفض العالمي لفكرته الصادمة للاستيلاء على قطاع غزة الفلسطيني وتهجير سكانه، في مخالفة لكل الأعراف والحقوق والقوانين والقرارات الدولية، تحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، عن «شراء وامتلاك وإعادة بناء» غزة، مشدداً على أنه لا حق عودة للفلسطينيين الذين سيخرجون منها.
وقال ترامب، أثناء رحلته لحضور نهائي «سوبر بول»، «غزة موقع عقاري مميز لا يمكن أن نتركه، وسأحوّله إلى موقع جيد للتنمية المستقبلية، وسنعمل على تطويره ببطء شديد. لسنا في عجلة من أمرنا وسنحقق الاستقرار في الشرق الأوسط قريباً»، موضحاً أن خطته تشمل منح أجزاء من غزة لدول في المنطقة للمساهمة في إعادة إعمارها.
واقترح مرة أخرى أن تقوم دول أخرى في الشرق الأوسط بإيواء المهجّرين في «مواقع جميلة»، معتبراً أنه «إذا تم توفير بديل أفضل لهم، فلن يرغبوا في العودة لغزة».
وأضاف ترامب: «أعتقد أنه من الخطأ الكبير السماح للناس بالعودة مرة أخرى إلى غزة»، مشيراً إلى أنه يعتزم لقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لمناقشة التطورات.
وفيما يتعلق بإمكانية استقبال فلسطينيين من غزة، قال ترامب بلهجة حاسمة: «لا أعتقد ذلك، لأنهم سيضطرون للسفر لمسافة طويلة، ويجب عليهم البقاء في المنطقة بالقرب من أقاربهم». لكنه لم يستبعد احتمال السماح لبعض الحالات الفردية من اللاجئين الفلسطينيين بدخول الولايات المتحدة.
وقال إن مصر والأردن سيعقدان صفقة لأننا نمنحهما مليارات الدولارات.
في السياق، اعتبر ترامب أن «حماس» كانت كارثية بالنسبة لغزة، لافتاً إلى أن صبره بدأ ينفد بشأن اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، مضيفاً: «نحن لا نريد عودة حركة حماس. وسأهتم بالفلسطينيين وأتأكد من أنهم لن يُقتلوا».
وأشار إلى أنه تأثر بمشاهد إطلاق سراح الإسرائيليين الثلاثة يوم السبت. وقال: «كانوا في حالة مزرية وهزيلين جداً، كأنهم ناجون من الهولوكوست. لا أعرف إلى متى يمكننا أن نتحمل ذلك. في مرحلة ما، سنفقد صبرنا».
«حماس» و«فتح»
وفي كلمة بطهران، أكد رئيس حركة حماس بقطاع غزة، خليل الحية، اليوم، أن الشعب الفلسطيني لن يغادر أرضه، مضيفاً أن «مشاريع الغرب وأميركا وأعوانهم إلى زوال وستسقط كما أسقطنا المشاريع التي قبلها».
وفي بيان، شددت «حماس» على أن غزة «ليست عقاراً يُباع ويُشترى، وهي جزء لا يتجزأ من أرضنا الفلسطينية المحتلة»، مضيفة أن التعامل مع القضية الفلسطينية بعقلية «تاجر العقارات» ما هو إلا «وصفة فشل».
وطالبت «الخارجية» الفلسطينية المجتمع الدولي بمواجهة السياسة الاستعمارية العنصرية، مؤكدة أن «الضفة والقدس وغزة ليست للبيع أو المساومة أو المقايضة».
ومع رفض زعماء إقليميين لخطط ترامب، كشف مستشاره للأمن القومي، مايك والتز، أن رئيسه كان يعطي دفعة لجلب لاعبين آخرين في المنطقة إلى الطاولة لإيجاد حل. وقال والتز، لقناة NBC: «تعال إلى الطاولة بخطتك إذا كنت لا تحب خطتنا».
ملك للفلسطينيين
في المقابل، شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أن «أحداً لا يقدر على إخراج سكان غزة من وطنهم الأبدي والخالد منذ آلاف السنين»، مؤكداً أنها «والضفة الغربية والقدس الشرقية ملك للفلسطينيين».
وفي مناظرة تلفزيونية، اتفق المستشار الألماني أولاف شولتس مع خصمه المحافظ فريدريش ميرتس على أن مقترح ترامب «فضيحة»، وأن «نقل السكان غير مقبول ومخالف للقانون الدولي»، فيما بدا أن «الكرملين» يخفف معارضته للخطة قائلاً إنه ينتظر المزيد من التفاصيل، وذلك بعد حديث ترامب عن اتصال جمعه مع الرئيس فلاديمير بوتين.
نقطة انعطاف
وفور عودته من واشنطن، جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إشادته باقتراح ترامب وعزمه على تنفيذه، ووصفه بأنه «مقاربة ثورية وخلاقة كفيلة بتغيير كل شيء، وتضمن ألا يشكل قطاع غزة تهديداً لإسرائيل، وتفتح لها الكثير من الاحتمالات».
ووصف نتنياهو زيارته لواشنطن بأنها «نقطة انعطاف ستضمن أمننا لأجيال قادمة».
وأعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أن نتنياهو استدعى الوفد الذي أُرسل إلى قطر للتفاوض على المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.
وكان من المقرر بدء محادثات المرحلة الثانية، التي تشمل إطلاق سراح المزيد من الرهائن والانسحاب من غزة، في 3 الجاري.