توسع الاشتباكات على الحدود بين لبنان وسورية
• الجزائر منفتحة على دعم دمشق سياسياً واقتصادياً
رغم اتفاق الرئيس اللبناني جوزيف عون والرئيس السوري أحمد الشرع على التنسيق لضبط الحدود بين البلدين، ومنع استهداف المدنيين، خلال أول اتصال هاتفي بينهما أمس، احتدمت اشتباكات عنيفة بدأت الأسبوع الماضي بين مسلحين تابعين للسلطات السورية الجديدة وعناصر تتبع عشائر لبنانية مسلحة بعدة نقاط حدودية اليوم، حيث أفيد بسقوط 50 قذيفة على عدة بلدات في جرود الهرمل، داخل لبنان، مصدرها ريف القصير في الأراضي السورية، ما تسبب في وقوع 10 إصابات.
واستحضرت القوات السورية تعزيزات كبيرة من دمشق للسيطرة على عدة قرى حدودية تسكنها عشائر لبنانية مسلحة، وتنشط فيها عمليات التهريب عبر الحدود، والتي تشمل المخدرات ونقل الأسلحة والذخيرة لـ «حزب الله».
ووسّعت القوات السورية عملياتها بقصف مدفعي مكثف استهدف السلسلة الجبلية الممتدة بين قريتي أكوم وجرماش السوريتين، ومناطق متاخمة في الهرمل وعكار داخل لبنان، وسط توقعات بأن تستمر المواجهات لأسابيع إضافية بالمنطقة التي تضم معاقل رئيسية لشبكات التهريب التي تستفيد من التضاريس الوعرة.
قصف وتهجير
وأفادت تقارير لبنانية بأن عناصر «حزب الله» أطلقت 4 صواريخ، لأول مرة منذ اندلاع الاشتباكات، باتجاه المناطق السورية، التي تسكنها العشائر اللبنانية، وتمتلك أراضي زراعية بها.
وجاء قصف الحزب المساند للعشائر اللبنانية مع اقتراب القوات السورية من قرى يعتقد أنها تضم مخازن أسلحة توصف بأنها شديدة التحصين خاصة بحوش السيد علي والجنطلية ومطربا.
وقالت المصادر إن القصف اللبناني تسبب في مقتل مواطن سوري من الطائفة العلوية، بعد أن خسر الحزب 4 من عناصره خلال العمليات العسكرية على مدار 48 ساعة.
وفي ظل تقدم القوات السورية، التي تهيمن عليها هيئة تحرير الشام سابقاً، بعدة قرى حدودية، وإعلانها توقيفها مسلحين وعناصر مطلوبة على ارتباط بالنظام المخلوع، طالب نشطاء بالعشائر الجيش اللبناني بالتدخل لحماية المدنيين جراء المعارك الدائرة، التي تستخدم فيها الطائرات المسيرة والمدفعية الثقيلة، وحذروا من عمليات تهجير للسكان اللبنانيين من مناطقهم على جانبي الحدود خاصة بمنطقة البقاع. وقالت عشائر لبنانية اليوم إنها أسقطت مسيرة وقصفت دبابة سورية.
الجزائر تبادر
إلى ذلك، أجرى وفد جزائري رفيع المستوى، برئاسة وزير الخارجية أحمد عطاف، زيارة لدمشق، والتقى الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني، في خطوة هي الأولى منذ سقوط نظام الأسد الذي كانت تجمعه علاقة جيدة بالجزائر.
وكشف عطاف أنه يزور دمشق مبعوثاً للرئيس عبدالمجيد تبون، محملاً بـ 3 مهمات، أولاها «استعداد الجزائر الكامل للوقوف الى جانب سورية ومد يد العون الكاملة في أي ميدان وتطوير التعاون خاصة في مجال الطاقة».
وأضاف أن المهمة الثانية «استعداد الجزائر، بصفتها عضوة غير دائمة في مجلس الأمن الدولي، للمساهمة في إنجاح المرحلة الانتقالية وإنجاح إعادة البناء المؤسساتي والدستوري والقانوني لسورية الجديدة»، وثالثا «التنسيق فيما يخص الاستحقاقات العربية القادمة، ومنها القمم العربية التي يتم التحضير لها».
وذكرت مصادر أن الجزائر تعتزم تقديم مبادرات لرفع العقوبات القائمة ضد سورية، والسعي لاستصدار قرار دولي يلزم إسرائيل بالانسحاب من المناطق التي احتلتها بعد سقوط الأسد.
في موازاة ذلك، تعهد المستشار الألماني أولاف شولتس للرئيس السوري الانتقالي، خلال اتصال هاتفي استمر زهاء ساعة، دعم بلاده لسورية «حرّة وآمنة لكل أطياف شعبها»، داعيا إياه إلى إطلاق عملية سياسية تشمل جميع السوريين بغضّ النظر عن انتماءاتهم العرقية أو الدينية ومواصلة محاربة الإرهاب.
وهنأ شولتس، الذي يعد ثاني زعيم أوروبي يهنئ الشرع بعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، «الشعب السوري على نجاحه في إنهاء عهد الرعب الذي فرضه نظام الأسد».
في السياق، استقبل الشرع والوزير أسعد الشيباني رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، فرناندو غونزاليز، في دمشق.
من جهة أخرى، أطلقت سفينة تجسس حربية روسية قبالة ساحل ميناء طرطوس السوري رسالة عبر اللاسلكي بأنها في وضع صعب، وأنها تنجرف وخارج السيطرة عقب اندلاع حريق على متنها.
وأتى الحادث الغامض بعد يوم من تأكيد وزير الدفاع السوري، مرهف أبو قصرة، أن بلاده منفتحة على استمرار الوجود العسكري الروسي في قاعدتَي طرطوس وحميميم، طالما أن ذلك يخدم المصالح السورية.