واشنطن تخطط لسحب قواتها من سورية
«قسد» تأمل بقاء القوات الأميركية... وأنقرة تثق بتلبية الشرع لاحتياجاتها الأمنية
عقب تلميح الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى أن سورية لديها ما يكفي من الفوضى ولا تحتاج إلى تواجد القوات الأميركية على أراضيها، كشف مسؤولون عن وجود خطط لسحب الجنود الأميركيين المنتشرين في قواعد بسورية ضمن قوات التحالف الدولي لمحاربة «داعش».
ونقلت شبكة «إن.بي.سي» عن المسؤولين قولهم إن ترامب ومسؤولين مقربين منه أبدوا في الآونة الأخيرة اهتمامهم بسحب القوات الأميركية، ما دفع مسؤولي «البنتاغون» إلى البدء في وضع خطط للانسحاب الكامل في غضون 30 أو 60 أو 90 يومًا.
وجاء ذلك بعد أن امتنع الرئيس الأميركي خلال حديث في البيت الأبيض، أواخر يناير الماضي، عن الكشف عما إذا كان يخطط للإبقاء على عدد القوات الأميركية على الأراضي السورية عند المستوى الحالي.
وقال حينها ردًا على سؤال عن نيته سحب القوات التي يُقدر عددها بنحو 2500 فرد: «سنرى وسنتخذ القرار المناسب بشأن ذلك».
كما اعتبر ترامب، قبيل سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد إثر الهجوم المباغت الذي شنته فصائل مسلحة، في الثامن من ديسمبر 2024، أن هذا الملف لا يعني بلاده، داعيًا الإدارة الأميركية السابقة حينها إلى عدم التدخل.
وفي وقت ذكرت قوات سورية الديموقراطية «قسد» الكردية، التي تعتمد عليها واشنطن في محاربة «داعش»، أنها لم تتلق أي معلومات من الولايات المتحدة بشأن خطط الانسحاب، صرحت ممثلة مجلس سورية الديموقراطية (مسد)، الواجهة السياسية لأكراد سورية في أميركا، سينم محمد، بأن ترامب سيقرر مصير قوات بلاده خلال الأيام المقبلة، مشيرة إلى أنهم أبدوا للجانب الأميركي رغبتهم في استمرار عمل القوات لحين التوصل إلى حل شامل في سورية، في ظل استمرار المفاوضات بين الأخيرة وإدارة دمشق الجديدة بشأن الانضمام إلى الجيش المزعزع تشكيله.
وذكرت المسؤولة الكردية السورية أن «المفاوضات بين قسد والحكومة السورية مستمرة وأن العملية لم تنتهِ بعد».
وأشارت إلى أن «هناك تقدمًا في المحادثات، لكنهم لم يصلوا بعد إلى نتائج»، لافتة إلى أن نتيجة المفاوضات ستنعكس على الأوضاع الميدانية بشمال شرق سورية سواء بالإيجاب أو السلب».
وتابعت: «أنتم ترون الوضع الحالي في دمشق. فقط القوى الموجودة في دمشق شاركت في الحكومة الجديدة ولا يوجد أحد من مكونات سورية. لكن الآن هناك حوار ومفاوضات، ونأمل أن تتطور، ويجب أن يكون الأكراد ومكونات شمال شرق سورية جزءًا رئيسيًا في الحكومة السورية الجديدة». إلى ذلك، وصف الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع، أمس، موقف تركيا في دعم قضية بلاده بـ«المشرّف»، معرباً عن تطلعه لتعزيز التنسيق بين البلدين على كل الصعد السياسية والاقتصادية والأمنية لدى مغادرته أنقرة عقب لقاء الرئيس رجب طيب أردوغان أمس الأول.
في غضون ذلك، قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إن الشرع «لديه موقف واضح تمامًا بشأن حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية»، معتبرًا أنه «يلبي احتياجات تركيا الأمنية».
وذكر فيدان أن «لا خيارات مثل الفدرالية أو الحكم الذاتي في أجندة الإدارة السورية»، حيث تخشى أنقرة من نفوذ الأكراد بالمناطق الحدودية المتاخمة لها حيث ينشط حزب «العمال الكردستاني» الانفصالي.
وأضاف فيدان: «الدولة السورية إما أن تعيد جميع أعضاء حزب العمال الكردستاني الذين جاؤوا من بلدان مختلفة، أو تقضي عليهم لضمان وحدتها الوطنية».
وتابع: «سنعمل على مبادرات إقليمية لمكافحة داعش، واتخاذ خطوات تهدف إلى إنشاء آلية مشتركة بين تركيا والعراق وسورية والأردن».