قلق في واشنطن من سيطرة ماسك على الحكومة

حملة ملياردير التكنولوجيا على الوكالات الفدرالية تهدد «شهر العسل» مع ترامب

نشر في 05-02-2025
آخر تحديث 04-02-2025 | 20:11
تظاهرة دعم لوكالة التنمية الأميركية أمام مقرها في واشنطن أمس الأول (د ب أ)
تظاهرة دعم لوكالة التنمية الأميركية أمام مقرها في واشنطن أمس الأول (د ب أ)

سعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الأول، للتقليل من أهمية المخاوف المتصاعدة من سيطرة الملياردير إيلون ماسك على الحكومة الأميركية، معتبراً أن هناك ضوابط لمنع ماسك من القيام بأي شيء دون موافقة البيت الأبيض، وذلك ردًا على الارتباك المتزايد حول مَن يُشرف على جهود ماسك في تفكيك عدة وكالات حكومية، في حملة أيديولوجية عنيفة ضد الجهاز البيروقراطي للحكومة، أثارت الفوضى في واشنطن.

ووصف ترامب دور ماسك بأنه استشاري، موضحا أن «إيلون لا يستطيع أن يفعل أي شيء دون موافقتنا، ولن يفعل. وسنمنحه الموافقة عندما يكون ذلك مناسبًا، وعندما لا يكون مناسبًا، فلن نفعل، لكنه يبلغنا بكل الأمور». وأضاف: «إنه أمر يشعر بحماسة كبيرة حياله، وأنا معجب بما يقوم به».

وجاءت تعليقات ترامب، التي أدلى بها للصحافيين في المكتب البيضاوي، بعد ساعات فقط من قيام فريق يقوده ماسك بإغلاق الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) بشكل فعلي. ووصف ماسك، خلال عطلة نهاية الأسبوع، الوكالة بأنها «شريرة» و«منظمة إجرامية» و«ذراع لمتطرفي اليسار»، وقال إنه «حان وقت إنهاء وجودها». كما سيطر الملياردير المولود في جنوب إفريقيا على نظام مدفوعات وزارة الخزانة الأميركية الذي يدير تريليونات الدولارات.

ويقود ملياردير التكنولوجيا بطريقة غامضة وغير محددة إدارة مستحدثة تحت عنوان «وزارة كفاءة الحكومة» أو DOGE الهدف المعلن منها هو ترشيق الجهاز الحكومي، لكن يبدو عملها يوما بعد يوم كحملة أيديولوجية متشددة ضد ما يطلق عليه متطرفو اليمين «الدولة العميقة».

وقال ترامب، في البداية، إن ماسك سيتشارك في رئاسة الكيان الجديد، لكن بعض الأشخاص المشاركين، بمن في ذلك الرئيس المشارك الآخر، غادروا بالفعل، مما ترك لماسك صلاحيات واسعة. وأصبحت DOGE، جزءًا من البيت الأبيض، على الرغم من أن تفويضها الدقيق وموظفيها لا يزالان غامضين وغير محددين.

على سبيل المثال، سعى ماسك في البداية إلى متطوعين للعمل معه في الوزارة، وقال إنهم لن يتقاضوا رواتب، لكن الآن وبما أن الكيان أصبح جزءًا من الحكومة، فإنه من غير الواضح ما إذا كان الموظفون يتقاضون رواتب أو ما إذا كان مسموحًا لهم بالحصول على وظائف أخرى خارج الحكومة قد تشكّل تعارضًا في المصالح.

وقال ترامب، متحدثًا عن ماسك والتعارضات المحتملة: «إذا كان هناك تعارض، فلن نسمح له بالاقتراب منه»، ولم يحدد ترامب من سيمنع ماسك عند الضرورة، أو ما إذا كان قد تم منعه من أي أجزاء من الحكومة حتى الآن.

وتم تعيين ماسك كـ «موظف حكومي خاص»، وهي حالة مؤقتة تمكّنه من العمل في البيت الأبيض لمدة 130 يومًا من دون تقديم نماذج الكشف المالي المطلوبة من موظفي البيت الأبيض العاديين.

وأثار استهداف ماسك لوكالة UDSAID غضبا، باعتبارها إحدى أهم أسلحة القوة الناعمة الأميركية، والتي استثمرت بها الدبلوماسية الأميركية لعشرات السنوات. وفيما بدا أنه محاولة لحصر الضرر، عيّن وزير الخارجية ماركو روبيو رئيسا مؤقتا للوكالة، وأبلغ كبار المشرّعين الجمهوريين والديموقراطيين بنيّته العمل مع «الكونغرس» لإعادة هيكلتها.

ولم يكن واضحاً كيف سيتم التوفيق بين وعد روبيو بالعمل مع المشرعين لإعادة هيكلة الوكالة ودمج جزء كبير منها في وزارة الخارجية، وبين إصرار ماسك المعلن على إغلاقها. ولم يتطرّق بيان صادر عن البيت الأبيض في وقت متأخر أمس الأول إلى موضوع إغلاق الوكالة، لكنّه أدرج عدداً من المشاريع التي اتهمها بأنها غير ضرورية.

وبدأ الديموقراطيون الذين التزموا الصمت إلى حد واسع خلال أول أسبوعين لترامب في السلطة، التحرّك ضد خطوات ماسك.

وقالت السيناتورة التقدمية إليزابيث وارن «لم ينتخب أي أحد ماسك». وقال النائب الديموقراطي جيمي راسكين: «ليس لدينا فرع رابع للحكومة يُسمى إيلون ماسك. هذا التدخل غير القانوني وغير الدستوري في سلطات (الكونغرس) يهدد حياة الناس في جميع أنحاء العالم».

وقال زعيم الأقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، إن «الأمر أشبه بإدخال نمر إلى حديقة للحيوانات الأليفة وتمنّي الأفضل»، فيما نظمت مجموعات تقدمية احتجاجات أطلقت عليه اسم «تظاهرة لم ينتخب أحد إيلون».

في الأثناء، تجري مراقبة الوضع عن كثب في واشنطن، بانتظار النهاية المحتملة لشهر العسل في البيت الأبيض بين شخصيتين استعراضيتين ومغرورتين، مثل ماسك وترامب.

وتفيد تقارير بأن ماسك لا يؤدي عمله في المبنى نفسه، بعدما مُنع من الحصول على مكتب في الجناح الغربي لموظفيه، ووضع بدلا من ذلك في «مبنى أيزنهاور»، وهو قسم منفصل ضمن مجمع البيت الأبيض.

back to top