أردوغان والشرع يمهدان لشراكة دفاعية واقتصادية
إسرائيل تحذِّر من تحرك تركيا لقيادة «الإسلام السني» من بوابة دمشق
في أول زيارة لرئيس سوري منذ 15 عاماً لتركيا التي دعمت المعارضة ضد نظام الرئيس السابق بشار الأسد، والتي تستضيف أكثر من 3 ملايين لاجئ سوري، أجرى الرئيس السوري بالمرحلة الانتقالية أحمد الشرع زيارة رسمية لأنقرة تلبيةً لدعوة الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي تعد بلاده أبرز الرابحين الإقليميين والدوليين جراء التغيرات التي تشهدها دمشق.
وتزامن ذلك مع نقل «رويترز» عن 4 مصادر مطلعة، أنه من المتوقع أن يجري الشرع محادثات مع أردوغان بشأن توقيع اتفاق دفاع مشترك، يتضمن إنشاء قواعد جوية تركية وسط سورية، وتدريب الجيش السوري الجديد.
وذكر مصدر بمؤسسة الرئاسة أن القواعد قيد المناقشة ستسمح لتركيا بالدفاع عن المجال الجوي السوري في حال وقوع أي هجمات، لافتاً إلى أن أنقرة حريصة على إنشاء قواعد في سورية كرسالة إلى المقاتلين الأكراد المنتشرين شمال شرق البلاد، والذين تتهمهم بدعم التمرد الكردي على أراضيها.
وتحدثت المصادر، التي تشمل بالإضافة إلى المسؤول السوري، مصدرين أمنيين أجنبيين موجودين في دمشق، وآخر مخابراتياً إقليمياً كبيراً، عن أول تفاصيل يتم كشفها بشأن ترتيب دفاعي استراتيجي لقادة سورية الجدد، بعد أن كانت دمشق تعتمد على الغطاء الأمني الروسي في حقبة آل الأسد.
وأوضحت المصادر أن الاتفاق ربما يؤدي إلى نشر أنقرة لمقاتلات حربية، واستخدام المجال الجوي السوري لأغراض عسكرية، فضلاً عن الإجراءات المشتركة المحتملة لدفع اقتصاد البلاد وتحقيق الاستقرار والأمن الدائمين.
وتأتي زيارة الشرع لأنقرة غداة زيارة ناجحة للسعودية استغرقت يومين، حيث تعهّد في ختامها بإعادة بناء الدولة على أسس حديثة ترتكز على العدالة والمشاركة المجتمعية، خلال خمس سنوات، مشيراً إلى أن الإدارة السورية الجديدة، تعمل على إصدار إعلان دستوري جديد لـ «تحديد هوية الدولة»، ووضع قوانين منظمة للحياة السياسية.
وأوضح الشرع، في مقابلة مع مجلة الإيكونوميست، أن «استشارات قانونية أكدت أن العرف الدولي يمنح القوة التي حققت النصر في الثورة، الحق في اختيار القيادة».
وفيما يتعلق بطبيعة النظام السياسي المستقبلي، قال الشرع إن «سورية تتجه نحو نظام يتيح للشعب اختيار ممثليه في البرلمان والحكومة»، مشدداً على أن الحكم لن يكون عسكرياً.
واستبعد إقامة نظام فدرالي، ورأى أن الخطر الأكبر الذي يهدد التنمية يتمثل في العقوبات التي لا تزال الإدارة الأميركية تفرضها على دمشق، مبيناً أنه يسعى إلى استعادة العلاقات الدبلوماسية مع واشنطن.
ووصف وجود القوات الأميركية التي تحارب تنظيم داعش في سورية بأنه غير شرعي ويجب ألا يستمر، لكنه فتح المجال لقوننته عبر اتفاق.
وعن العلاقات مع إسرائيل، قال الشرع إن قواتها يجب أن تعود إلى مواقعها وفق اتفاق 1974 الذي تم التوصل إليه برعاية الأمم المتحدة، معتبراً أنه من المبكر الحديث عن إمكانية تطبيع العلاقات مع تل أبيب ضمن أي اتفاق سلام شامل في الشرق الأوسط.
في هذه الأثناء، شدد وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي، خلال مؤتمر مشترك في أنقرة مع نظيره التركي هاكان فيدان، على أهمية «ألا تكون سورية منطلقاً لأي تهديد للدول الأخرى»، في حين اعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أنه من المهم «مراقبة تحركات تركيا التي تطمح لقيادة الإسلام السني في المنطقة» بعد سيطرة الفصائل المدعومة منها على دمشق.
من جانب آخر، أعلنت وزارة الداخلية السورية اعتقال موسى أحمد خليفة الملقب بـ «الخفاش المشهور» لارتكابه جرائم بشعة بحق الثوار، بالتزامن مع تسليم وزير الداخلية بالنظام السابق محمد الشعار نفسه للسلطات الجديدة.