إسرائيل تستنسخ «تطهير غزة» في مخيمات «الضفة»

• ويتكوف يستحضر كيسنجر لتحجيم دور القاهرة والدوحة في مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق غزة

نشر في 04-02-2025
آخر تحديث 03-02-2025 | 20:23
صبي ينتظر شراء الخبز وسط السلك الشائك في مدينة غزة أمس (رويترز)
صبي ينتظر شراء الخبز وسط السلك الشائك في مدينة غزة أمس (رويترز)
في ظل توجه الأنظار إلى الاجتماع الأول بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وانعكاسه على اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس، بقيت الضفة الغربية للأسبوع الثاني تحت نيران عملية «السور الحديدي».

مع دخول عدوانها العسكري على مدينة جنين ومخيمها يومه الـ14، وضعت قوات الجيش الإسرائيلي معظم مدن الضفة الغربية تحت نار عملية «السور الحديدي»، وعززت وجودها خصوصاً في طوباس وطولكرم وطمون، في وقت أفادت المعلومات بأن 99% من سكان مخيم جنين، و75% من سكان مخيم طولكوم، أجبروا على النزوح.

وأحكم الاحتلال حصار المدن الفلسطينية، بما فيها رام الله ونابلس، واقتحم المدن والقرى والمخيمات، وأجبر سكان البنايات المشرفة على مخيم جنين أمس على إخلائها.

وفي ظل توسيع العمليات لتشمل تجريف البنية التحتية وتفجير المنشآت والمباني السكنية وتنفيذ اعتقالات جماعية ومداهمة منازل وإجبار سكانها على النزوح منها قسراً وتحويلها إلى ثكنات عسكرية في 5 مدن بمخيماتها، اتهمت السلطة الفلسطينية، برئاسة محمود عباس، الاحتلال بتوسيع حربه الشاملة على الضفة الغربية لتنفيذ مخططاته الرامية إلى «تهجير السكان والتطهير العرقي».

وبعيد تفجير 23 مبنى في جنين، طالب عباس بعقد جلسة طارئة وعاجلة لمجلس الأمن لوقف العمليات الإسرائيلية في الضفة الغربية.

ودعا المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبوردينة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى التدخل، والضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يزوره حالياً، «قبل فوات الأوان وتفجر الأوضاع بشكل لا يمكن السيطرة عليه».

وأكد أبو ردينة «أن الشعب الفلسطيني لن يقبل بأي مخططات، سواء بالتهجير أو الوطن البديل، وتهديد شعبنا لن يكون مفيداً لأحد، بل سيؤدي إلى دمار واسع هنا أو في المنطقة، سواء كان ذلك اليوم أو غدا». وكان يعلق على مقترح ترامب نقل فلسطينيي غزة إلى دول أخرى.

مساعدات غزة

في موازاة ذلك، أعلن مكتب غزة الحكومي، التابع لحركة حماس، أن القطاع تحول إلى «منطقة منكوبة» نتيجة حرب الإبادة الإسرائيلية التي استمرت 15 شهرا، وخلفت دمارا هائلا في البنية التحتية وخسائر بشرية غير مسبوقة.

واتهمت وزارة الصحة بغزة، في حكومة حماس، الاحتلال بإعاقة إدخال المستلزمات الطبية، والتلاعب بإدخال المساعدات، مؤكدة أن لديها نحو 25 ألف مريض يحتاجون إلى علاج ضروري.

ووسط ترقب لبدء مفاوضات الجولة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة، استبق نتنياهو لقاءه المنتظر اليوم مع ترامب بتدشين مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق غزة بإجراء مباحثات في البيت الأبيض مع مبعوث الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الذي أبلغ طرفي الصفقة ورعاتها أنه سيتبع آلية جديدة تعتمد على «الدبلوماسية المكوكية»، التي صاغها وزير الخارجية الراحل هنري كيسنجر لإنهاء الصراع المصري الإسرائيلي في السبعينيات.

تصريحات تبون عن استعداد الجزائر للتطبيع تفاجئ تل أبيب

وقبل استضافته أول زعيم أجنبي منذ توليه منصبه في 20 يناير، أعلن ترامب عن «اجتماعات كبيرة جداً مقرر عقدها اليوم مع بيبي (نتنياهو)»، الذي اتخذت طائرته مساراً استثنائياً للوصول إلى واشنطن، لتجنب مجالات جوية لدول أعلنت تنفيذ أمر اعتقاله، مؤكداً أن هناك «تقدماً» في محادثات إسرائيل ودول أخرى بالشرق الأوسط.

وأفادت صحيفة هآرتس بأن نتنياهو يسعى، عبر لقائه ترامب ووزير دفاعه بيت هيغسيت، إلى «الحصول على الدعم الأميركي الكامل لمواصلة القضاء على حركة حماس»، وبحث ملفات اليوم التالي في غزة، والنووي الإيراني، وإمكانية توسيع دائرة العلاقات مع دول عربية.

وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل «قد لا تلتزم في المرحلة الثانية من الاتفاق بالانسحاب الكامل من غزة ومحور فيلادلفيا»، مضيفة أن مسؤوليها «يهدفون إلى أن تؤدي المفاوضات في المرحلة الثانية إلى توسيع عملية التطبيع بين إسرائيل ودول في المنطقة».

وقالت مصادر سياسية، لوسائل إعلام عبرية، إن «ويتكوف يؤمن بالنموذج الذي بناه كيسنجر، وفيه عرف كيف يمارس ضغوطاً ميدانية على الطرفين، وسيقوم بزيارات منتظمة بين الجانبين، في محاولة لتوضيح مواقف الطرفين والقضايا الدقيقة التي ستناقشها الوفود».

ومن المتوقع أن تحل الآلية الجديدة محل اجتماعات الدوحة والقاهرة، بحضور جميع الأطراف، لتتولى إدارة ترامب عملياً المحادثات بطريقة تؤدي إلى «تحييد هيمنة مصر وقطر».

مفاجأة تبون

إلى ذلك، أثارت تصريحات الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، لصحيفة لوبينيون الفرنسية، عن استعداده للتطبيع مع إسرائيل مفاجأة من تل أبيب التي لم تكن تدرج الجزائر على لائحة الدول المرشحة للانضمام إلى الاتفاقات الإبراهيمية.

وكانت «لوبينيون» نقلت عن تبون قوله إن بلاده «قد تكون مستعدة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل في اليوم ذاته الذي ستكون فيه دولة فلسطينية»، وأكد أن هذا الأمر «متسق تماما مع مجرى التاريخ، فقد كان أسلافي، الرئيسان الشاذلي بن جديد وعبدالعزيز بوتفليقة، قد أوضحا أنه لا مشكلة لدينا مع إسرائيل».

back to top