الشرع: لدينا خطة إصلاح لـ 10 سنوات

• «الحرس الثوري» يتوقع عدم استقرار الوضع في سورية

نشر في 04-02-2025
آخر تحديث 03-02-2025 | 21:02
الشرع لدى خروجه من الكعبة المشرفة عقب أداء مناسك العمرة أمس (الرئاسة السورية)
الشرع لدى خروجه من الكعبة المشرفة عقب أداء مناسك العمرة أمس (الرئاسة السورية)

في ثاني خطوة دولية يقوم بها منذ إطاحة بشار الأسد في 8 ديسمبر الماضي، يقوم رئيس سورية في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، اليوم، بزيارة إلى تركيا للقاء الرئيس رجب طيب أردوغان، بعد اختتامه أول زيارة خارجية يقوم بها من السعودية، حيث التقى، أمس الأول، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، قبل أن يؤدي مناسك العمرة بمكة المكرمة أمس.

وأفاد رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، فخر الدين ألطون، على منصة إكس: بأن «الشرع سيزور أنقرة بناء على دعوة من رئيسنا أردوغان».

وأضاف أن المحادثات ستركز على بحث آخر التطورات في سورية من كل جوانبها وتقييم الخطوات المشتركة التي يجب أن يتخذها البلدان من أجل التعافي الاقتصادي والاستقرار والأمن المستدام في البلاد، وستركز المحادثات على الدعم الذي يمكن تقديمه للإدارة الانتقالية والشعب السوري على المنصات المتعددة الأطراف.

وختم منشوره بالقول: «نعتقد أن العلاقات التركية - السورية التي عادت إلى طبيعتها بعد استعادة دمشق لحريتها ستتعزز وتكتسب بُعداً جديداً مع الزيارة».

ويأتي لقاء الشرع وأردوغان في وقت تطمح أنقرة لتوجيه ضربة قاصمة للتمرد الكردي المسلح على أراضيها، عبر خنق المنظمات السورية الكردية المسيطرة على شمال سورية بدعم من واشنطن لمحاربة «داعش».

وقبل أن يغادر المملكة، نقل عن الشرع قوله خلال تصريحات صحافية أنه يولي أهمية كبيرة لبناء مؤسسات تقوم على القانون والمواطنة، بعيداً عن المحاصصة الطائفية، مشيرا إلى أن «لدينا خطة إصلاح تمتد لـ 10 سنوات لتحويل سورية إلى بيئة استثمارية».

ولفت إلى أن إدارته تركز على عودة النازحين وتعزيز العلاقات الدولية، داعيا جميع السوريين إلى «احترام القانون لتحقيق العدالة الانتقالية، ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم دون المساس بالسّلم الأهلي».

إلى ذلك، تحدثت مصادر سورية مقربة من الإدارة الجديدة عن توجُّه الشرع الذي تم تكليفه من قبل الفصائل المسلحة التي سيطرت على دمشق، بتولي منصب الرئاسة مؤقتا، وتشكيل مجلس تشريعي للمرحلة الانتقالية، لحين إقرار دستور دائم وتحسين الواقع الاقتصادي، نحو إعلان تشكيل حكومة «تكنوقراط» من الخبراء خلال الأسابيع القليلة المقبلة، عقب استقالة الحكومة المؤقتة الحالية التي يترأسها محمد البشير، لكن مع الحفاظ على عدد من الوزراء الحاليين في مناصبهم، وفي مقدمتهم وزير الخارجية أسعد الشيباني.

وذكرت مصادر مطّلعة على طبيعة المشاورات التي يجريها الشرع، أن الحكومة الجديدة المقبلة ستضم وزراء متنوعين وتجمع مختلف المكونات، وسيكون أعضاؤها من الوزراء الأكفاء أو الاختصاصيين، حيث تعوّل إدارة دمشق على مساعدة دولية ودعم رئيسي من قطر لإعادة توصيل التيار الكهربائي بشكل كامل لإعادة الروح إلى الشارع السوري.

في غضون ذلك، رأى قائد «قوات سورية الديموقراطية» (قسد)، الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، مظلوم عبدي، أن إطاحة عائلة ⁧‫الأسد‬⁩ يجب أن يتبعها بناء دولة علمانية ومدنية ولا مركزية، لافتا إلى أن قواته تنتظر ردّا من الإدارة السورية الجديدة بشأن مقترح أرسلته لها بهدف قبول الانضمام للقوات السورية الجديدة لتحديد موقفها من تنصيب الشرع رئيسا.

في موازاة ذلك، وصفت الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سورية، التي تمثّل الواجهة السياسية لأكراد سورية «مؤتمر النصر»، الذي جرى خلاله تنصيب الشرع بـ «غير القانوني».

ميدانياً، هزّ انفجار عنيف مدينة منبج بريف حلب الشرقي (شمال سورية)، إثر انفجار سيارة ملغومة على الطريق السريع الرئيسي، مما أسفر عن سقوط 18 قتيلا من بينهم 17 امرأة وسائق سيارة كانت تنقلهم للعمل بمزرعة، إضافة إلى إصابة نحو 12 سيدة أخرى، بينما تبادلت فصائل سورية مدعومة من أنقرة و»قسد» الاتهام بالوقوف خلف الاعتداء الذي يُعد السادس ضمن مناطق نفوذ الأولى.

من جهة أخرى، انسحبت القوات الإسرائيلية من مواقع في القنيطرة، بينها مبنى المحافظة ومبنى المحكمة الرئيسية، كما نفّذت انسحابا جزئيا من محيط سد المنطرة وبلدة القحطانية جنوب سورية، بعد أسابيع من تمركزها في المنطقة عقب انهيار الجيش السوري وفرار الأسد.

من جهة ثانية، رأى قائد «الحرس الثوري» الإيراني، حسين سلامي، أن «العوامل التي لا مجال لذكرها الآن جعلت الأعداء يحققون بعض النتائج في دمشق، لكن الوضع لن يبقى على حاله».

back to top