نتنياهو يبحث خططه لغزة وإيران والمنطقة مع ترامب

• قطر تحذّر من انتكاسة المرحلة الثانية من اتفاق غزة
• مصر تتحدث عن رؤية للإعمار دون خروج الغزيين

نشر في 02-02-2025 | 14:53
آخر تحديث 02-02-2025 | 20:14
عشية دخول وقف إطلاق النار في غزة أسبوعه الثالث، ربط رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بدء مفاوضات المرحلة التالية بنتائج اجتماعه مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في حين حذرت قطر من عدم وجود خطة واضحة لبدء المرحلة الثانية من مراحل الصفقة.

رغم تحذير رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية، الشيخ محمد بن عبدالرحمن، أمس، من عدم وجود خطة واضحة لموعد بدء مفاوضات المرحلة التالية، رهن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو مشاركته بالمحادثات بنتائج اجتماعه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب المنتظر خلال ساعات.

وقبل توجهه إلى واشنطن في أول زيارة خارجية منذ إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بتهم ارتكاب جرائم حرب ولا إنسانية في غزة، قال نتنياهو، في مطار بن غوريون، إنه سيبحث مع ترامب «قضايا مهمة» تواجه إسرائيل والشرق الأوسط، بما في ذلك «الانتصار على حماس، وتحقيق إطلاق سراح جميع الرهائن (الإسرائيليين)، والتعامل مع محور الإرهاب الإيراني بكل مكوناته الذي يهدد السلام في المنطقة والعالم بأسره».

وأكد نتنياهو أنه «أول زعيم أجنبي يستقبله ترامب منذ تنصيبه، وهو أمر ذو أهمية كبيرة لإسرائيل، ويعكس قوة تحالفهما، ويسلط الضوء على عمق الأواصر التي أسفرت بالفعل عن إنجازات عظيمة، بما في ذلك اتفاقيات السلام التاريخية مع أربع دول عربية» هي: الإمارات، والبحرين، والمغرب، والسودان.

وزعم نتنياهو أن «القرارات التي اتخذها أثناء الحرب غيّرت وجه الشرق الأوسط بالفعل لدرجة لا يمكن التعرف عليها»، معتبراً أنه «من خلال العمل المشترك والجاد مع ترامب، يمكن تغيير الأمر أكثر نحو الأفضل، وتعزيز أمن إسرائيل، وتوسيع دائرة السلام، وتحقيق حقبة رائعة لم يحلم بها أحد، من الرخاء انطلاقاً من القوة».

المرحلة الثانية

وبعد تعليقه سفر وفده للدوحة إلى أجل غير مسمى، أعلن نتنياهو أنه «تحدث مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، واتفق معه على أن مفاوضات المرحلة الثانية من صفقة غزة ستبدأ عندما يلتقيان في واشنطن اليوم»، على أن يجري محادثات خلال الأسبوع مع رئيس الوزراء القطري ومسؤولين مصريين رفيعي المستوى.

وفي حين توقعت صحيفة «هآرتس» أن يعلن ترامب ونتنياهو غداً تطور صفقة شاملة تشمل تطوراً محتملاً في ملف التطبيع مع السعودية، أكدت صحيفة إسرائيل هيوم، أمس، أن إسرائيل تستعد لاستئناف الحرب على غزة حال فشلت مفاوضات المرحلة التالية من وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، مبينة أنه في هذه الحالة، سيتولى سكرتير نتنياهو العسكري، اللواء رومان غوفمان، قيادة العمليات لتنفيذ رؤيته الرامية إلى «تدمير حماس»، ومن المقرر أن يعين قائداً جديداً لقيادة الجنوب، استعدادا لتجديد العمليات.

وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن «نتنياهو يولي أهمية كبيرة لزيارة واشنطن، واعتقد أنه سيكون قادراً على التأثير على الطريقة التي يشكل بها ترامب سياسة إدارته بالشرق الأوسط، وسيحاول تحديد الأولويات بشأن كل القضايا الملحة المدرجة على جدول الأعمال».

وبحسب مراقبين، ليس مستبعداً أن يحاول نتنياهو إقناع ترامب بالتعامل أولاً مع تهديد إيران وبرنامجها النووي باعتباره يخدم ملف التطبيع مع السعودية، ويمنحه الوقت بلا ضغوط لاتخاذ القرارات بشأن «اليوم التالي» بغزة، واحتمال استئناف الحرب.

ووجّه وزير المالية بتسلئيل سموتريتش تحذيراً لنتياهو من أن «النصر الكامل في غزة وتدمير حماس وإعادة كل الرهائن على المحك»، معتبراً أنه يتعين عليه تشديد القبضة على الضفة الغربية المحتلة، والعمل في سورية ولبنان، وضد رأس الأخطبوط إيران»، وتهديدها النووي.

لا خطة واضحة

وخلال استقباله وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، حذر بن عبدالرحمن من انه لا توجد خطة واضحة لموعد بدء إسرائيل و«حماس» مفاوضات تطبيق المرحلة الثانية من اتفاق غزة، مؤكداً أن قطر تتواصل مع الطرفين للتحضير للمحادثات، وتأمل رؤية بعض التحركات في «الأيام القليلة المقبلة».

وينص الاتفاق على بدء مفاوضات المرحلة الثانية قبل اليوم السادس عشر من تنفيذ المرحلة الأولى، والذي يوافق اليوم الاثنين، ومن المتوقع أن تشمل إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين، ووقف إطلاق النار بشكل دائم، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة.

وبينما أبلغت «حماس» الوسطاء قطر ومصر والولايات المتحدة أنها مستعدة للانخراط في مباحثات المرحلة الثانية، يدرس نتنياهو تعيين وزير الشؤون الإستراتيجية رون دريمر، رئيسا لفريق المفاوضات بدلا من رئيس الموساد دافيد برنياع.

التهجير والعدوان

وإذ اعتبر وزير الخارجية التركي أن تهجير الفلسطينيين من غزة يناقض القانون الدولي، ويجب على الجميع التصدي لهذا المشروع، كشفت مصر عن رؤية لإعمار غزة دون خروج أي مواطن من أرضه.

وقال وزير الخارجية بدر عبدالعاطي، خلال استقباله نظيره الجيبوتي محمود يوسف «ناقشنا اتفاق غزة والجهود المتواصلة لتثبيته»، مشدداً على ضرورة إطلاق عملية سياسية شاملة بناء على المقررات الدولية تؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية، وتحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة.

وأكد عبدالعاطي أن الجهود مستمرة ولن تتوقف حتى تنفيذ استحقاقات اتفاق غزة بمراحله الثلاث، معتبراً أنه لا مبرر للتصعيد في منطقة البحر الأحمر بعد نجاح مصر وقطر والولايات المتحدة في التوصل لهذا الاتفاق.

ميدانياً، وسّع الجيش الإسرائيلي عمليات «السور الحديدي» في الضفة الغربية ليشمل 5 مناطق جديدة منها طوباس، معلناً قتله «عدداً» في ثلاث ضربات جوية نادرة في عملية عسكرية في قباطية، وتفجير نحو 20 منزلاً في جنين.

وفيما نعت كتائب القسام وسرايا القدس القياديين أمير أبوحسن ويزن عطية بمخيم جنين، بدأت «مجموعة تكتيكية» من جيش الاحتلال عمليات في قرية طمون، ونشر جنوده حول طوباس المجاورة، وتم إغلاق مخارج مخيّم الفارعة بدعم من الطيران الحربي والمسير وحوّل عدة منازل لثكنة عسكرية.

وفي وقت يواصل الاحتلال عدوانه على طولكرم، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بأنّ غارات إسرائيلية على جنين أسفرت عن مقتل 5 أشخاص، بينهم فتى عمره 16 عاماً.

back to top