بالعربي المشرمح: لا تكونوا طرفاً في الصراع العبثي!

نشر في 23-12-2022
آخر تحديث 22-12-2022 | 18:41
 محمد الرويحل منذ مرسوم الصوت الواحد وما أعقبه من أحداث والمجتمع الكويتي منقسم سياسياً إلى مجموعتين «مع» و«ضد»، وأصبحت محطات التواصل الاجتماعي تسيطر على المشهد وفقا لمصالح أطراف الصراع دون أي اعتبار لمصلحة الوطن والمواطن.

المجموعة التي كانت تدافع عن المجلس والحكومة السابقة نراها اليوم تهاجم المجلس والحكومة الحالية، وتخلق جواً عاماً لإرباك العمل السياسي بعكس المجموعة الثانية التي كانت تهاجم المجلس والحكومة السابقة أصبحت تدافع عن المجلس والحكومة الحالية وتحاول التهدئة، الأمر الذي جعلنا نبتعد عن حلول مشاكلنا العالقة، ونغرق في مستنقع الصراعات المدمرة والمستمرة بين قوى النفوذ والمال منذ ذاك الوقت.

نشأ الصراع منذ تضخم أرصدة النواب، وكبر ليصبح صراعا من أجل النفوذ والمال لا من أجل الإصلاح والتنمية وازدهار الوطن، فكل مجموعة أو فريق بات يسعى إلى تدمير خصمه من أجل مصالحه الخاصة، وعلى حساب المصلحة العليا للوطن والمواطن، مما جعل الأغلبية ينغمسون في هذا الصراع حتى إن كانوا غير مقتنعين به ليصبح الوضع العام «مع» أو «ضد» شخوص المشهد لا إنجازاتهم أو أفعالهم.



المشهد السياسي ملوث أو لنقل تم تلويثه بقذارة الصراع العبثي الذي نشأ للاستحواذ على النفوذ والسلطة والمال دون إدراك لما نحن فيه وإلى أين وصلت بنا الحال، وإلى أين ستنتهي؟

أطراف الصراع أقوى مما نتخيل، فهم أقوى من الحكومة والمجلس، وبيدهم خيوط اللعبة القذرة التي التفّت حولنا وحاصرتنا منذ عقود، ولم نفهم حتى اليوم أنهم سبب ما نحن فيه، وأقحمنا أنفسنا في صراعهم دون إدراك الضرر الذي سيلحق بنا كشعب وبوطننا.

يعني بالعربي المشرمح:

معركة رحيل الرئيسين ليست النهاية، ولم تكن الحاسمة، بل مجرد جولة من جولات الصراع العبثي الذي نعيشه، والمؤسف أن أعضاء الحكومة والمجلس الحاليين لم يتداركوا ذلك بل أقحموا أنفسهم في هذا الصراع، الأمر الذي يجعلنا نقول «لا طبنا ولا غدا الشر» ما لم ينته هذا الصراع الذي جعلنا جزءاً منه من حيث ندري أو لا ندري.

back to top