بقايا خيال: أيها الغربيون... «البشت» تاج الرجولة

نشر في 23-12-2022
آخر تحديث 22-12-2022 | 18:33
 يوسف عبدالكريم الزنكوي في سبعينيات القرن الماضي وخلال مرحلة دراستنا في الولايات المتحدة الأميركية لم يكن مواطن أميركي واحد يعرف أين تقع دولة الكويت على خريطة العالم، حتى وقع الغزو العراقي الآثم على بلادنا، ليعرفوا كل شيء عن دول المنطقة، ولم يكن الغرب يعرف أي شيء عن دولة قطر حتى وقع الاختيار على هذه الدولة الصغيرة لاستضافة أكبر بطولة رياضية في العالم، ورغم ذلك استهانوا بقدراتها التنظيمية وإمكاناتها الإدارية واللوجستية لإنجاحها، حتى بعد انتهائها من إعداد 8 ملاعب رياضية بمعايير عالمية، وعلى الرغم من دعم دولة قطر لكثير من دول العالم، ومنها دول أوروبا، بالغاز المسال وبأسعار منخفضة أقل بكثير من أسعار الغاز الأميركي، فإن الغربيين الجاحدين حاولوا إفشال البطولة بكل الوسائل المتاحة لهم حتى لو كان من تحت الحزام، وهذه المرة، وبسبب جهلهم بتراث الدول الأخرى وتقاليدها، تناولوا موضوع البشت.

عندما قام صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر بإلباس اللاعب ليونيل ميسي رئيس الفريق الفائز ببطولة كأس العالم العباءة العربية كدليل احترام لهذا اللاعب والإعلاء من مكانته بين الآخرين، استهجن الإعلام الغربي هذا الأمر لأن البشت غطى على ألوان فانيلة الأرجنتين، فالبشت كلمة فارسية بمعنى الظهر، والظهر في معظم لغات العالم تعني السند، والسند هنا هو عباءة الرجل، ولبسه من مكملات هندام الرجل عندما يصبح رجلاً، ومن أقوال الخليجيين للطفل «عشت ولبست البشت»، متمنين أن يكبر ويصبح رجلاً ويلبس البشت عندما يتزوج، تماماً كما تلبس الخليجية العباءة السوداء عندما تكبر وتتزوج.



وعلى الرغم من أن العالم كله أثنى على مونديال قطر 2022، ووصفوه بأنه استثنائي، حتى رئيس الاتحاد العالمي لكرة القدم نفسه، السيد جيانو إنفانتينو، صرح مرات عدة لوسائل الإعلام العالمية قبل ختام البطولة وبعده بأنها الأفضل على الإطلاق في تاريخ جميع بطولات كأس العالم السابقة، إلا أن هناك من يواصل نشر بذاءاته عبر وسائل الإعلام محاولاً النيل من هذه البطولة التي أحرجت من أقاموا هذه البطولة في بلدانهم من قبل، وأحرجت كل الدول المرشحة لإقامة بطولة كأس العالم المقبلة، كل دول العالم التي استضافت بطولات كأس العالم منذ عام 1930 حتى عام 2018 في روسيا، كانت الاحتفالات الافتتاحية والختامية تتضمن فقرات من تراث وتقاليد هذه الدول المضيفة، إلا دولة قطر حاولوا أن يفرضوا عليها تقبل مبادئ غير أخلاقية ولا إنسانية كالمثلية وتعاطي المسكرات داخل الملاعب، دون مراعاة لدول وشعوب لها عاداتها وتقاليدها وتاريخها الضارب في جذور الإنسانية.

وإذا كانت الدول تعلق في أعناق المتفوقين الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية والورود، ويزينون رؤوسهم بأكاليل الغار والزهور، كتقليد غربي توارثوه جيلا بعد جيل، فما المانع من أن نحتفل نحن بطريقتنا العربية التي تعكس عاداتنا وتقاليدنا الموروثة؟ وإذا كانت احتفالية تزيين الأجساد بالورود والزهور ليس فيها أي جديد أو غرابة، فلماذا لا يكون تزيين المتفوقين بشيء لم يعهده العالم من قبل، مثل لبس البشت كإعلان لاكتمال التفوق، بدلاً من ألوان قوس قزح التي كرهونا بها بعد أن صارت تمثل المثليين وأشباه الرجال؟

back to top