ترامب يتجاهل إيران

• طهران تنتظر بيأس إشارات من الرئيس الأميركي بشأن المفاوضات
• تريث الإدارة الأميركية الجديدة يثير ارتباك الإيرانيين
• ضغوط على فريق بزشكيان المؤيد للحوار... وظريف يواجه تهديدات بالقتل

نشر في 29-01-2025
آخر تحديث 28-01-2025 | 22:20
الرئيسان الإيرانيان السابقان حسن روحاني ومحمود أحمدي نجاد خلال كلمة للمرشد الإيراني في طهران أمس (أ ف ب)
الرئيسان الإيرانيان السابقان حسن روحاني ومحمود أحمدي نجاد خلال كلمة للمرشد الإيراني في طهران أمس (أ ف ب)

مع دخول الرئيس الأميركي دونالد ترامب أسبوعه الثاني في البيت الأبيض، تنتظر إيران، التي تلقى نفوذها الإقليمي ضربات عنيفة في الأشهر الماضية، بكثير من الترقب واليأس، أي إشارة تصل إليها من الإدارة الأميركية الجديدة، التي تضم في صفوفها خليطاً من الصقور المعادين لها، والبراغماتيين من مناصري دبلوماسية التعاملات والصفقات.

وكشف مصدر في المجلس الإيراني الأعلى للأمن القومي، لـ «الجريدة»، أنه على عكس الأوضاع خلال الحملة الانتخابية، عندما تلقت طهران إشارات ورسائل واتصالات من جهات مختلفة مرتبطة بفريق ترامب، فإنه بعد حفل تنصيبه في 20 الجاري، توقفت كل الاتصالات فجأة، في خطوة تركت طهران مرتبكة بين تفسيرين: أولهما، أن ترامب يريد استكمال تشكيل إدارته وفريقه وإمساكهم جيداً بكل الملفات حتى يبدأ الاتصالات، والآخر، أن المفاوضات مع إيران ليست حالياً ضمن الأولويات على جدول أعمال الرئيس الجمهوري.

وأشار المصدر إلى أن إيران، وفي مسعى لتجاوز هذا الجمود، سعت خلال الأيام الأخيرة إلى بعث رسائل لترامب بأنها جاهزة لأية مفاوضات، وتنتظر إشارة من البيت الأبيض، مضيفاً أن الوقت لا يسير لمصلحة فريق الرئيس مسعود بزشكيان المؤيد للتفاوض مع واشنطن، مثل مساعده للشؤون السياسية مهدي سنائي، ومساعده للشؤون الاستراتيجية محمد جواد ظريف، ووزير الخارجية عباس عراقجي.

وأوضح أن الأصوليين يضغطون لأن تكون المفاوضات في إطار المجلس الأعلى للأمن القومي برئاسة علي أكبر أحمديان، وأن يتمثلوا بفريق التفاوض، في وقت يسعون إلى إقالة ظريف الذي أثار الكثير من الجدل بتصريحات خلال مشاركته أخيراً بمنتدى الاقتصاد العالمي في دافوس.

وبحسب المصدر، وصلت التهديدات بحق ظريف إلى التلويح بقتله حيث تجمع أكثر من خمسين عنصراً من المتطرفين في المطار عند عودته من سويسرا، مهددين بتصفيته بتهمة الخيانة العظمى للنظام والوطن، مما اضطر الأجهزة الأمنية إلى تغيير بوابة خروجه من المطار وتغيير مكان إقامته وعائلته وزيادة عدد مرافقيه.

وكان ظريف قال في دافوس إن النظام الإسلامي وبأمر من المرشد علي خامنئي قرر عدم تطبيق قانون الحجاب الإلزامي وغض الطرف عن الإيرانيات اللواتي تقررن عدم ارتدائه، كما عبر عن استعداد إيران للدخول في مفاوضات مباشرة مع ترامب.

وذكر المصدر أن الفكرة الأساسية التي خرج بها المسؤولون في حكومة بزشكيان من التبادلات التي جرت مع فريق ترامب خلال الحملة الانتحابية هي أن الرئيس الأميركي يريد مفاوضات ثنائية مباشرة تشمل الملف النووي وباقي القضايا الخلافية بما في ذلك الأنشطة الإقليمية وتهديد إسرائيل وبرنامج صناعة الصواريخ البالستية والمسيرات، وأنه في حال وافقت طهران على هذا الطرح، ستشعر كل من روسيا والصين بالخيانة، حتى الدول الأوروبية ستجد نفسها مستبعدة بطريقة تترك إيران مكشوفة أمام المفاوض الأميركي وغير قادرة على المناورة.

back to top