وفد روسي في دمشق يستطلع مصير «القواعد»
«حادثة العلَم» وخطة لنقل «سجون داعش» تثيران توتراً سورياً - عراقياً
وسط أسئلة عديدة حول مستقبل العلاقات بين البلدين والقواعد العسكرية الروسية في سورية ما بعد بشار الأسد، أجرى وفد رسمي روسي رفيع، يضم مبعوث الرئيس فلاديمير بوتين الخاص، ألكسندر لافرينتييف، ونائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، مباحثات في دمشق مع قائد الإدارة السورية أحمد الشرع.
وأكد بوغدانوف من دمشق أن زيارة الوفد التي تُعد الأولى من نوعها منذ سقوط النظام «تأتي وفق قاعدة المصالح المشتركة»، مشيراً إلى أن «موسكو حريصة على وحدة الأراضي السورية واستقلالها وسلامتها».
وفي ظل دعوات أوروبية لدمشق بإغلاق المنافذ الروسية الاستراتيجية على أراضيها بشكل كامل، رأى الكاتب الصحافي الروسي، أناتولي نيسميان، أن «هدف الزيارة هو بالطبع استيضاح مصير قاعدة حميميم الجوية، حيث إن الأمور المتعلقة بميناء طرطوس أصبحت واضحة بشكل عام».
وكانت الإدارة السورية الجديدة قد ألغت في يناير الجاري عقداً مع شركة إس. تي. جي سترويترانسجاز الروسية، تم توقيعه في عهد الأسد لإدارة وتشغيل ميناء طرطوس.
وإضافة إلى ذلك، رجّح الكاتب الروسي أن «يحاول الوفد فهم مصير الاستثمارات الروسية في الاقتصاد السوري»، مضيفاً: «لكن لدى السلطات الجديدة حجة قوية، وجِّهوا جميع تساؤلاتكم إلى الأسد، ولستم بحاجة إلى السفر لمقابلته، أرسلوا إليه سيارة أجرة»، (في إشارة إلى وجود الرئيس المخلوع في موسكو).
إلى ذلك، تسببت مشاهد مصوّرة تظهر عسكريين عراقيين يقومون بالمرور فوق صورة لعلم سورية الجديد مرسوماً على الأرض بين علمَي الولايات المتحدة وإسرائيل في حالة من التوتر، عززتها تقارير عن مساعٍ لنقل سجناء تنظيم داعش، الذين يعتقد أن عددهم يصل الى 10 آلاف، من مناطق قوات «قسد» الكردية في سورية الى العراق.
وقال عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية في البرلمان العراقي، النائب ياسر إسكندر، إن هناك خطة تركية - سورية لنقل معتقلي «داعش» من سورية الى العراق.
ويخشى الكثيرون، خصوصا في دول غربية، من أن يؤدي أي هجوم تشنّه أنقرة أو الإدارة السورية الجديدة على قوات «قسد» الى انهيار السجون وفرار آلاف المتشددين.
من جهة ثانية، أصدرت لجنة التحقيق الدولية المستقلة حول سورية تقريراً أكدت فيه حصولها على أدلة ميدانية بشأن «الممارسات غير القانونية التي استُخدمت لقمع المعارضة خلال حكم الأسد، والتي تضمنت انتهاكات منهجية تشمل الاعتقال التعسفي والتعذيب والاختفاء القسري لقمع المعارضة».
وقال رئيس لجنة التحقيق الدولية المختصة بسورية، باولو بينيرو، بهذا الصدد: «نمرّ بمرحلة انتقالية حرجة، ويمكن للحكومة الانتقالية والمسؤولين السوريين المستقبليين ضمان عدم تكرار هذه الجرائم مرة أخرى، مع إطلاق مبادرات عدالة وطنية ذات مصداقية».
على صعيد منفصل، التقى الشرع في دمشق، رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، فيما تمكّنت إدارة المنافذ السورية من إحباط محاولة تهريب 7 ملايين قرص مخدر مخبأة في عبوات بسكويت، كانت في طريقها للتهريب إلى السعودية.